وفي حين أن شركات التكنولوجيا تشهد أوقاتا عصيبة، وتنظم حملات تسريح وتقليص للوظائف، يتوقع الخبراء أن تتقلص أرباح قطاع التكنولوجيا بأكبر قدر منذ عام 2016، مما سينعكس على أرباح مؤشر S&P 500 الذي يسيطر عليه قطاع التكنولوجيا.
وأعلنت كل من شركة أبل وألفا بيت وإنتل، وغيرها من الشركات العملاقة، أن موعد الإعلان عن أرباح الربع الرابع هو الأسبوع المقبل، وتتمتع شركات التكنولوجيا بنفوذ كبير في مسار السوق، وتمثل أكثر من 25% للقيمة السوقية لمؤشر S&P 500.
وتشير البيانات التي جمعتها وكالة بلومبيرغ الأميركية، إلى أنه من المتوقع أن تنخفض أرباح الربع الرابع لشركات التكنولوجيا في المؤشر بنسبة 9.2%، مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، وهو أكبر انخفاض منذ 2016.
ويصل هذا الامتداد الحاسم إلى مؤشر بورصة ناسداك 100، وسط خلفية مظلمة، وفي تأكيد للمخاطر المقبلة، انضمت شركة مايكروسوفت إلى شركات التكنولوجيا الأخرى، التي بدأت بتسريح آلاف الموظفين، ووضعت خططاً لتقليص قوتها العاملة.
وخفض الخبراء في وول ستريت تقديرات الأرباح لعدة شهور لقطاع التكنولوجيا، والذي من المتوقع أن يشكل أكبر عائق في أرباح مؤشر S&P 500 في الربع الرابع.
ووفقاً للبيانات التي جمعتها وكالة Bloomberg Intelligence، فإن الخطر بالنسبة للمستثمرين هو أن المحللين مازلوا متفائلين للغاية، حتى مع انهيار الطلب على منتجات الصناعة وتباطؤ الاقتصاد.
وقال المحلل الاستراتيجي في Bloomberg Intelligence، مايكل كاسبر، إن التكنولوجيا تقود الكثير من ركود الأرباح الإجمالية التي يشهدها مؤشر .
وتواجه شركات التكنولوجيا التي شهدت انتعاشاً خلال العامين الماضيين، تلاشيا في نمو الإيرادات، بالإضافة إلى أن التكاليف المرتفعة تؤدي إلى تقليص الأرباح.
ويرى المدير في باليو بوينت كابيتال، سمير ياسين، أن المخاوف وتقديرات أرباح الربع الأول قد تنخفض أكثر، وعلى الرغم من ذلك يوضح أن بعض المخاوف مبالغ فيها.
وأوضح أن قطاع التكنولوجيا لا يعاني من مشكلة في طلب الصناعة، بل يعاني أكثر من هضم التجاوزات، التي تم بناؤها خلال الوباء، مشيراً إلى أن هناك أموالا على الهامش تنتظر إعادتها إلى القطاع.
ويتوقع المحللون عودة أرباح التكنولوجيا إلى النمو في النصف الثاني من العام وفقاً لبيانات Bloomberg Intelligence، ومع ظهور الأرباح خلال الأسابيع القليلة المقبلة، سيكون لدى المستثمرين الكثير من المخاطر التي تجب مراقبتها، من بينها احتمال أن يثبت التضخم أنه أكثر رسوخًا مما يتوقعه الكثيرون، فضلاً عن تأثير المعدلات المرتفعة على الأرباح ، كما يقول نيك جيتاز، مدير محفظة في صندوق فرانكلين رايزينج ديفيندز.