الأسواق تستعد لهدوء صيفي.. وتوقعات بتماسك الأسهم

الأسواق تستعد لهدوء صيفي.. وتوقعات بتماسك الأسهم
غالباً ما تكون العطلة الصيفية فترة مضطربة في الأسواق، إلا أن النتائج الايجابية التي حققتها الأسهم خلال النصف الأول من العام الجاري، والتي فاقت اجميع التوقعات ونشرت التفاؤل في الأسواق.

وارتفع مؤشر كاك 40 بأكثر من 14% خلال ستة أشهر، وتمكن المؤشر الألماني "داكس" من اللحاق بالركب لا بل وتغلب على المؤشر الرئيسي لبورصة باريس، ليرتفع أخيرا إلى ما يقرب من 16% في النصف الأول. وكان مؤشر ناسداك 100، وهو مؤشر أسهم التكنولوجيا الأميركية الكبرى، ظل في الطليعة بارتفاعه 37% وفقاً لصحيفة لو فيغارو.

  وفي أوروبا، عزز كل من الشتاء الذي كان أكثر اعتدالاً من المتوقع بالإضافة إلى قوة النمو، أداء الشركات ونتائج الأسواق. ففي الولايات المتحدة، كانت بورصة ناسداك مدفوعة بالتطورات في الذكاء الاصطناعي، بعد إطلاق "شات جي بي تي"، في نهاية شهر ديسمبر، والذي أذهل أداؤه المستثمرين.

 ويعتقد العديد من المتخصصين أن الأسواق انطلقت بسرعة أكثر من اللازم مشيرين إلى العديد من المخاطر التي تلوح في الأفق إذ لا تزال الحرب في أوكرانيا مستعرة، ويظهر الاقتصاد المزيد والمزيد من علامات الضعف الملموسة، في حين لا تزال المعركة ضد التضخم بعيدة عن الانتصار.

 ويحذر ألكسندر باراديز، المحلل الاستراتيجي في "أي جي" قائلا:" منذ بعض الوقت، كانت الدراسات الاستقصائية التي أجريت بين الشركات والمستثمرين في الولايات المتحدة، وهي مؤشرات رئيسية تقليدية للاقتصاد، تشير جميعها إلى نفس الاتجاه: أي التباطؤ الملحوظ في الاقتصاد الأميركي في الأشهر المقبلة".

  وبالتالي، فإن حالة عدم اليقين عالية بشكل خاص هذا العام. ومع ذلك، يعتبر الصيف دائماً فترة عالية المخاطر في سوق الأسهم. ومع ذهاب العديد من المهنيين لقضاء إجازة، تتضاءل أحجام التداول. وهذا الانخفاض في السيولة يشجع على تقلبات أكبر وحركات مفاجئة لا يمكن التنبؤ بها في كثير من الأحيان.

 فالأسواق بالفعل لا تأخذ إجازات، ويتميز شهر يوليو بإعلان نشر نتائج الشركات في النصف الأول من هذه السنة، وهذا ما  يشكّل موعدا حاسما للمستثمرين حيث تقدم الشركات أداءها للأشهر الستة الأولى من العام وتوقعاتها للمستقبل. ومع ذلك، في هذا العام، ومع الارتفاع الحاد في المؤشرات، فإن التوقعات مرتفعة بشكل خاص ولكن ثمن خيبات الأمل قد يكون عاليا  إذ قد تأتي فترات الصيف أحياناً بأخبار سيئة، ولا تزال بعض فصول الصيف القاتلة في ذاكرة الجميع. وهكذا، انخفض مؤشر كاك 40 بأكثر من 18% بين يوليو وأغسطس 2011 ، مع أزمة الدين العام في أوروبا.

 وفي عامي 2001 و 2002، مع انفجار فقاعة التكنولوجيا، أدت فترات الصيف إلى انخفاض بنسبة 13.6% و 10.3% لمؤشر كاك 40.

  فهذا العام، لا أحد يتوقع مثل هذا السيناريو. ومع ذلك، يمكن لبعض الاحتياطات أن تضمن صيفاً أكثر هدوءً في سوق الأسهم. والخطوة الأولى تتمثّل بعدم الاستسلام للذعر. ففي الصيف الماضي، سرعان ما تلاشت المخاوف بشأن قطاع الرفاهية، إذ في عام واحد، ارتفع سهم "هرمس" أكثر من 80% ومؤشر "ال في ام اتش" 50%. 

وبالنسبة لباراديز قد يكون من الحكمة عشية العطلة الصيفية، جني بعض المكاسب الرأسمالية على الأسهم الأكثر تقلباّ في البورصة وتعزيز الشراء في القطاعات الأكثر دفاعية مثل الصحة أو المرافق أو الدفاع. ولقضاء فصل الصيف، يوصي العديد من المهنيين أيضاً بتقوية السيولة.

الأكثر قراءة

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com