أعلنت وزارة الكهرباء العراقية، اليوم الثلاثاء، عن إنجاز جميع المتعلقات الإدارية المتعلقة بالاتفاقية التعويضية الخاصة بتوريد الغاز من تركمانستان إلى العراق، وذلك لضمان استقرار إمدادات الغاز لمحطات الإنتاج.
وقال المتحدث الرسمي باسم الوزارة، أحمد موسى، في تصريح لـوكالة الأنباء العراقية «واع»، إن الوزارة أعدّت وأنجزت الاتفاقية مع الجانب التركمانستاني للحصول على الغاز عبر آلية تعويضية تُعرف باسم «سواب».
وأوضح أن الاتفاق يتضمن ضخ الكميات المتفق عليها من الغاز التركمانستاني إلى مناطق شمال إيران، مقابل حصول العراق على كميات مماثلة من الغاز الإيراني.
وبيّن موسى أن الاتفاق تم بين وزير الكهرباء زياد علي فاضل ووزير الغاز التركمانستاني، مشيراً إلى أن الجانب العراقي اشترط أن يكون العقد محصوراً بين العراق وتركمانستان فقط، على أن يتم تحويل الأموال إلى الجانب التركمانستاني مباشرةً، ضمن الآلية المتفق عليها.
وأضاف أن وزارة الكهرباء أنجزت ما عليها من إجراءات إدارية تتعلق بالاتفاقية، وجرى مخاطبة مكتب رئيس الوزراء للحصول على الموافقات الإدارية والمالية النهائية التي تتيح تفعيل الاتفاق.
وأكد المتحدث الرسمي، أن الوزارة بأمسّ الحاجة إلى الغاز التركمانستاني لتعويض النقص في إمدادات الغاز الإيراني، الذي تسبب في تحديد الأحمال على المنظومة الكهربائية ومحطات التوليد، معرباً عن أمله في استحصال الموافقات اللازمة قريباً، حتى يمكن فتح الاعتمادات وتحويل الأموال للجانب التركمانستاني، ودخول الاتفاق حيز التنفيذ.
وكانت الوزارة كشفت الثلاثاء الماضي، عن فقدان نحو 3800 ميغاواط من القدرة التوليدية نتيجة تراجع كبير ومفاجئ في كميات الغاز المستورد من إيران، ما أدى إلى توقف عدد من المحطات الغازية وخروجها عن الخدمة.
وتراجعت كميات الغاز القادمة من إيران إلى نحو 25 مليون متر مكعب يومياً، مقارنة بالكميات المتفق عليها سابقاً والبالغة 55 مليون متر مكعب، ما يعني فقدان أكثر من نصف الكمية المتعاقد عليها، وفق مدير مديرية الوقود في الوزارة، سعد فريح، في بيان رسمي نقلته وكالة الأنباء العراقية (واع).
يواجه العراق منذ تسعينيات القرن الماضي، أزمة في مستويات إنتاج الطاقة الكهربائية، ويعتمد على استيراد الكهرباء والغاز من إيران بشكل كبير، بشكل يصل إلى 40% من احتياجاته، وسط صعوبة في سداد بغداد ثمن الواردات؛ بسبب عقوبات أميركية مفروضة على طهران.
ينتج العراق بحدود 28 ألف ميغاواط من الكهرباء، في حين أن الحاجة الفعلية للكهرباء في وقت الذروة، تصل حالياً إلى 50 ألف ميغاواط، بحسب ما ذكره مستشار رئيس الوزراء العراقي للسياسات المالية، مظهر محمد صالح، في مقابلة سابقة مع «إرم بزنس» مطلع ديسمبر الماضي.
منذ أواخر أكتوبر الماضي، تراجعت إمدادات الغاز من إيران، إلى العراق، وحمل ذلك تأثيرات متزايدة على قطاع الطاقة، ما دفع بغداد للبحث عن بديل.
وكشف وزير الكهرباء العراقي، زياد فاضل، في تصريحات صحفية نُشرت في حينه، أن الاتفاق مع الجانب الإيراني الخاص بتوريد الغاز، ويمتد على مدار 5 سنوات، يتضمن تزويد بغداد بـ50 مليون م3 يومياً.
لكن كمية الغاز التي وصلت البلاد في ذلك الوقت، بلغت 15 مليوناً فقط، وفق فاضل الذي أضاف: «الفارق بين ما هو مفترض وما يصلنا حالياً أدى إلى خسارة 7 آلاف ميغاواط من الطاقة».