بيانات قاسية ومفاوضات متعثرة.. متى تترفق واشنطن باليابان؟

ضربة جديدة تلقاها الاقتصاد الذي كان منذ وقت ليس بالبعيد ثاني أكبر اقتصاد في العالم، إذ أظهرت بيانات اليوم الأربعاء ارتفاعاً حاداً في عجز الميزان التجاري الياباني، خامس أكبر اقتصاد في العالم، تزامناً وهبوط الصادرات.

يأتي ذلك مع دخول قرارات التعريفات الرسوم الجمركية حيز التنفيذ فيي أبريل الماضي، والتي طالت صادرات الشركات اليابانية والتي يعتمد اقتصادها بشكل رئيس على التصدير خصوصاً صادرات السيارات، في الوقت الذي لم تصل فيه المفاوضات حتى الآن إلى اتفاق يرضي طوكيو وواشنطن في آن واحد.

تعثر المفاوضات

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب منذ ساعات، إن اليابان كانت صارمة في محادثات التجارة، بعد أن فشلت ست جولات من المفاوضات بين كبير المفاوضين اليابانيين ريوسي أكازاوا ووزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك ووزير الخزانة سكوت بيسنت في تحقيق تقدم ملموس.

البيانات تأتي بعد يوم من تأكيد بنك اليابان في بيانه للسياسة النقدية أن نمو البلاد من المرجح أن يتضرر، بسبب عوامل، مثل: التجارة، وهو ما من شأنه أن يؤدي إلى تباطؤ في الاقتصادات الخارجية وانخفاض في أرباح الشركات المحلية.

وأكد محافظ بنك اليابان أن حالة عدم اليقين التجاري العالمي لا تزال مرتفعة، حتى مع انخفاض بعض الرسوم الجمركية، وأردف: « التعريفات قد تؤثر في قرارات الشركات، بما في ذلك مفاوضات الأجور ومكافآت الشتاء؛ ما يستدعي مراقبة آثارها عن كثب».

بيانات صادمة

◄ أظهرت البيانات ارتفاع عجز الميزان التجاري في مايو الماضي إلى 637 مليار ين مقابل توقعات بتسجيل عجز 893 مليار ين، إلا أنها تسارعت بشكل كبير عن العجز المسجل في أبريل عند 115.6 مليار ين.
◄ كان انخفاض الصادرات أثر بالفعل في الناتج المحلي الإجمالي لليابان، حيث انكمش اقتصاد البلاد بنسبة 0.2% في الربع المنتهي في مارس، مقارنة بالفترة السابقة؛ ما يمثل المرة الأولى في عام التي ينكمش فيها الاقتصاد على أساس ربع سنوي.
◄ أظهرت البيانات انكماش الورادات بنسبة 7.7% مقارنة بتوقعات انكماشها 6.7%، وأكبر من الانخفاض المسجل في أبريل عند 2.2%.

انخفاض حاد

◄ انخفضت الصادرات من اليابان في مايو بنسبة 1.7% على أساس سنوي، وهو الأكبر منذ سبتمبر 2024 مع استمرار البلاد في التعامل مع حالة عدم اليقين التجاري.
◄ جاء الانخفاض أقل من الانخفاض بنسبة 3.8% الذي توقعه خبراء اقتصاديون، لكنه جاء على النقيض من الارتفاع بنسبة 2% المسجل في أبريل.

أكبر الشركاء

◄ كشفت بيانات وزارة التجارة اليابانية أن الصادرات إلى الولايات المتحدة واصلت انخفاضها بنسبة 11.1% على أساس سنوي.
◄ أظهرت بيانات التجارة اليابانية، انخفاض الصادرات إلى الصين (ثاني أكبر اقتصاد في العالم)، أكبر شريك تجاري لليابان، بنسبة 8.8%.
◄ انخفضت الواردات إلى ثالث أكبر اقتصاد في العالم، ألمانيا، بنسبة 7.7% في مايو، مقارنة بتوقعات بتسجيل انخفاض بنسبة 6.7%، وفقا للبيانات.

صادرات السيارات

◄ انخفضت صادرات اليابان من السيارات العالمية بنسبة 6.9%، ولكن الجدير بالذكر أن صادرات المركبات الآلية إلى الولايات المتحدة انخفضت بنسبة 24.7% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
◄ وفقاً لبيانات الجمارك، شكّلت شركات صناعة السيارات اليابانية 28.3% من إجمالي الصادرات إلى الولايات المتحدة في عام 2024. 

في الأسبوع الماضي كرر كبير المفاوضين التجاريين اليابانيين، ريوسي أكازاوا، طلب بلاده من الولايات المتحدة رفع الرسوم الجمركية عن طوكيو، إلا أنه قال إن اليابان لن تتعجل في إبرام اتفاق تجاري إذا كان ذلك يعرض مصالح البلاد للخطر.

وتخضع اليابان لرسوم بنسبة 25% على صادراتها من السيارات والصلب والألمنيوم إلى الولايات المتحدة، في حين تواجه السلع اليابانية أيضاً رسوماً جمركية «متبادلة» بنسبة 24% والتي تم تعليقها مؤقتاً، كما تخضع حليفة الولايات المتحدة الرئيسة لرسوم جمركية أساسية بنسبة 10% فرضها ترامب على معظم الشركاء التجاريين. 

في وقت سابق قال رئيس الوزراء شيغيرو إيشيبا: إن حكومته لن تقبل أي اتفاقية تجارية أولية مع الولايات المتحدة تستثني اتفاقية بشأن إعفاء صادارات السيارات اليابانية من الرسوم الجمركية الإضافية.

الطلب على الآلات

◄ أظهرت بيانات منفصلة صدرت عن مكتب الإحصاء الوطني، انكماشاً حاداً في طلبات الآلت الممكننة الأساسية على أساس شهري في أبريل.
◄ انكمش الطلب على الآلات بنسبة 9.1% مقابل ارتفاع بنسبة 13% في مارس، إلا أنه جاء أقل من توقعات بانخفاض بنسبة 9.3%.
◄ أظهرت البيانات تباطؤ نمو طلبات الآلآت الممكننة الأساسية على أساس سنوي لتسجل 6.6% مقابل 8.4% في الفترة ذاتها من العام الماضي.