بيانات «تانكان» تسجل أول تحسن في فصلين
الشركات تتجاهل مؤقتاً مخاوف حرب التعريفات
ارتفع تفاؤل الشركات المصنعة اليابانية الكبرى بشأن ظروف أعمالها في الربع الثاني من العام الحالي رغم المخاوف بشأن الرسوم الجمركية؛ ما أحيى توقعات رفع أسعار الفائدة.
ارتفع المؤشر الرئيس الذي يقيس معنويات الشركات المصنعة الكبرى إلى 13 في مسح «تانكان» الذي أصدره بنك اليابان اليوم الثلاثاء، مقابل 12 في قراءة مارس الماضي.
وكانت البيانات الحالية أفضل من 10 نقاط التي توقعها استطلاع رأي أجراه مزود البيانات «كويك» لآراء الاقتصاديين.
التحسن الحالي يعتبر الأول خلال فصلين، ويمثّل هذا المؤشر نسبة الشركات التي أفادت بأن ظروف العمل مواتية، مطروحاً منها الشركات التي أفادت بأن الظروف غير مواتية.
بعد أن أثارت النتائج الأقوى من المتوقع احتمالات رفع أسعار الفائدة من جانب بنك اليابان، ارتفع الين إلى نحو 143.45 مقابل الدولار، وهو أقوى مستوى له منذ الـ13 من يونيو.
في الأسبوع الماضي أكد بنك اليابان في بيانه للسياسة النقدية أن نمو البلاد من المرجح أن يتضرر، بسبب عوامل مثل التجارة، وهو ما من شأنه أن يؤدي إلى تباطؤ في الاقتصادات الخارجية وانخفاض في أرباح الشركات المحلية.
أكد محافظ بنك اليابان أن حالة عدم اليقين التجاري العالمي لا تزال مرتفعة، حتى مع انخفاض بعض الرسوم الجمركية، وأردف قائلاً : «التعريفات قد تؤثر في قرارات الشركات، بما في ذلك مفاوضات الأجور ومكافآت الشتاء؛ ما يستدعي مراقبة آثارها عن كثب».
كتب رئيس قسم آسيا والمحيط الهادئ في «كابيتال إيكونوميكس» مارسيل ثيليانت، في مذكرة: «يشير تقرير تانكان اليوم إلى أن الشركات تتجاهل في الغالب التوترات التجارية».
وأضاف أن هذه النتائج تدعم موقف البنك المركزي من استئناف دورة تشديد السياسة النقدية قبل نهاية العام.
بينما يواصل بنك اليابان البحث عن فرص لرفع أسعار الفائدة بشكل أكبر، فإن حجم تأثير الرسوم الجمركية الأميركية على الشركات يشكل مفتاح توقيت خطوته التالية.
رغم حالة عدم اليقين العالمية، أظهر مسح البنك المركزي حرص الشركات على مواصلة الإنفاق مع استثمارها في التحول الرقمي وتكنولوجيا توفير العمالة.
تخطط الشركات اليابانية الكبرى الآن لزيادة نفقاتها الرأسمالية 11.5% في السنة المالية المنتهية في مارس 2026، ارتفاعاً من الزيادة البالغة 3.1% المتوقعة في الاستطلاع السابق.
أظهر تقرير «تانكان» أيضاً أن التضخم من المرجح أن يظل أعلى من هدف بنك اليابان البالغ 2%، حيث تتوقع الشركات ارتفاع الأسعار الإجمالية 2.4% سنوياً من الآن.
مع ذلك، لا تبدو الشركات متفائلة جداً بشأن التوقعات. إذ أظهر الاستطلاع أن الشركات بمختلف أحجامها تتوقع تدهور أوضاع أعمالها خلال الأشهر الثلاثة المقبلة.
تتوقع شركات التصنيع الكبرى أيضاً انخفاض أرباحها قبل الضرائب 8.4% في السنة المالية الحالية، وهو تراجع عن الزيادة المتوقعة في استطلاع مارس والبالغة 0.2%.
يستند هذا التوقع إلى افتراض تداول الدولار عند 145.87 ين، وفقاً لمسح «تانكان» الذي أصدره بنك اليابان يوم الثلاثاء.
قال رئيس قسم اقتصاد اليابان والأسواق الناشئة في «موديز أناليتيكس» ستيفان أنجريك في مذكرة، إن معنويات الشركات لن تبقى قوية لفترة طويلة مع غياب أي تحسن ملموس في النمو المحلي وتوقعات التجارة.
وأضاف أن الرسوم الجمركية الأميركية المرتفعة تؤثر بالفعل في الإنتاج والصادرات وثقة الشركات ودفاتر الطلبات، وخاصة في قطاع السيارات.
ونظراً لاتساع سلاسل التوريد وتعقيدها في صناعة السيارات، فإن آثارها ستمتد إلى الاقتصاد، بحسب أنجريك.