اﻷحد 4 مايو 2025 ص
تواجه صناعة السيارات عالمياً موجة من الاضطرابات غير المسبوقة؛ بسبب الرسوم الجمركية الأميركية، غير أن هناك بعض السيارات التي قد تنجو من الرسوم الأميركية بسبب تصنيع أغلبها داخل الولايات المتحدة، فيما ستدفع سيارات أخرى ثمناً باهظاً خلال هذه الحرب.
ويقول الخبراء إن خطوة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتخفيف التعريفات الجمركية على السيارات ستخفف الأثر الاقتصادي، لكنها لن تمنع الأسعار من الارتفاع.
أوشا هالي خبيرة في مجال السيارات وقطع غيار السيارات قالت لموقع (Quartz): «أولاً، لا توجد سيارة تحتوي على قطع غيار السيارات المستوردة، والتي تشكل 80% من تكلفة السيارة، في مأمن لأن هذه مهلة مؤقتة»، مشيرة إلى أن السيارات التي تتوافق 85% من أجزائها مع اتفاقية الولايات المتحدة، والمكسيك، وكندا، والتي تُنْتَج محلياً، لا ينبغي أن تواجه تعريفات جمركية في هذه المرحلة.
ورغم ما طال شركة تسلا للسيارات الكهربائية من خسائر، أرجعها مراقبون إلى انخراط الرئيس التنفيذي للشركة إيلون ماسك، في الحياة السياسية والتعاون مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إلا أنها تعد أكبر الرابحين.
وقالت هالي: «ستكون تسلا من بين الأقل تأثراً».
ووفقاً لمجلة شركة «موتور 1» التي صنفت، مؤخراً، السيارات الأكثر والأقل تأثراً بالرسوم الجمركية- يتربع موديل 3 من تسلا على رأس القائمة، حيث تم تصنيعها وتصنيعها محلياً بنسبة 87.5%. كما يأتي الموديل Y (85%)، والموديل Cybertruck (82.5%)، والموديل S (80%)، والموديل X (80%) على رأس المؤشر.
وتصنف «موتور 1» السيارات الرابحة والخاسرة في سباق الرسوم الجمركية، بحسب النسبة المئوية للسيارة والأجزاء المصنوعة في الولايات المتحدة الأميركية.
تُصنّف «موتور 1» سيارة فورد (موستانج GT AT) على أنها الأقل تأثراً من الرسوم الجمركية، إذ تصنع داخل الولايات المتحدة بنسبة 80%.
ويشير كيفن روبرتس، مدير المعلومات الاقتصادية ومعلومات السوق في شركة (CarGurus)، إلى أنه حتى مع بعض التخفيف من الرسوم الجمركية على السيارات، لا تزال هناك زيادات في الأسعار في الأفق.
روبرتس أشار إلى أنه في الشهر الذي أعقب الإعلان عن الرسوم الجمركية على واردات السيارات، ارتفع متوسط سعر السيارة الجديدة بحوالي 650 دولارًا أميركيًا، بينما ارتفعت أسعار السيارات المستعملة بحوالي 150 دولارًا أميركيًا مدفوعة إلى حد كبير بالزيادة القصيرة الأجل في الطلب من المتسوقين الذين يتطلعون إلى تجنب الزيادات المتوقعة.
تُصنف شركة «موتور1» سيارة هوندا (HMC) 2024 ذات الدفع الرباعي بنسبة 76.5% منتجة محلياً.
قال جورج فاراتشيو، نائب رئيس شركة (AutoLenders) والمخضرم في صناعة السيارات منذ 28 عاماً، لموقع (Quartz) إنه في أول 30 يوماً من نظام التعريفة الجمركية يمكن للمستهلكين توقع تعديل متواضع في الأسعار بناءً على مستويات المخزون الحالية.
تضع «موتور1» في المرتبة الثالثة للسيارات الأقل تأثرا، سيارة جيب (STLA) رانجلر روبيكون المصنعة محلياً بنسبة 76%.
ويقول فاراتشيو إنه مع استمرار فرض التعريفات الجمركية، سيزداد ألم الأسعار سوءًا، حيث سيقل مخزون السيارات، وسيضطر المصنعون المتأثرون بالتعريفات إلى رفع أسعارهم.
وأشار إلى أنه بعد ذلك، سيتحول طلب المستهلكين بشكل طبيعي نحو سوق السيارات المستعملة، وسيؤدي هذا التحول إلى زيادة المنافسة على السيارات المستعملة، مما يؤدي إلى زيادة الأسعار على مستوى الصناعة.
تُشير «موتور1» إلى أن سيارة فولكس فاجن (VWAGY) ID.4 AWD (82 كيلووات/ساعة) تبلغ نسبة إنتاجها المحلي 75.5%، لذا تحتل المرتبة الرابعة في التأثر بالرسوم الجمركية.
تدرج «Motor1» سيارة مازدا مياتا (MZDAY) على رأس السيارات الخاسرة في حرب التعريفات الجمركية؛ بسبب أنها تنتج محلياً بنسبة 1% فقط، يضاف إليها سيارة هيونداي (HYMTF) إلنترا بنسبة 1% أيضاً، تليها سيارة BMW M3 سيدان بنسبة 1% من مصادر محلية، وسيارة سوبارو BRZ بنسبة 1%، وتويوتا GR 86 كورولا بنسبة 1%.
وتشير توقعات الصناعة لمدة 90 يومًا إلى اضطراب دائم، حتى لو رُفِعَت الرسوم الجمركية في نهاية المطاف. من المحتمل أن يشهد السوق ارتفاعًا في الأسعار وتقييدًا في العرض لأشهر، إن لم يكن لفترة أطول، حيث يعمل المصنعون والتجار والمستهلكون على التكيف.
وباختصار، فإن تأثير التعريفات الجمركية ليس فورياً فحسب، بل يمكن أن يعيد تشكيل السوق إلى ما بعد إزالتها.
تقول ليز هيمبل مؤسس مشارك لشركة «ماكنزي آند كومبني» بالعديد من الاستجابات الإستراتيجية للتخفيف من هذه المخاطر، بما في ذلك تنويع سلسلة التوريد، وتعزيز إدارة المخاطر، والمرونة التشغيلية.
وأضافت: «بينما نتعامل مع هذا المشهد المتغير، من الضروري أن تعيد الشركات التفكير في إستراتيجيات التوريد وسلاسل التوريد الخاصة بها. أولئك الذين يتكيفون بسرعة يمكنهم تحويل هذه التحديات إلى فرص للنجاح على المدى الطويل»، وفق موقع «كوراتز».
