بالصور.. التفاصيل الكاملة لزيارة ترامب إلى حصن باول

في زيارة تاريخية لم تكن مدرجة على جدول أعمال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تفاجأ رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي «البنك المركزي الأميركي» جيروم باول، بأن مقر البنك سيستقبل لأول مرة منذ 20 عاماً رئيساً أميركياً، إلا أنه رئيس ليس كأي رئيس.

خلال الزيارة أمس الخميس، في الرابعة عصراً بالتوقيت الشرقي للولايات المتحدة، قام ترامب بجولة في مقر الاحتياطي الفيدرالي برفقة باول، في الوقت الذي تكثف فيه الإدارة حملتها ضد طريقة تعامله مع الاقتصاد والمشروع الذي تبلغ تكلفته عدة مليارات من الدولارات.

كان جورج دبليو بوش آخر رئيس أمريكي يزور البنك، إذ حضر حفل أداء اليمين لمستشاره الاقتصادي السابق بن برنانكي، رئيساً للبنك عام 2006، لم يسبقه إلى هذه الزيارة سوى رئيسين آخرين، هما جيرالد فورد عام 1975، وفرانكلين د.روزفلت لافتتاح المبنى عام1937.

تلخيص

في تلخيصه لجولته على الأقسام التي يشملها التجديد في مقر بنك الاحتياطي الفيدرالي على منصة «تروث سوشيال»، قال ترامب: «لا يزال أمامه طريق طويل، وكان من الأفضل بكثير لو لم يبدأ أبدًا، ولكن هذا هو الحال، ونأمل أن يتم الانتهاء منه في أسرع وقت ممكن».

وفي حين قال الرئيس إن تكلفة التجديد باهظة، إلا أنه أضاف أيضاً أن «بلادنا في وضع جيد للغاية، ويمكنها تحمل أي شيء تقريباً - حتى تكلفة هذا المبنى!، واختتم كلمته بمطالبة متجددة بخفض أسعار الفائدة»!.

مشاجرة

رصدت وسائل الإعلام الأميركية، وعدسات المصورين ما يمكن أن يوصف بالمشاجرة الكلامية، إذ تشاجر الرئيس ترامب يوم الخميس مع جيروم باول، رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، حول تكلفة تجديد مقر البنك المركزي في واشنطن، خلال جولة في موقع البناء الجاري. 

كان من بين أهداف الزيارة التي وُضعت للرئيس وكبار مسؤولي البيت الأبيض البحث عن أدلة تدعم مزاعم الإدارة بأن باول أساء إدارة هذا المشروع الباهظ التكلفة، إلا أن السبب الأهم في الزيارة التي استقبل فيها باول،  شخصياً، هو أن رئيس الفيدرالي كان هدفاً متكرراً لهجمات الرئيس بسبب عدم رغبة البنك المركزي حتى الآن في خفض أسعار الفائدة.

لا إقالة

وقف الرجلان جنباً إلى جنب مرتدين خوذات واقية، واختلفا لفترة وجيزة عندما أشار باول إلى ترامب إلى أن تكلفة المشروع قد تضخمت مؤخراً إلى 3.1 مليار دولار.

عندما سُئل ترامب عن كيفية تعامله مع مدير مسؤول عن مشروع يتجاوز الميزانية المخصصة، قال ترامب: «سأطرده على الفور، وهنا من يدير المشروع جيروم باول رئيس الفيدرالي».

إلا أن ترامب عاد، في وقت لاحق، وبعد توقفه مرة أخرى للتحدث مع الصحفيين، كرر مطالبه بأن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة، لكنه أشار أيضاً إلى أنه غير مستعد لإقالة باول.

استهدفت الانتقادات مؤخراً تجاوزات التكاليف المتعلقة بالمشروع الذي استمر لسنوات في مقر بنك الاحتياطي الفيدرالي، وهي الانتقادات التي سعى موظفو بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى دحضها أمس.

وقال ترامب للصحفيين إن إقالة رئيس الفيدرالي خطوة كبيرة للغاية، ولا أعتقد أنها ضرورية، «أعتقد أن باول سيفعل الشيء الصحيح في النهاية».

ما يجب أن تعرفه:

◄ مشروع مكلف: صرح موظفو الاحتياطي الفيدرالي بأن الرسوم الجمركية وارتفاع تكاليف المواد والعمالة هي السبب وراء التكلفة الباهظة لتجديد مقر البنك المركزي، كما دافعوا عن العديد من تحسينات المشروع باعتبارها ضرورية لتلبية الاحتياجات الأمنية والحفاظ على الجمالية المعمارية للمبنى.

أصدر الفيدرالي صفحة أسئلة وأجوبة على موقعه الإلكتروني تقول إن ارتفاع التكاليف المرتبطة بالمشروع يرجع في المقام الأول إلى تكلفة المواد الخام، والمشاورات مع وكالات المراجعة، والمبنى الذي يحتوي على كمية من الأسبستوس أكبر من المتوقع.

◄ مشهد سريالي: في مشهدٍ سرياليٍ قبل بدء الجولة، حث ترامب باول على الاقتراب منه، وعرض عليه تكلفة جديدة أعلى للمشروع، حوالي 3.1 مليار دولار، وبينما كان ترامب يتحدث، أغمض باول عينيه وهز رأسه، ثم أوضح أن التكلفة الإضافية تتعلق بمكتب آخر للاحتياطي الفيدرالي جُدد قبل خمس سنوات.

◄ مُخطط لها: كان من المُقرر أن يقوم كبار مسؤولي الإدارة بجولة في موقع البناء أمس، وهو تنازلٌ منحه لهم الاحتياطي الفيدرالي سعياً لصرف الانتقادات المُوجهة للمشروع.

◄ استقلالية الفيدرالي: نادراً ما يزور الرؤساء الاحتياطي الفيدرالي بصفة رسمية، ويرجع ذلك إلى سعي البنك المركزي للاستقلال عن البيت الأبيض، وهو انفصال يُنظر إليه على أنه حاسم لضمان تحرر أعماله من النفوذ السياسي.

كذبة

كرر ترامب، في إجاباته على أسئلة الصحفيين، أن أوروبا خفضت أسعار الفائدة 11 مرة خلال فترة وجيزة، بينما قال إن الاحتياطي الفيدرالي لم يخفضها.

والحقيقة في هذا الادعاء، أن البنك المركزي الأوروبي أجرى ثمانية تخفيضات في أسعار الفائدة بربع نقطة مئوية منذ أن بلغت ذروتها الصيف الماضي.

في حين صوّت المركزي الأوروبي على إبقاء أسعار الفائدة ثابتة أمس، وذلك في حين أجرى الاحتياطي الفيدرالي تخفيضاً واحداً بنصف نقطة مئوية وتخفيضين بربع نقطة مئوية خلال الفترة نفسها.

الفائدة

كرر ترامب خلال تصريحاته للصحفيين أن خفض أسعار الفائدة سيوفر على البلاد أكثر من تريليون دولار، في إشارة إلى تكلفة سداد فوائد ديون البلاد البالغة حوالي 30 تريليون دولار. 

لكن كما أوضحت مذكرات بحثية لبنوك عالمية، فإن الضغط السياسي على الاحتياطي الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة قد يؤدي إلى نتائج عكسية، واهتزاز في سوق السندات.

قد يؤدي خفض سياسي لأسعار الفائدة في الواقع إلى رفع تكاليف الاقتراض الحكومية، وتكلفة مخاطر السندات، التي يحددها المستثمرون، وليس مجلس الاحتياطي الفيدرالي.