الأسعار ترتفع تحسباً للعقوبات الثانوية
انخفاض المخزونات يعزز انتعاش السوق
نفض النفط غبار الخسائر التي أسقطته إلى أدنى مستوى في 5 أسابيع، وارتفع في التعاملات المبكرة اليوم الأربعاء، مدعوماً بتزايد المخاوف من اضطراب الإمدادات بعد تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية على الهند بسبب مشترياتها من الخام الروسي.
وعزز صعود الأسعار التي عانت في الجلسات الأخيرة ودخلت في سلسة من الخسائر على مدار 4 جلسات، صدور بيانات أميركية تشير إلى بوادر تعافي الطلب في الولايات المتحدة الأميركية وفقاً للبيانات التي صدرت عن معهد البترول الأميركي.
◄ صعدت العقود الآجلة لخام برنت القياسي تسلم أكتوبر 0.45 دولار في البرميل أو ما يعادل 0.65% وصولاً إلى مستويات 68.1 دولار للبرميل، بحلول الساعة الـ4:00 صباحاً بتوقيت غرينتش.
◄ ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي تسليم سبتمبر نحو 0.41 دولار في البرميل أو ما يعادل 0.66% وصولاً إلى مستويات 65.6 دولار للبرميل.
◄ انخفض كلا الخامين بأكثر من دولار أو ما يقرب من 2% أمس الثلاثاء مسجلين أدنى مستوى في خمسة أسابيع عند التسوية، متكبدين خسائر لرابع جلسة، بسبب المخاوف من فائض المعروض بفعل زيادة إنتاج «أوبك+» المقررة في سبتمبر .
كتب يوكي تاكاشيما الخبير الاقتصادي لدى «نومورا للأوراق المالية» في مذكرة: «يُقيم المستثمرون ما إذا كانت الهند ستقلل مشترياتها من الخام الروسي ردا على تهديدات ترامب؛ ما قد يؤدي إلى تقليص المعروض، ولكن لم يتضح بعد ما إذا كان ذلك سيحدث بالفعل».
أضاف الخبير الاقتصادي: «إذا ظلت واردات الهند ثابتة، فمن المرجح أن يبقى خام غرب تكساس الوسيط في نطاق 60-70 دولاراً لبقية الشهر».
وأشار تاكاشيما أيضاً إلى البيانات المتعلقة بمخزونات الخام في الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للنفط في العالم، باعتبارها داعمة لسوق النفط، وتعزز الأداء الإيجابي للأسعار مع انخفاضها.
قال ترامب أمس الثلاثاء إنه سيتخذ القرار بشأن ما إذا كان سيفرض عقوبات على الدول التي تشتري النفط الروسي بعد اجتماع مع مسؤولين روس من المقرر عقده اليوم الأربعاء.
وكتب الرئيس الأميركي على منصته «تروث سوشيال»: «انخفاض أسعار الطاقة قد يضغط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لوقف الحرب في أوكرانيا».
كما قد تضطرب تدفقات الإمدادات بسبب مطالب الولايات المتحدة للهند بالتوقف عن شراء النفط الروسي فيما تحاول واشنطن دفع موسكو لإبرام اتفاق سلام مع أوكرانيا.
هدد ترامب أمس مجدداً بفرض رسوم جمركية أعلى على السلع الهندية خلال الساعات الأربع والعشرين المقبلة بسبب مشتريات البلاد من النفط الروسي.
ومن المرجح وفقاً لبنوك عالمية أن تدفع مطالبات واشنطن لنيودلهي بالتخلي عن النفط الروسي، شركات التكرير الهندية إلى إيجاد بدائل ويعاد توجيه الخام الروسي إلى مشترين آخرين.
في حين ردت الحكومة الهندية على تهديدات ترامب، أنها تقيم أسعار الطاقة وفقاً لمصالحها، ووصفت تهديد ترامب بأنه غير مبرر وتعهدت بحماية مصالحها الاقتصادية.
والهند أكبر مشتر للخام المنقول بحراً من روسيا، إذ تظهر بيانات رسمية أنها استوردت نحو 1.75 مليون برميل يومياً من يناير إلى يونيو، بزيادة 1% عن الفترة نفسها من العام الماضي.
كتب جيوفاني ستونوفو المحلل لدى بنك «يو بي إس» في مذكرة: «يمكن أن أصف سوق النفط بأنها مستقرة، أفترض أن هذا الوضع سيستمر حتى نكتشف ما سيعلنه الرئيس الأميركي بشأن روسيا، وكيف سيكون رد فعل المشترين».
أضاف ستونوفو: «ستترقب السوق الآن لترى ما إذا كانت الهند والصين ستوافقان على خفض مشترياتهما من النفط الخام الروسي بشدة، وبالتالي البحث عن إمدادات بديلة في أماكن أخرى».
قال معهد البترول الأميركي عبر تقرير في وقت مبكر اليوم الأربعاء، إن مخزونات النفط في الولايات المتحدة تراجعت خلال الأسبوع الماضي؛ ما يشير إلى زيادة الطلب على الطاقة في أكبر اقتصاد على مستوى العالم.
◄ أظهرت بيانات معهد البترول أن مخزونات النفط التجارية انخفضت بمقدار 4.2 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي في الأول من أغطس، مقارنة بتوقعات تراجعها 1.8 مليون برميل فقط.
◄ أشار معهد البترول إلى تراجع مخزونات البنزين بمقدار 900 ألف برميل خلال الفترة ذاتها، لكن مخزون المقطرات بما يشمل الديزل وزيت التدفئة ارتفع 1.6 مليون برميل.
◄ يترقب المستثمرون صدور البيانات الرسمية للمخزونات عن إدارة معلومات الطاقة اليوم الأربعاء، ومن المتوقع ارتفاع مخزون النفط 200 ألف برميل، بعد زيادته 7.7 مليون برميل في الأسبوع السابق.
تعرضت الأسعار لضغط على مدار الجلسات السابقة بعد أن اتفق تحالف «أوبك+»، الذي يضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاءها، يوم الأحد على زيادة إنتاج النفط بمقدار 547 ألف برميل يومياً في سبتمبر، وهي خطوة ستنهي أحدث خفض للإنتاج في وقت مبكر عما كان مخططاً له.
يضخ «أوبك+» نحو نصف النفط العالمي وكانت قلصت إنتاجها سنوات عدة لدعم السوق لكنها أقدمت على سلسلة من الزيادات المتسارعة في الإنتاج هذا العام لاستعادة حصتها السوقية.
كتب جيوفاني ستونوفو المحلل لدى بنك «يو بي إس» في مذكرة: «الزيادة الكبيرة في إمدادات (أوبك) تثقل كاهل السوق، إلا أن السوق سبقت أن سعرتها بالفعل».