وتترقب الأسواق في الساعات القليلة المقبلة أولى قرارات البنوك المركزية الكبرى بشأن أسعار الفائدة، حيث ترجح الأسواق حتى الآن إبقاء المركزي الأوروبي لأسعار الفائدة دون تغير.
وفي غضون ذلك، صدرت سلسلة من البيانات الاقتصادية كشفت عن تضرر اقتصادات اليورو بشدة جراء سياسة التشديد التي ينتهجها المركزي الأوروبي في مواجهة التضخم وهى الحجة التي يرتكن إليها المراهنون على ثبيت الفائدة.
بيد أنه وفي المقابل، جاءت بيانات التضخم هي الأخرى لتكشف عن رسوخ وثبات ارتفاع الأسعار حتى وإن تراجعت، فقد جاء التراجع بأقل من المأمول من جانب واضعي السياسة النقدية، وهو ما يبقي حظوظ رفع الفائدة.
ارتفع مؤشر يورو ستوكس 600 الأوسع نطاقًا خلال تعاملات، اليوم الخميس، إلى مستويات 455 نقطة بنسبة0.3%.
وصعد مؤشر فوتسي 100 البريطاني بحوالي 0.7% أو ما يعادل 53 نقطة صعودًا إلى مستويات 7578 نقطة.
وفي المقابل، انخفض مؤشر فوتسي إم إي بي الإيطالي بحوالي 0.0.1% أو ما يعادل 30 نقطة نزولًا إلى مستويات 28447 نقطة.
وتراجع مؤشر كاك 40 الفرنسي هامشيًا بنسبة 0.05% نزولًا إلى مستويات 7220 نقطة.
وهبط مؤشر داكس الألماني بحوالي 0.1% أو ما يعادل 13 نقطة إلى مستويات 15642 نقطة.
بينما تحول مؤشر أيبكس 35 الأسباني للصعود بعدما محى كافة خسائره الصباحية ليرتفع طفيفًا بالقرب من مستويات 9433 نقطة.
وفي وقت سابق، أكدت رئيسة المركزي الأوروبي أن المركزي الأوروبي ملتزم بالحفاظ على السياسة النقدية التشديدية لإعادة التضخم نحو الهدف المحدد له.
وأشارت لاغارد إلى أن التضخم مستمر في الانخفاض ولكن من المتوقع أن يستمر مرتفعا أعلى الهدف لفترة من الوقت.
وقالت لاغارد: "هناك إصرار لدى المركزي الأوروبي لإعادة التضخم نحو الهدف المحدد له، وقراراتنا المستقبلية سوف تضمن بقاء السياسة النقدية التشديدية لفترة لإعادة التضخم نحو الهدف المحدد".
وأشارت لاغارد إلى أن لجنة السياسة النقدية بالمركزي الأوروبي مستعدة لاتخاذ ما يلزم وتعديل أدواته لتحقيق هدف التضخم.
ولفتت لاغارد إلى أن البيانات الاقتصادية سوف تخبرنا بما يجب فعله خلال الفترة المقبلة سواء في سبتمبر المقبل أو فيما بعد سبتمبر المقبل.
وقالت لاغرد: "قد نرفع الفائدة أو نتوقف عن رفعها في سبتمبر، ولكن هذا يعتمد على البيانات الاقتصادية، ولكن لدينا تصميم على إعادة التضخم نحو الهدف المحدد".
وأكدت لاغارد أن المركزي الأوروبي لن يخفض الفائدة ولكنه يرفعها أو يثبتها خلال الاجتماعات المقبلة ولكن هذا يتوقف على البيانات الاقتصادية.
ولفت عضو المركزي الأوروبي ومحافظ بنك لاتفيا، مارتينز كازاكس إلى أن أية زيادات إضافية في أسعار الفائدة من الآن فصاعدا ستكون صغيرة.
وفي الوقت نفسه، أشار كازاكس إلى أن المركزي الأوروبي يحتاج لرؤية التوقعات الفصلية الجديدة للبنك المركزي وبيانات التضخم لشهر أغسطس قبل اتخاذ أي قرار .
وفي غضون ذلك، أكد عضو المركزي الأوروبي، فيليب لين، أن البنك لن يعود إلى مرحلة معدلات فائدة منخفضة للغاية، عندما كان معدل الفائدة سالبا 0.5%.
ولفت لين إلى أنه من المُرجح أن يقوم المركزي الأوروبي بتخفيض معدل السياسة النقدية إلى 2% بعد الدورة الحالية لرفع أسعار الفائدة.
وفي الوقت ذاته، يرى عضو المركزي الأوروبي أنه لكي يصل المركزي الأوروبي بمستويات الفائدة إلى الهدف قد يستغرق ذلك سنوات.
وقال لين: "إذا انتهى الأمر بالبنك المركزي الأوروبي إلى وضع معدلات الفائدة عند 2%، سيكون التضخم قد وصل إلى هدفنا البالغ 2%".
ولفت خبراء بنك HSBC إلى أن المركزي الأوروبي وبنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي قاما بتشديد السياسة النقدية بشكل أكثر وضوحا خلال الفترة الماضية.
بينما من المرجح أن يكون أي رفع جديد لكلا البنكين معتمدًا على البيانات الاقتصادية، في حين لا يزال بنك إنجلترا متخلفًا بخطوات في التشديد عن البنكين.
وترى محللة الأسواق لدى بنك UOB آن لي سو، أن قرار لجنة السياسة النقدية للبنك المركزي الأوروبي حول الفائدة غير واضح.
وأشارت آن لي سو إلى أن التحركات المستقبلية لسياسة البنك المركزي الأوروبي كانت غير واضحة بشكل كبير.
وأوضحت سو أن موقف المركزي الأوروبي تحول إلى محايد ، بعدما كان البنك يتحيز نحو التشديد النقدي.
وأشارت سو إلى أن البنك المركزي الأوروبي من المرجح أن يتوقف بشكل مؤقت عن رفع أسعار الفائدة مع إبقاء الخيارات مفتوحة على مدار الاجتماعات المقبلة.
بينما توقع خبراء بنك سوسيتيه جنرال، أن يحافظ البنك المركزي الأوروبي على موقف متشدد في اجتماع السياسة النقدية، اليوم الخميس.
ورجح خبراء سوستيه جنرال أنه من المتوقع أن يحافظ المركزي الأوروبي على موقفه المتشدد بسبب أهداف التضخم.
فيما رجح كبير الاقتصاديين لدى كوميرز بنك، يورغ كرامر، تصويت أعضاء البنك لصالح إبقاء سعر الفائدة عند المستوى الحالي دون تغيير.
وفي الاجتماع الماضي، رفع البنك المركزي الأوروبي معدلات الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، تصل إلى مستوى 4.25%.
بينما وصلت نسبة الفائدة على الإقتراض إلى 3.75 %، وهي الأعلى في تاريخ المركزي الأوروبي.