وارتفع مؤشر ناسداك المركب بما يزيد قليلاً عن 6% لأول مرة منذ أدنى مستوى له في أكتوبر، في حين تظهر الدلائل أن خطط الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة باتت على وشك الانتهاء.
ويعكس سوق أسعار الفائدة أنه من المرجح ان يقوم الفيدرالي الأميركي برفع أسعار الفائدة على الأموال الفيدرالية بمقدار ربع نقطة (25 نقطة أساس) في اجتماعه المقبل، بانخفاض عن زيادة 75 نقطة مئوية ثلاثة مرات خلال العام الماضي.
وتهدف المعدلات المرتفعة إلى خفض معدل التضخم عن طريق كبح الطلب الاقتصادي، والأهم من ذلك بالنسبة لمؤشر ناسداك الذي يضم كبرى شركات التكنولوجيا، فإن الأرباح المنخفضة تجعل الأرباح المستقبلية أكثر قيمة، ويتم تقييم العديد من شركات التكنولوجيا سريعة النمو على أساس معدلات الأرباح السنوية.
وفي نفس الوقت يشير الواقع إلى عدة احتمالات، حيث من الممكن إجراء تخفيضات في أسعار الفائدة في وقت لاحق من هذا العام.
وفي نفس الوقت يعارض البعض فكرة أن الزيادات في أسعار الفائدة قد شارفت على الانتهاء، وأن أسهم التكنولوجيا في طريقها إلى الارتفاع المستدام.
ومن المؤكد ان انخفاض مؤشر ناسدك بنسبة 32% عن أعلى مستوى له في نوفمبر 2021، قد يجعل المؤشر يبدو جذاباً، ولكن في نفس الوقت لايزال التضخم يتخطى حاجز 6%، في حين أن هدف الاحتياطي الفيدرالي هو 2%، لذلك لايزال الطريق طويل امام البنك المركزي للوصول للهدف.
ولايزال مؤشر ناسداك أقل من المستوى الرئيسي له عند أقل من 11100 نقطة، وهو أقل بنحو 4% من متوسط المؤشر لمدة 20 يوم البالغ 11566 نفطة، ويشير ذلك إلى أن ثقة المستثمرين لا تزال غير كافية لشرا أسهم التكنولوجيا بأسعار تتماشى مع اتجاهاتهم على المدى الطويل، ولا شك أنهم بحاجة إلى المزيد من الأدلة على نهاية الأسعار ليصبحوا أكثر ثقة.
وكتب المحلل الاستراتيجي في بنك أو أميركا، مايكل هارتنت، أن على الرغم من أن خفض معدل رفع الفائدة الاحتياطي الفيدرالي بنحو 200 نقطة أساس، إلا أن ناسداك لا يزال لم يتمكن من أن يتجاوز متوسط المؤشر منذ 200 أسبوع.
ولا يعتبر ترجع مؤشر "ناسداك" مفاجئاً بالنظر إلى الأزمات التي طرأت خلال العام الماضي على شركات التكنولوجيا الكبيرة، وكان أكبر ثلاثة انخفاضات هذا العام، من نصيب أسهم شركة "تسلا"، وشركة "ميتا"، وشركة "باي بال"، التي انخفضت جميعها بأكثر من 60% لعام 2022، وجميعها شركات مدرجة في بورصة "ناسداك".
وفي حين أن شركات التكنولوجيا تشهد أوقاتا عصيبة، وتنظم حملات تسريح وتقليص للوظائف، يتوقع الخبراء أن تتقلص أرباح قطاع التكنولوجيا بأكبر قدر منذ عام 2016، مما سينعكس على أرباح مؤشر S&P 500 الذي يسيطر عليه قطاع التكنولوجيا.
وتشير البيانات التي جمعتها وكالة بلومبيرغ الأميركية، إلى أنه من المتوقع أن تنخفض أرباح الربع الرابع لشركات التكنولوجيا في المؤشر بنسبة 9.2%، مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، وهو أكبر انخفاض منذ 2016.