انفجار صاروخ يهدّد سباق «سبيس إكس» نحو المريخ

في نكسة جديدة لمشروع يُعدّ من أكثر رهانات الملياردير إيلون ماسك طموحاً، انفجر صاروخ «ستارشيب» التابع لشركة «سبيس إكس» خلال اختبار روتيني في وقت متأخر من مساء الأربعاء، وذلك على منصة الإطلاق في منشأة «بوكا تشيكا» الواقعة في ولاية تكساس الأميركية.

وأكدت سلطات مقاطعة كاميرون عدم تسجيل أي إصابات جراء الحادث.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن مصادر مطلعة أن المركبة، التي تُعوّل عليها «سبيس إكس» كمفتاح لإرسال البشر إلى المريخ مستقبلاً، "تعرضت لفشل كارثي وانفجرت" بعيد الساعة 11 مساءً بالتوقيت المحلي، أثناء تنفيذ اختبار اشتعال ثابت لمحركاتها، وهو إجراء تقني أساس يسبق الإطلاق الكامل.

وأشارت «سبيس إكس» في بيان إلى أن الصاروخ واجه «خللاً كبيراً» خلال التحضير لما كان من المفترض أن يكون تجربته العاشرة، مؤكدةً أن الفرق الفنية باشرت بالتنسيق مع الجهات المحلية لتأمين الموقع، داعية الجمهور إلى تجنّب الاقتراب من منطقة الحادث.

وعلّق ماسك، الرئيس التنفيذي لـ«سبيس إكس»، عبر منصة «إكس» بمنشور مقتضب قال فيه: «مجرد خدش»، دون التطرق إلى تفاصيل إضافية بشأن أسباب الانفجار أو تداعياته على الجدول الزمني للمشروع.

وتضع «سبيس إكس» رهاناً كبيراً على برنامج «ستارشيب»، الذي يبلغ طوله نحو 400 قدم عند الإقلاع، ويُعدّ حجر الزاوية في خطط الشركة لتطوير صواريخ قابلة لإعادة الاستخدام بهدف تنفيذ رحلات فضائية طويلة المدى، وعلى رأسها المهمة المخططة إلى كوكب المريخ.

وبحسب تقرير الصحيفة الأميركية، كثّفت «سبيس إكس» استثماراتها في منشأة تكساس، كما نقلت موظفين من مشاريع أخرى، بما في ذلك برنامج «دراجون»، لتعزيز فريق العمل المسؤول عن «ستارشيب».

ويأتي ذلك في سياق استعدادات الشركة لاحتمال استغلال نافذة إطلاق إلى المريخ العام المقبل، عندما يقترب الكوكب الأحمر من الأرض.

إلى جانب طموحاتها المريخية، تواجه «سبيس إكس» ضغوطاً متزايدة للوفاء بالتزاماتها تجاه وكالة «ناسا»، التي اختارت نسخة معدّلة من «ستارشيب» كعنصر أساسي لتنفيذ مهمة الهبوط على سطح القمر ضمن برنامج «أرتميس»، المقرر في عام 2027. إلا أن تكرار التأخيرات قد يهدد بإرباك الجدول الزمني للمهمة.

يُذكر أن ماسك أسّس «سبيس إكس» في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، واضعاً نصب عينيه هدف جعل البشرية متعددة الكواكب، وهو ما يُعدّ، وفقاً لتصريحاته المتكررة، جوهر مهمته في الحياة.

ويُنظر إلى سلسلة الإخفاقات التي تعرّض لها برنامج «ستارشيب» على أنها جزء من النهج التجريبي الذي تتبعه «سبيس إكس»، والذي يعتمد على التعلم السريع من الفشل لتسريع وتيرة الابتكار، وهي استراتيجية لطالما دافع عنها ماسك بوصفها أكثر كفاءة من النماذج البيروقراطية التقليدية في صناعة الفضاء.

ويقابل هذا الأسلوب بقلق متزايد من قبل الشركاء الحكوميين والمستثمرين، خاصة في ظل اقتراب مواعيد مفصلية لمهام مأهولة ومشاريع إستراتيجية، ما يضع الشركة أمام اختبار دقيق لتحقيق التوازن بين الطموح التقني ومتطلبات السلامة والموثوقية.