logo
بورصات عالمية

الأسهم والذهب.. توقعات بأداء عكسي في سبتمبر لأسباب موسمية

الأسهم والذهب.. توقعات بأداء عكسي في سبتمبر لأسباب موسمية
تاريخ النشر:28 أغسطس 2023, 08:52 ص
عادة ما يشتهر شهر سبتمبر في سوق وول ستريت بالتيارات الموسمية المتقاطعة القوية، ولعل بعد تلك التقاطعات قد يتمتع بدعم إحصائي ونظري قوي.

وتكمن الحقيقة البديهية الأكثر شهرة في شهر سبتمبر، وهي أنه شهر رائع بالنسبة للأسهم، ولكن الأمر الذي لا يعرفه الكثيرون هو أنه يعتبر أيضاً أفضل شهر في التقويم بالنسبة للذهب.

وبالنظر إلى أداء الذهب منذ 31 ديسمبر 1974، وهو الوقت الذي أصبح فيه امتلاك الذهب قانونياً لمواطني الولايات المتحدة، ومنذ ذلك الحين حققت سبائك الذهب بالدولار الأميركي، متوسط مكاسب بنسبة 1.8% في سبتمبر، أي أكثر من أربعة أضعاف متوسط عائدها البالغ 0.4% في الأشهر الـ 11 الأخرى.

وكان الأمر بالنسبة للأسهم عكس ذلك تماماً، حيث خسر مؤشر داو جونز الصناعي ما متوسطة 1.0% في سبتمبر ابتداءً من عام 1975، مقابل متوسط مكاسب قدره 1.0% في جميع الأشهر الأخرى.

وكان شهر سبتمبر هو أسوأ متوسط أداء على مدار التاريخ بالنسبة لمؤشر داو جونز، ومنذ إنشاء المؤشر في عام 1896، أنتج شهر سبتمبر متوسط خسارة بنسبة 1.1%، مقابل متوسط ربح بنسبة 0.8% في جميع الأشهر الأخرى.

وعلاوة على ذلك كان الأداء النسبي الكئيب لشهر سبتمبر ثابتاً بشكل ملحوظ، حيث كانت مرتبة العوائد مقارنة بالأشهر الأخرى أقل من المتوسط في كل عقد منذ عام 1900 باستثناء عقد واحد.

ولهذا السبب ربما ليس من المستغرب أن يكون متوسط الفارق في عائد مؤشر داو جونز بين سبتمبر وجميع الأشهر الأخرى كبيراً، عند مستوى الثقة الذي يبلغ 95% والذي يستخدمه الإحصائيون غالباً عند تقييم ما إذا كان النمط من المرجح أن يكون حقيقياً.

وسجل الذهب في سبتمبر أقل تراجع في العوائد، حتى عقد من الزمان أو ما يقارب ذلك، حيث كان شهر سبتمبر الأفضل بالتقوية بالنسبة لأداء الذهب، ومنذ ذلك الحين، أصبح هذا هو الأسوأ، وهذه التجربة الأخيرة تضعف ــ رغم أنها لا تزيل ــ الحجة الإحصائية لصالح كون الذهب صاحب أداء ممتاز في سبتمبر.

وعلى مدار الفترة بأكملها منذ عام 1975، كانت هذه الحالة الإحصائية ذات أهمية هامشية فقط - عند مستوى ثقة يبلغ 90% فقط، بدلاً من مستوى الثقة التقليدي البالغ 95%.

أسباب سوء أداء الأسهم في سبتمبر

بعيداً عن قوة الحجة الإحصائية المؤيدة للنمط الموسمي، إلا أنه لا تجب المراهنة على استمرار ذلك ما لم يمكن تقديم حجة نظرية معقولة في المقام الأول.

وبحسب دراسة حديثة أجرتها مجلة "Journal of Financial and Quantitative Analysis" بعنوان "التوزيع الفصلي للأصول: دليل من تدفقات صناديق الاستثمار المشترك"، وأشرف على الدراسة مارك كامسترا من جامعة يورك في كندا، وليزا كرامر من جامعة تورينتو، وموريس ليفي من جامعة كولومبيا البريطانية، و ورس يرمرز من جامعة ماريلاند، حيث وجد الدراسة دليلا قوياً على أن اضطراب المزاج الموسمي هو مصدر أداء سوق الأسهم السيئ في سبتمبر.

والاضطراب المزاجي الاكتئابي عادة ما يكون مرتبطاً بتغيير فصول السنة، ويعاني المزيد منه خلال أشهر الشتاء، ولكن ما يؤثر في سوق الأسهم في سبتمبر ليس عدد المصابين به، بل التغييرات في العدد، حيث إن أكبر تغير شهري للذين يعانون من هذا الاضطراب، يحدث بين شهري أغسطس وسبتمبر وفقاً للبيانات النفسية.

وربط مؤلفو هذه الدراسة الحديثة التغييرات الشهرية التي تخص اضطراب المزاج الموسمي بسوق الأسهم من خلال قياس تدفقات النقد داخل وخارج صناديق الاستثمار المشتركة للأسهم، وبعد التحكم في العوامل الأخرى، وجد الباحثون ارتباطاً عالياً بين التغييرات في حدوث الاضطراب وتدفقات صناديق الاستثمار المشتركة للأسهم، وأظهر شهر سبتمبر أكبر صافي تدفق سلبي.

التالي، يمكن تقديم حجة إحصائية قوية وحجة نظرية قوية لتفسير لماذا قد يكون سبتمبر شهرًا أقل من المتوسط للأسهم. وبينما لا يضمن ذلك أن سوق الأسهم سيتراجع في سبتمبر القادم، إلا أنه يزيد احتمالية أنه سينخفض.

لماذا قد يكون أداء الذهب أفضل في سبتمبر؟

هناك العديد من الأسباب التي تجعل من الممكن أن يكون أداء الذهب جيداً في سبتمبر، ولكن أسباب أضعف من تلك التي تدعم أداء سوق الأسهم .

والدراسة الأكاديمية الوحيدة التي تتناول نمط أداء الذهب في سبتمبر تم إجراؤها منذ أكثر من عقد من قبل أستاذ المالية في جامعة وسترن بأستراليا، ديرك باور.

وفي دراسته التي أجريت في عام 2012، والتي تحمل عنوان "فصلية الذهب - تأثير الخريف"، افترض أن هذا النمط من الممكن أن يكون ناتجاً عن أحد العوامل المتميزة، بما في ذلك عامل الاضطراب المزاجي الموسمي، الذي يمكن أن يفسر احتمالات تراجع أداء الأسهم في سبتمبر، إلى جانب عامل آخر محتمل وهو ارتفاع الطلب على المجوهرات في الهند قبل عيد ديوالي، وهو مناسبة سنوية يتم الاحتفال بها في الهند.

وأكد بور في دراسته أن هذه الفروض جميعها مجرد تخمينات، ومؤخراً افترض أن سبتمبر في السنوات الأخيرة قد يكون توقف عن كونه شهراً جيداً للذهب، وذلك لأن عدد كاف من المستثمرين أصبحوا واعين للنمط الموسمي يحاولن الربح منه، وبذلك أصبح شهر أغسطس هو الأفضل للذهب بدلا من سبتمبر منذ عام 2010.

النتيجة النهائية: الرهان على أن الذهب سيؤدي جيدًا خلال سبتمبر ويكون أكثر تحفظًا بشكل كبير من الرهان على سوء أداء الأسهم.

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
تحميل تطبيق الهاتف
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC