مكاسب عنيفة.. الذهب يقتات على هبوط الدولار وانهيار البنوك

سبائك ذهبية
سبائك ذهبيةرويترز

ارتفع سعر المعدن الأصفر على وقع انهيار البنوك الأميركية وتراجع التوقعات بشأن رفع أسعار الفائدة من جانب الفيدرالي في الاجتماع المقبل.

وبعدما ترنح الذهب في وقت سابق من الأسبوع الماضي، بعد تصريحات رئيس الفيدرالي الأميركي بشأن انفتاح الاحتياطي على رفع أسعار الفائدة بأكثر مما تتوقع الأسواق، تبدلت التوقعات بشأن خطوة بنك الاحتياطي مع إعلان انهيار بنك سيليكون فالي وبنك سيغنتشر.

وحتى مطلع الأسبوع الماضي كانت الأسواق تسعر زيادة الفائدة بواقع 25 نقطة أساس، إلا أنها ارتفعت بعد شهادة جيروم باول منتصف الأسبوع الماضي لتصل إلى 50 نقطة أساس.

اقرأ أيضًا

تغريدات المليارديرات.. الفيدرالي سيلجأ إلى هذا لاستعادة الثقة

الذهب الآن

ارتفعت العقود الآجلة للذهب خلال هذه اللحظات من تعاملات، اليوم الاثنين، بأكثر من 2.6% أو ما يقرب من مكاسب في حدود 50 دولارا.

وقفزت أسعار المعدن الأصفر إلى أعلى مستوياتها في أكثر من شهر، وصولا إلى مستويات قرب الـ 1920 دولارا للأوقية خلال هذه اللحظات من تعاملات اليوم الاثنين.

وعلى صعيد التعاملات الفورية للمعدن الأصفر XAU/USD، قفز سعر الذهب في حدود 2.4% إلى مستويات 1913 دولارا للأوقية، بزيادة في حدود 47 دولارا للأوقية.

اقرأ أيضًا

انهيار ثالث وشيك.. بنك أميركي يهبط 70% بلحظات "سقوط الدومينو"

الدولار الآن

وفي غضون ذلك، يتجه مؤشر الدولار الأميركي، الذي فقد الدعم من نبرة الفيدرالي المتشددة إلى أدنى مستوياته خلال شهر.

ونزل مؤشر الدولار الرئيسي إلى مستويات قرب الـ 103.5 نقطة بتراجع في حدود 1% مقابل سلة من 6 عملات رئيسية.

وفي المقابل، ارتفع اليورو، الأكثر تأثيرًا في مؤشر الدولار، بنسبة 0.95 إلى مستويات 1.073 دولار، وزاد الإسترليني بنسبة 1.2% إلى مستويات 1.217 دولار .

فيما ارتفع الدولار الكندي بأكثر من 2% إلى مستويات 0.67 دولار، بينما انخفض الين الياباني بنسبة 1.7% إلى مستويات 132.7 ين للدولار.

السندات الآن

وبينما يتراجع الدولار انخفض العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل 10سنوات مع تنامي مخاوف الركود نزولا إلى مستويات 3.47% بخسائر 0.226 نقطة.

وفي المقابل، قفز العائد على سندات الخزانة الأقصر أجلًا، ليرتفع العائد على سندات الخزانة لأجل عامين إلى مستويات 4.1% .

الأسواق الآن

وفي غضون ذلك، قفزت المؤشرات الأميركية، عقب موجة من الخسائر الحادة في الأسبوع الماضي بفعل مخاوف التشديد.

وزاد مؤشر داو جونز الصناعي في حدود 0.8% إلى مستويات 32140 نقطة بمكاسب 230 نقطة، بينما ارتفع ناسداك لأسهم التكنولوجيا بأكثر من 1.35 او ما يعادل 150 نقطة.

وارتفع مؤشر ستاندرد اند بورز خلال لحظات كتابة ونشر التقرير بأكثر من 0.7% وصولا إلى مستويات قرب الـ 3890 نقطة، بعدما أوشك على محو كافة خسائر 2023.

تدخلات طارئة

قالت حكومة المملكة المتحدة، اليوم الاثنين، إن بنك HSBC استحوذ على الذراع البريطانية لبنك "سيليكون فالي - SVB" الذي أعلن إفلاسه يوم الجمعة.

وجنب هذا الاستحواذ الآلاف من شركات التكنولوجيا البريطانية الناشئة والمستثمرين من خسائر كبيرة بعد أكبر إفلاس بنكي في الولايات المتحدة منذ عام 2008.

وقال وزير المالية البريطاني، جيرمي هانت، يوم الأحد، إن إدارة المملكة المتحدة وبنك إنجلترا يعملان على تجنب أو تقليل الضرر المحتمل الناتج عن فرع المملكة المتحدة من SVB.

ومن المتوقع أن يحمي استحواذ HSBC الموارد المالية لعملاء SVB في المملكة المتحدة البالغ عددهم 3500، بما في ذلك مئات الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا التي كانت تخشى أن تفلس إذا تم القضاء على ودائعها.

يأتي هذا الاستحواذ بعد 72 ساعة متوترة، حيث انغلق ريشي سوناك في محادثات نهاية الأسبوع مع محافظ بنك إنجلترا، أندرو بيلي، ووزير المالية، الذين حذروا من أن قطاع التكنولوجيا في خطر جسيم نتيجة انهيار البنك.

خطة أميركية

وتدخلت الإدارة الأميركية يوم الأحد بسلسلة من تدابير الطوارئ لتعزيز الثقة في القطاع المصرفي بعدما أنذر إفلاس بنك سيليكون فالي بإثارة أزمة ممنهجة على نطاق أوسع.

وقالت الجهات التنظيمية الأميركية إن عملاء البنك المفلس سيتمكنون من الوصول إلى ودائعهم بدءًا من يوم الاثنين كما أنشأت الجهات التنظيمية منشأة جديدة حتى يمكن للمصارف الحصول على تمويلات الطوارئ.

وقال كارل سكاموتا كبير خبراء استراتيجيات السوق في شركة كورباي بتورنتو: "نعتقد أن الخطوات التي اتخذها مجلس الاحتياطي الاتحادي ووزارة الخزانة والمؤسسة الاتحادية للتأمين على الودائع ستكسر بلا شك حلقة مفرغة نفسية على مستوى قطاع المصارف الإقليمي".

وقالت المؤسسة الاتحادية للتأمين على الودائع إن نحو 89% من ودائع بنك سيليكون فالي البالغة 175 مليار دولار كانت غير مؤمن عليها حتى نهاية 2022.

بيان مشترك

وجاء في بيان مشترك لجانيت يلين وزيرة الخزانة الأميركية وجيروم باول رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي ومارتن جروينبرج رئيس المؤسسة الاتحادية للتأمين على الودائع مساء يوم الأحد أنه سيتم تعويض جميع المودعين بما في ذلك من تخطت ودائعهم الحد الأقصى للتأمين الحكومي.

وتعهد الرئيس جو بايدن بمحاسبة الأشخاص المسؤولين عن إفلاس بنك سيليكون فالي ومؤسسة مالية ثانية هي سيغنِتشر بنك، ساعيا في الوقت نفسه لطمأنة الأميركيين إلى أن ودائعهم بأمان.

وقال بايدن في بيان "أنا ملتزم بشدة بمحاسبة المسؤولين عن هذه الفوضى ومواصلة جهودنا لتعزيز الرقابة والتنظيم للبنوك الكبرى حتى لا نجد أنفسنا في هذا الموقف مرة أخرى".

وأضاف الرئيس في تصريحات على موقع تويتر: "يمكن للشعب الأميركي والشركات الأميركية أن يثقوا في أن ودائعهم المصرفية ستكون موجودة عندما يحتاجون إليها".

إفلاس آخر

وبعد إفلاس سيليكون فالي أعلنت إدارة الخدمات المالية بولاية نيويورك، أنها استحوذت على بنك سيغنتشر وألحقت صفة المستلم بالمؤسسة الاتحادية للتأمين على الودائع، وذلك في ثاني حالة إفلاس لبنك في غضون أيام.

وأضافت الإدارة في بيان أن الودائع لدى بنك سيغنتشر بلغت حوالي 88.59 مليار دولار في المجمل حتى يوم 31 ديسمبر.

إعادة التسعير

وبات بنك غولدمان ساكس يتوقع الآن أن يثبت الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة في الاجتماع القادم، وقام محللو غولدمان ساكس بمراجعة توقعاتهم للاجتماع القادم لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي ، قائلين إنهم لم يعودوا يتوقعون رفع سعر الفائدة في 22 مارس.

ويرجع هذا التحول في التنبؤ إلى الضغوط التي شهدها القطاع المصرفي مؤخرًا، مما أدى إلى قدر كبير من عدم اليقين، حول المسار المستقبلي لرفع أسعار الفائدة بعد شهر مارس.

وفقًا لمحللي غولدمان ساكس، هناك قدر كبير من عدم اليقين بشأن المسار المستقبلي لأسعار الفائدة بعد شهر مارس ، نظرًا للضغوط الأخيرة في القطاع المصرفي.

نتيجة لذلك يقول محللو غولدمان ساكس: "لم نعد نتوقع أن يرفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي أسعار الفائدة في اجتماعه في 22 مارس".

الأكثر قراءة

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com