بنوك عالمية تراهن.. الذهب سيقفز إلى 3000 دولار
تجدد رهان البنوك العالمية على عودة الملاذ الآمن (الذهب) إلى ارتفاعاته القياسية، ليقفز بحلول نهاية العام الجاري 2024 إلى مستويات جديدة غير مسبوقة عند الـ 3000 دولار للأوقية بزيادة تقترب من 700 دولار عن المستويات الحالية.
وفي غضون ذلك انضم بنك غولدمان ساكس إلى ساكسو بنك في توقعاته بشأن تجاوز الذهب لمستويات الذروة السابقة أعلى الـ 2400 دولار، ليحطم الدعوم المقبلة متجهاً صوب مستويات تاريخية جديدة.
مستويات قياسية
وكتب محللو غولدمان ساكس: "شهد عام 2024 ارتفاع أسعار الذهب إلى مستويات قياسية جديدة، إذ تجاوز المعدن الأصفر 2400 دولار للأوقية الشهر الماضي بسبب زيادة الطلب العالمي، وسط حالة عدم اليقين الاقتصادي والجيوسياسي".
ويرى الخبراء الاستراتيجون في غولدمان ساكس أن هناك مجالًا أكبر للارتفاع بالنسبة للمعدن الذي يعد ملاذا آمنا، إذ أنه من المحتمل أن يتجاوز مستويات الـ3 آلاف دولار بحلول نهاية العام.
اقرأ أيضاً- الفيدرالي يلتقط أنفاسه.. البيانات "سيئة" كما يتمناها
دوافع الزيادة
وقال خبراء غولدمان ساكس: "أسعار الذهب ترتفع على خلفية الاضطرابات الجيوسياسية وطلب البنوك المركزية، وأحد الدوافع الرئيسة لهذا الارتفاع في الأسعار هو الطلب القوي على الذهب من الأسر الآسيوية".
وأضاف خبراء غولدمان ساكس: "في الصين، أدت تحديات الانتعاش الاقتصادي في مرحلة ما بعد الجائحة وانخفاض قيمة اليوان، الذي فقد حوالي 5% من قيمته مقابل الدولار الأميركي خلال العام الماضي، إلى جعل الذهب أكثر تكلفة بالنسبة للمستهلكين المحليين".
ورغم انخفاض النريمبيني ( اليوان)، يواصل كل من المستهلكين الصينيين وبنك الشعب الصيني (PBOC) السعي وراء الذهب بشغف، بحسب مذكرة غولدمان ساكس.
البنوك المركزية
ولفت غولدمان ساكس إلى أن بنك الشعب الصيني زاد من احتياطاته من الذهب لمدة 17 شهرًا متتالية، مع ارتفاع بنسبة 16% في حيازاته من الذهب خلال هذه الفترة، وفقًا لما ذكره مجلس الذهب العالمي.
اقرأ أيضاً- هبوط لا يثير القلق.. انخفاض قياسي لمنصات التنقيب الأميركية
وقال خبراء غولدمان ساكس: "في شهر مارس وحده، أضاف بنك الشعب الصيني 160,000 أوقية من الذهب إلى احتياطاته رغم تراجع اليوان 25 مقابل الدولار خلال هذا الشهر".
وأضاف خبراء غولدمان ساكس: "وما عزز قوة وتماسك الذهب أن دولا مثل تركيا والهند وكازاخستان وبعض دول أوروبا الشرقية كانت من المشترين النشطين للذهب هذا العام".
الاعتماد على الدولار
وقال خبراء غولدمان ساكس: "يعكس هذا التراكم اتجاها أوسع نطاقا بين البنوك المركزية العالمية لتنويع احتياطاتها وتقليل اعتمادها على الدولار الأميركي".
وأضاف خبراء غولدمان ساكس: "شهدت أسعار الذهب تراجعا مناسبا في نهاية أبريل، ولكن عادت المعنويات الصعودية هذا الأسبوع بعد أن ألمح صناع السياسة في مجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى أن خفض أسعار الفائدة قد يكون في الأفق".
اقرأ أيضاً- صعود جماعي.. أسواق أوروبا تتجاهل ضغط صقور المركزي
وفي اجتماعه الأخير بشأن السياسة النقدية أبقى الاحتياطي الفيدرالي على موقفه بشأن أسعار الفائدة، و استمر بيان السياسة في ترديد التقييمات والتوجيهات الاقتصادية السابقة، مما يشير إلى الظروف التي قد تؤدي إلى خفض تكاليف الاقتراض.
طمأنة الفيدرالي
ولفت خبراء غولدمان ساكس إلى أن الذهب تلقى الدعم بعد أن صرح جيروم باول -رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي- بأن أي قرارات مستقبلية بشأن أسعار الفائدة ستكون مبنية على البيانات، لكنه أشار إلى أن رفع أسعار الفائدة غير مرجح في هذه المرحلة.
وقال خبراء البنك: "ساهمت هذه الطمأنة من باول، التي استبعدت فعليًا رفع أسعار الفائدة في بقاء أسعار الذهب فوق مستوى 2,300 دولار، إذ تزيد أسعار الفائدة المنخفضة من جاذبية الذهب لأنها عادةً ما تقلل من العوائد على الأصول ذات الدخل الثابت مثل السندات".
اقرأ أيضاً- رغم أسعار الفائدة القياسية.. التضخم التركي يزحف صوب ذروة ربع قرن
وفي غضون ذلك أشار محللو البنك إلى أن التوترات الجيوسياسية، لا سيما في الشرق الأوسط، عززت من اهتمام المستثمرين بالسبائك، إذ يُعد الذهب أحد أقدم أصول الملاذ الآمن، ويشهد طلبا قويا في أوقات الاضطرابات الجيوسياسية والحروب.
السيناريو الأول
وفي السيناريو الأول أبقى الخبراء الاستراتيجيون في غولدمان ساكس على توقعاتهم للحالة الأساسية بأن المعدن الأصفر سيرتفع إلى 2700 دولار للأوقية بنهاية العام، مما يعكس زيادة بنسبة 17%.
وقال الخبراء الاستراتيجيون في غولدمان ساكس: "باستخدام نموذج مرونة العرض والطلب على الذهب، نرى إمكانية ارتفاع أسعار الذهب في ظل ظروف معينة".
ويتوقع الخبراء الاستراتيجيون في غولدمان ساكس أنه إذا اشتدت العقوبات المالية الأميركية بوتيرة مماثلة لتلك التي حدثت منذ عام 2021، فقد ترتفع أسعار الذهب بنسبة 16% إضافية إلى 3130 دولارًا للأوقية على خلفية شراء البنوك المركزية الإضافية لـ 7 ملايين طن من الذهب سنويا.
وقال الخبراء الاستراتيجيون في غولدمان ساكس: "مثل هذه الزيادة في مؤشر العقوبات المالية الأميركية ستكون أقرب إلى إضافة افتراضية لعقوبات مالية أميركية على الصين أو عقوبات مالية على الهند".
السيناريو الثاني
وفي السيناريو الثاني توقع الخبراء الاستراتيجيون في غولدمان ساكس أنه إذا اتسع فارق مقايضة الائتمان الافتراضي الأميركي لمدة 5 سنوات بمقدار انحراف معياري واحد (13 نقطة أساس)، فقد ترتفع أسعار الذهب بنسبة 14% إضافية.
وفي تلك الحالة رجح الخبراء الاستراتيجيون في غولدمان ساكس أن تصل الأوقية إلى 3,080 دولارًا للأوقية الواحدة، مدفوعة بشراء البنوك المركزية 6 ملايين أونصة إضافية من الذهب سنويا.
وكتب الخبراء الاستراتيجيون في غولدمان ساكس: "التوقعات الجيوسياسية والمالية وتأثيرها الدقيق على طلب البنوك المركزية على الذهب وأسعار الذهب كلها غير مؤكدة إلى حد كبير".
وتابع الخبراء الاستراتيجيون في غولدمان ساكس: "يؤكد تمريننا على قيمة التحوط للذهب في مواجهة السيناريوهات الجيوسياسية أو المالية المعاكسة، والتي من المحتمل أن تعاني فيها محافظ الأسهم والسندات".