ويأتي ارتفاع مؤشر الدولار على الرغم من توقعات الأسواق باتجاه الفيدرالي الأميركي بالإبقاء على معدلات الفائدة دون تغير خلال الاجتماع المقبل في سبتمر الجاري.
وخلال هذه اللحظات من تعاملات الثلاثاء ارتفع مؤشر الدولار الرئيس مقابل سلة من 6 عملات إلى مستويات قرب الـ 104.7 نقطة.
وتعد المسويات الحالية هى الأعلى للعملة الأميركة منذ أزمة المصارف الأميركية في مطلع مارس الماضي.
وفي هذه التوقبت ارتفع الدولار بقوة على وقع تصريحات رئيبس الفيدرالي الأميركي بان مجلس الاحتياطي الأميركي منفتح على رفع أسعار الفائدة بواقع 50 نقطة.
وفي غضون ذلك تراجع اليرو بقوة ليهبط إلى مستويات 1.07 دولار منخفضًا بنسبة 0.5%.
وانخفض الجنيه الاسترلين أمام الدولار إلى مستويات 1.25 دولار بتراجع في حدود 0.8%.
وفي غضون ذلك هبط الدولار الاسترالي 1.3% متأثرًا بقرار بنك استراليا المركزي اليوم والذي أبقى خلاله على أسعار الفائدة دن تغير.
عزز من صعود الدولار ارتفاع عائد سندات الخزانة الاميركية آجل 10 سنوات ليقفز إلى أعلى مستوى في نحو 10 أيام.
وارتفع العائد على سندات الخزانة الأميركية أجل 10 سنوات إلى مستويات 4.22% بزيادة في حدود 0.04 نقطة.
ويستهدف الفيدرالي الأميركي مواجهة التضخم عن طريق رفع أسعار الفائدة والحصول على سوق عمل ضيق نسبيًا تزامنًا وانخفاض الأجور التي تغذي الإنفاق الاستهلاكي، لتحقيق ما يسمى بالركود الناعم.
وفي غضون ذلك جاءت بيانات التوظيف الأميركية مفاجئة للاسواق والتي كشفت عن زيادات قوية تفوق التوقعات في إشارة إلى توسع نشاط التوظيف في القطاع الخاص.
بيد أنه وفي المقابل انخفضت معدلات الأجور نسبيًا وهو ما قد يمنح الفيدرالي الأميركي بعض الشعور بالرضا عن سياسته المتشددة، تزامنًا وارتفاع معدلات البطالة إجمالًا في الولايات المتحدة الأميركية.
وأمس الإثنين تراجع الدولار على خلفية تزايد توقعات المستثمرين وتعزز الرهانات على أن اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة قد تكون وصلت بذلك إلى نهاية دورة تشديد السياسة النقدية وذروة أسعار الفائدة.
يأتي ذلك في ظل استمرار تراجع التضخم وبعد بيانات النمو الأضعف من المتوقع خلال الربع الثاني، بيد أنه في المقابل لا تزال سوق العمل تثبت أنها أكثر مرونة وهو ما يعد محركًا للتضخم.
وأصبحت أداة متابعة الفائدة الفيدرالية CME FedWatch تشير إلى أن الأسواق تسعر بنسبة 93% احتمال إبقاء بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي على أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماعه هذا الشهر.
وفي الوقت ذاته زادت توقعات الأسواق بشأن احتمال عدم رفع أسعار الفائدة لباقي العام الجاري حيث أصبح أكثر من 60% من المشاركين يتوقعون تثبيت الفائدة.
هبط الدولار خلال تعاملات أمس الإثنين مع إغلاق الأسواق الأميريكية في عطلة عيد العمال بالولايات المتحدة.
وفي غضون ذلك أظهرت بيانات سوق العمل نمو الوظائف في الولايات المتحدة خلال شهر أغسطس بما يفوق توقعات الأسواق.
بيد أنه وفي المقابل ارتفع معدل البطالة ارتفع إلى 3.8% من 3.5%، بينما تمت مراجعة قراءة الوظائف السابقة على نحو منخفض، بالوقت الذي تباطأ فيه نمو الأجور.
وفي الوقت ذاته يرى خبير إستراتيجيات أسواق السلع في تي دي كوموديتيز بارت ميليك، إن قوة سوق العمل ونمو معدلات التوظيف والأجور من المرجح ان تؤدي لارتفاع أو رسوخ التضخم.
وفي غضون ذلك يرجح خبير إستراتيجيات أسواق السلع في تي دي كوموديتيز أن يؤدي ثبات التضخم إلى دفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي للإبقاء على أسعار الفائدة مرتفعة.
وفي غضون ذلك أكدت رئيسة الاحتياطي الفيدرالي في كليفلاند، لوريتا ميستر أن التغلب على التضخم قد يتطلب على الأرجح رفعًا آخر لأسعار الفائدة الأميركية.
وتأتي تصريحات ميستر متفقة مع توجهات رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في جاكسون هول بشأن انفتاح البنك على رفع أسعار الفائدة لمواجهة التضخم وتحقيق مستهدف الـ 2%.
وفي تقرير حديث حول تأثير محاولات الدول الكبرى كالصين وروسيا في التخلص من هيمنة الدولار على المعاملات الدولية قال بنك أوف نيويورك ميلون كورب: "إنه من غير المرجح أن يفقد الدولار مكانته كعملة احتياطية عالمية في أي وقت قريب".
وأشار تقرير بنك أوف نيويورك ميلون كورب إلى أن ذلك ياتي حتى في الوقت الذي يشير فيه توسع مجموعة بريكس للدول النامية بتحد جديد لهيمنة الدولار على الاقتصاد العالمي.
قرأ أيضًا- صدمة جديدة.. التباطؤ التجاري في الصين يفاجئ الأسواق