رئيس الفيدرالي الأميركي جيروم باول ورئيس المركزي الأوربي كريستين لاغارد
رئيس الفيدرالي الأميركي جيروم باول ورئيس المركزي الأوربي كريستين لاغاردرويترز

انتصار مفاجئ.. أوروبا تحتفل بنجاح المركزي

انتصر البنك المركزي الأوروبي في معركة التضخم، وإن لم ينتصر في الحرب إجمالًا، فقد جاءت بيانات التضخم الأخيرة عن شهر نوفمبر لتشير إلى نجاح سياسات البنك في كبح الأسعار.
اقرأ ايضًا- انتصار مفاجئ.. أوروبا تحتفل بنجاح المركزي

وخلال معركته مع التضخم، قرر المركزي الأوروبي رفع أسعار الفائدة إلى أعلى مستوياتها في أكثر من 20% لاحتواء معدلات تضخم قياسية، تزامنا وحملة عالمية من البنوك المركزية الكبرى لمواجهة ارتفاع الأسعار.

وفي غضون ذلك، انخفض انفاق المستهلكين في أوروبا مع تلاشي الثقة في أفاق النمو الاقتصادي جنبًا إلى جنب انخفاض معدلات التوظيف في ظل جهود المركزي بتضييق سوق العمل.

لدينا في المركزي الأوروبي ما يبرر التوقف عن رفع الفائدة التي قررها البنك المركزي الأوروبي حتى الآن.
فرانسوا فيلروي
بيانات مفاجئة

وكشفت بيانات مكتب الإحصاء الاوروبي، يورستات، والتي صدرت، اليوم الخميس، عن تباطؤ التضخم الأوروبية بأعلى من توقعات الأسواق.

يأتي تباطؤ مؤشر أسعار المستهلكين في إشارة إلى نجاح المركزي الأوروبي في إبطاء وتيرة ارتفاعات التضخم عبر رفع أسعار الفائدة.

وسجل مؤشر أسعار المستهلكين الرئيسي لمنطقة اليورو عن شهر نوفمبر على أساس سنوي 2.4%، فيما توقع الخبراء ارتفاعًا بنسبة 2.7%، وسجلت القراءة السابقة 2.9%.

اقرأ أيضًا- أبوظبي تثير إعجاب أكبر كيانات مالية بالعالم
انكماش مفاجئ

وعلى أساس شهري، فقد سجل مؤشر أسعار المستهلكين لمنطقة اليورو انكماشًا بنسبة -0.5%، وذلك بعدما سجل في القراءة السابقة زيادة بنسبة 0.1%.

وبالنظر إلى البيانات الأساسية، سجل مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي على أساس سنوي لمنطقة اليورو 3.6%، وكانت تشير التوقعات إلى ارتفاع بنسبة 3.9%، فيما سجلت القراءة الماضية 4.2%.

وعلى أساس شهري، سجل مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي لمنطقة اليورو تراجعًا بـ -0.6%، فيما سجلت القراءة السابقة زيادة 0.2%.

سياسة فعالة

وقال صانع السياسة النقدية الأوروبي فرانسوا فيلروي: "إن انخفاض التضخم بمنطقة اليورو هو دليل واضح على فعالية السياسة النقدية".

وأضاف فيلروي: " لدينا في المركزي الأوروبي ما يبرر التوقف عن رفع الفائدة التي قررها البنك المركزي الأوروبي حتى الآن".

انخفاض التضخم بمنطقة اليورو هو دليل واضح على فعالية السياسة النقدية.
فرانسوا فيلروي
التحلي بالصبر

وقال فيلروي:" يمكن أن يكون المركزي الأوروبي واثقا الآن من إعادة التضخم نحو 2% بحلول 2025، ولكن مع أهمية التحلي بالصبر".

ولفت فليروي إلى ضرورة إبقاء المركزي الأوروبي على أسعار الفائدة عند المستوى الحالي لفترة من الوقت تتناسب مع انتقال دورة التشديد النقدي بالكامل عبر الاقتصاد.

اقرأ أيضًا- المعادلة الصعبة.. أوبك والنفط والمناخ
سابق لأوانه

ورغم الانكماش المثير للقلق والذي ينذر بركود اقتصادي شديد، قال عضو السياسة النقدية في البنك المركزي الأوروبي بابلو دي كوس، : "من السابق لأوانه على الإطلاق البدء في الحديث عن قيام المركزي الأوروبي بخفض أسعار الفائدة".

بينما أكد عضو المركزي الأوروبي فرانسوا فيلروي، أن وتيرة الزيادات في التضخم شهدت انخفاضا كبيرا ومن الواضح أن التضخم الأساسي تجاوز مستوى الذروة في فصل الربيع بعد أن بدأ البنك المركزي في تشديد السياسة النقدية العام الماضي.

انكماش متوقع

وخلال كلمة معدة مسبقًا للجنة الشؤون الاقتصادية والنقدية بالبرلمان الأوروبي، أشارت كريستين لاغارد رئيس البنك المركزي الأوروبي إلى أن المؤشرات الاقتصادية الأخيرة تشير إلى مزيد من الضعف في النشاط الاقتصادي بمنطقة اليورو للربع السنوي الثالث.

وقالت لاغارد: " التضخم بمنطقة اليورو يواصل انخفاضه ولكن لا يزال من المتوقع أن يظل التضخم مرتفعا جدا لفترة طويلة للغاية".

وأشارت لاغارد إلى أن البنك المركزي الأوروبي سيضع الفائدة عند مستوى مقيد طالما لزم الأمر، مؤكدة بأن البنك لم يناقش تخفيض أسعار الفائدة حتى الآن.

وقالت محافظ المركزي الأوروبي: "منطقة اليورو لن تنمو بالقدر المتوقع سابقا، ولكن من المتوقع أن تنتعش اقتصادات المنطقة في عام 2024، علما بأن النمو الأضعف لا يعني الركود".

التضخم بمنطقة اليورو يواصل انخفاضه ولكن لا يزال من المتوقع أن يظل التضخم مرتفعا جدا لفترة طويلة للغاية.
كريستين لاغارد
غير مستبعد

ولفتت عضو المجلس التنفيذي لدى البنك المركزي الأوروبي إيزابيا شنابل إلى أن البنك المركزي الأوروبي لا يمكنه استبعاد حدوث ركود اقتصادي بالمنطقة، ولكنها أضافت أنها تتوقع في أسوأ الحالات ركودا غير عميق.

وأوضحت شنابل أنه على الرغم من احتمالية الركود، إلا أنه في حال تحققت مخاطر تزايد التضخم، فقد يكون المركزي الأوروبي حينها مضطرا إلى المضي قدما برفع أسعار الفائدة مرة أخرى في نهاية المطاف، للسيطرة على التضخم.

وفي الوقت ذاته، قال يوكايم ناجل محافظ المركزي الألماني: "منطقة اليورو لا تزال تواجه مستويات مرتفعة من التضخم، ولفت إلى أن المركزي الأوروبي لم ينتصر في معركته أمام التضخم بعد".

بينما قالت شنابل: " في حال شهدنا مخاطر صعودية لمعدلات التضخم داخل منطقة اليورو، فقد تكون هناك حاجة إلى أن يقوم المركزي الأوروبي برفع أسعار الفائدة في نهاية المطاف".

اقرأ أيضًا- واشنطن تحدد أولوياتها في كوب 28
سابق لأوانه

ورغم الانكماش المثير للقلق والذي ينذر بركود اقتصادي شديد، قال عضو السياسة النقدية في البنك المركزي الأوروبي بابلو دي كوس: "من السابق لأوانه على الإطلاق البدء في الحديث عن قيام المركزي الأوروبي بخفض أسعار الفائدة".

بينما أكد عضو المركزي الأوروبي فرانسوا فيلروي، أن وتيرة الزيادات في التضخم شهدت انخفاضا كبيرا ومن الواضح أن التضخم الأساسي تجاوز مستوى الذروة في فصل الربيع بعد أن بدأ البنك المركزي في تشديد السياسة النقدية العام الماضي.

لا يزال مبكرا

وفي غضون ذلك، قال نائب محافظ المركزي الأوروبي ، دي جيندوس: "من السابق لأوانه مناقشة تخفيضات أسعار الفائدة في منطقة اليورو".

وأشار نائب محافظ المركزي الأوروبي إلى أن التضخم داخل منطقة اليورو انخفض بشكل كبير، ولكنه لا يزال بعيدا عن المستوى المستهدف للبنك المركزي الأوروبي والبالغ 2%.

وقال دي جيندوس: " لا ينبغي النظر إلى تخفيضات أسعار الفائدة في المستقبل القريب، حيث المستوى الحالي لأسعار الفائدة سيساعد في السيطر على التضخم".

منطقة اليورو لن تنمو بالقدر المتوقع سابقا، علما بأن النمو الأضعف لا يعني الركود.
كريستين لاغارد
الاعتماد على البيانات

وأشار نائب محافظ المركزي الأوروبي إلى أن قرارات السياسة النقدية تعتمد بشكل كبير على البيانات الاقتصادية، وأيضا على أسعار النفط التي أظهرت مؤخرا اتجاها تصاعديا.

وفي الوقت ذاته، لفت دي جيندوس إلى أن ضغوط الأسعار الأساسية لا تزال قوية، مكررا على أن المركزي الأوروبي سيواصل اتباع نهج يعتمد على البيانات.

وأكد نائب محافظ البنك المركزي الأوروبي ، لويس دي جيندوس، أن صناع السياسة في المركزي الأوروبي لا يفكرون في خفض أسعار الفائدة.

10 زيادات

وكان المركزي الأوروبي قد قرر الشهر الماضي رفع أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس مرة أخرى ليصل المعدل الحالي إلى 4.50%، وهو الارتفاع العاشر على التوالي منذ أن بدأت دورة التشديد النقدي بالعام الماضي.

توقع كوميرز بنك أن البنك المركز الأوروبي قد وصل على الأرجح لذروة أسعار الفائدة في اجتماعه الأخير مع تزايد احتمالية الركود الاقتصادي.

و يرى خبراء بنك غولدمان ساكس أن مخاطر الديون والمالية وعجز الموازنة في إيطاليا تزيد بشكل كبير مخاطر رفع الفائدة مرة أخرى من قبل البنك المركزي الأوروبي.

ولفت خبراء غولدمان ساكس إلى أن مخاطر الركود الحالية ترجح أن لجنة السياسة النقدية قد تكتفي بالمستوى الحالي لأسعار الفائدة.

وتوقع محللو غولدمان ساكس أن يبقي البنك المركزي الأوروبي على سعر الفائدة الحالي دون تغيير، مشيرين إلى أن هذا قد يستمر حتى الربع الثالث من عام 2024 على الأقل.

بينما رجح بنك OCBC الصيني أن مخاطر الركود الاقتصادي قد لا تدع خيارا آخر أمام البنك المركزي الأوروبي سوى الاكتفاء بمعدلات الفائدة الحالية، نظرا لأن الذهاب لأبعد من ذلك قد يتسبب بأضرار تفوق المنافع المحتملة.

اقرأ أيضًا- بنوك الإمارات تنمو 1200% في 20 عامًا
اقرا أيضًا- الصادرات السلعية السعودية تنخفض 99 مليار ريال

Related Stories

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com