المخزونات تتراجع أكثر من 10ملايين برميل
الطلب على البنزين يرتفع بعد تراجع كبير
في إشارة جديدة على زيادة الطلب لدى أكبر مستهلك للنفط في العالم، هبطت مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة الأميركية، الأسبوع الماضي، بعد البيانات الضعيفة الأسبوع قبل الماضي.
تعزز تلك البيانات توقعات الأسواق بزيادة سحب مخزونات البترول، مع زيادة نشاط المصافي الأميركية، تزامناً وموسم القيادة الصيفية في الولايات المتحدة، ما يقدم الدعم لأسعار النفط.
عند تسوية تعاملات أمس الثلاثاء، صعدت العقود الآجلة لخام برنت القياسي تسليم أغسطس بنسبة 4.4% أو 3.22 دولار إلى 76.45 دولار للبرميل، وقفزت العقود الآجلة لخام غرب تكساس تسليم يوليو بنسبة 4.28% أو ما يعادل 3.07 دولار إلى 74.84 دولار للبرميل.
قال معهد البترول الأميركي في تقرير نشر في ساعة مبكرة، اليوم الأربعاء، إن مخزونات النفط في الولايات المتحدة تراجعت بدرجة كبيرة خلال الأسبوع المنتهي في الثالث عشر من يونيو.
وفقاً للبيانات، ورد في التقرير أن مخزونات النفط الأميركية هبطت بمقدار 10.13 مليون برميل خلال الأسبوع الماضي، مقارنة بتوقعات انخفاض قدره 600 ألف برميل فقط.
الأسبوع قبل الماضي، انخفضت المخزونات نحو 370 ألف برميل على عكس توقعات بارتفاعها 700 ألف برميل، إلا أنها جاءت أقل من انخفاض بنحو 3.3 مليون برميل.
تشير هذه التقديرات إلى تزايد الطلب على الطاقة في أكبر اقتصاد على مستوى العالم، ولا سيما وأن مخزونات البنزين تراجعت هي الأخرى، وبمقدار 202 ألف برميل خلال الفترة نفسها، بعد زيادة ناهزت 3 ملايين برميل في الأسبوع السابق.
في الوقت ذاته أظهرت البيانات زيادة مخزون المقطرات -بما يشمل الديزل وزيت التدفئة- بمقدار 318 ألف برميل، ويترقب المستثمرون صدور البيانات الرسمية للمخزونات عن إدارة معلومات الطاقة يوم الأربعاء.
قالت وكالة الطاقة الدولية أمس، إن الطلب العالمي على النفط سيستمر في النمو حتى نهاية العقد الجاري تقريباً رغم من أنه سيبلغ الذروة في عام 2027 بالنسبة للصين، أكبر مستورد عالمي.
يظهر التقرير السنوي للوكالة أن الطلب على النفط سيبلغ ذروته عند 105.6 مليون برميل يومياً بحلول 2029، ثم ينخفض قليلاً في 2030.
تتناقض هذه التوقعات بشكل حاد مع وجهة نظر منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) التي تقول، إن الاستهلاك سيستمر في النمو لفترة أطول.
أشارت وكالة الطاقة الدولية أن أحدث التوقعات تشير إلى وفرة في الإمدادات حتى 2030 ما لم تحدث أي اضطرابات كبيرة.
وسلط الصراع بين إسرائيل وإيران الضوء على المخاطر التي تهدد إمدادات الشرق الأوسط؛ ما أسهم في ارتفاع أسعار النفط بنحو 5% لتتجاوز 74 دولاراً للبرميل يوم الجمعة.
في غضون ذلك قال فاتح بيرول، المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية، في بيان «بناء على العوامل الأساسية، يبدو أن أسواق النفط ستحظى بإمدادات كافية في السنوات المقبلة، لكن الأحداث الأخيرة تبرز بشكل حاد المخاطر الجيوسياسية الكبيرة التي تهدد أمن إمدادات النفط».
في تقرير منفصل صدر اليوم الثلاثاء وتضمن تعليقاً على تأثير الصراع الإسرائيلي الإيراني في السوق، قالت الوكالة إن إمدادات السوق العالمية ستكون جيدة العام الجاري على ما يبدو ما لم تحدث أي اضطرابات كبيرة، إذ يتجاوز نمو المعروض معدل النمو في الطلب.
قالت الوكالة أيضاً إن المعروض العالمي من النفط سيرتفع في 2025 بواقع 1.8 مليون برميل يومياً، بزيادة قدرها 200 ألف برميل يومياً عن تقديرات الشهر الماضي. ويعزى ذلك جزئياً إلى زيادة إنتاج تحالف «أوبك+» الذي يضم منظمة «أوبك» وحلفاء من بينهم روسيا.
أضافت أن الطلب العالمي في 2025 سيرتفع 720 ألف برميل يومياً، وهو أقل بنحو 20 ألف برميل يومياً من توقعات الشهر الماضي.
قالت الوكالة، إن انخفاض أسعار البنزين والتباطؤ في اعتماد السيارات الكهربائية في الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للنفط في العالم، رفَعا توقعات الطلب على النفط في 2030 بمقدار 1.1 مليون برميل يومياً مقارنة بالتوقعات السابقة.
وتتراجع مساهمة الصين في هذا النمو في ظل تحديات اقتصادية تواجهها البلاد، بالإضافة إلى تحولها الواسع نحو السيارات الكهربائية، بعد أن ظلت تقود النمو في الطلب العالمي على النفط لعقود.
وأكدت الوكالة أن ثاني أكبر اقتصاد في العالم من المقرر أن يصل إلى ذروة استهلاك النفط في 2027، بعد ارتفاع مبيعات السيارات الكهربائية وانتشار السكك الحديدية عالية السرعة والشاحنات التي تعمل بالغاز الطبيعي.