تراجعت أسعار النفط، اليوم الخميس، متخلّية عن المكاسب التي سجلتها في وقت سابق من الجلسة، وذلك بعد إعلان الكرملين عن لقاء وشيك بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي دونالد ترامب، ما عزز الآمال بإمكانية التوصل إلى حل دبلوماسي للحرب في أوكرانيا.
وانخفض سعر خام برنت لتسليم العقود المستقبلية بمقدار 0.5% إلى 66.66 دولاراً للبرميل بمنتصف الجلسة الأميركية. كما تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بنفس القيمة، ليستقر عند 64.12 دولاراً.
وكان الخامان القياسيان قد سجلا انخفاضاً بنحو 1% يوم الأربعاء، ليصلا إلى أدنى مستوى لهما منذ 8 أسابيع، بعد تصريحات ترامب التي تحدث فيها عن إحراز تقدم في المحادثات مع موسكو.
وأشار يوري أوشاكوف، مستشار الكرملين، إلى أن ترامب وبوتين سيلتقيان، خلال الأيام القليلة المقبلة، وهو ما سيكون أول قمة تجمع بين الزعيمين منذ العام 2021. من جهته، كشف مسؤول في البيت الأبيض أن اللقاء قد يُعقد الأسبوع المقبل.
ورغم هذه التطورات، لا تزال الولايات المتحدة تمضي قدماً في استعداداتها لفرض عقوبات ثانوية على كبار مشتري المنتجات النفطية الروسية، ضمن جهودها للضغط على موسكو لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
تجدر الإشارة إلى أن روسيا تعد ثاني أكبر منتج للنفط عالمياً بعد الولايات المتحدة. وكانت واشنطن قد أعلنت فرض رسوم جمركية جديدة على الواردات من الهند، حيث أقر ترامب، يوم الأربعاء، ضريبة إضافية بنسبة 25% على السلع الهندية، مبررًا ذلك باستمرار نيودلهي في شراء النفط الروسي. ومن المقرر دخول هذه الرسوم حيز التنفيذ في 28 أغسطس.
وتحتل الهند المرتبة الثانية بين أكبر مستوردي النفط الروسي بعد الصين. وألمح ترامب أيضًا إلى احتمال فرض رسوم جمركية إضافية على الصين قريبًا.
وبينما شهدت أسعار النفط انخفاضاً بنحو 9% منذ الأسبوع الماضي، لتسجل 6 جلسات متتالية من التراجع، أوضح محللون «أن الزيادات الإضافية في إنتاج أوبك تظل العامل السلبي الرئيس، في حين أن استمرار حالة عدم اليقين بشأن الرسوم الجمركية يمثل حافزاً إضافياً لانخفاض الأسعار».
وكانت منظمة أوبك وحلفاؤها في تحالف أوبك+، بما في ذلك روسيا، قد اتفقوا، يوم الأحد، على زيادة الإنتاج بمقدار 547 ألف برميل يومياً خلال سبتمبر المقبل.
ومع ذلك، تم احتواء تراجع الأسعار، يوم الخميس، بسبب انخفاض مخزونات الخام في الولايات المتحدة، وزيادة الأسعار السعودية للنفط المخصص لآسيا، فضلاً عن ارتفاع واردات الصين من الخام خلال يوليو، بحسب محلل الطاقة في يو بي إس، جيوفاني ستاونوفو.
وكشفت وكالة معلومات الطاقة الأميركية، يوم الأربعاء، أن مخزونات الخام الأميركية انخفضت بمقدار 3 ملايين برميل خلال الأسبوع المنتهي في 1 أغسطس، لتصل إلى 423.7 مليون برميل، وهو تراجع أكبر بكثير من توقعات المحللين التي أشارت إلى انخفاض قدره 591 ألف برميل فقط، وفقًا لمسح أجرته رويترز.
أما في الصين، فقد تراجعت واردات النفط الخام، في يوليو، بنسبة 5.4% مقارنة بيونيو، لكنها لا تزال أعلى بنسبة 11.5% على أساس سنوي، ما يشير إلى استمرار قوة نشاط التكرير في الأجل القريب.
وفي تطور لافت، رفعت السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، يوم الأربعاء، أسعار الخام الموجه إلى السوق الآسيوية لشهر سبتمبر، لتسجل ثاني زيادة شهرية على التوالي، مدعومة بمحدودية الإمدادات واستمرار الطلب القوي.