التعريفات تقود لتباطؤ النمو وتراجع الطلب
عرقلة الإمدادات الروسية تقدم الدعم للسوق
تتجه أسعار النفط اليوم الثلاثاء، صوب التراجع الرابع على التوالي، بعدما نزلت إلى أدنى مستوياتها في نحو أسبوعين وتحديداً منذ جلسة الـ25 من يوليو الماضي، لكن احتمال عرقلة المزيد من الإمدادات الروسية حدت من التراجعات.
جاءت التراجعات في التعاملات المبكرة اليوم محدودة حتى الآن، إلا أن الأسعار انخفضت على مدى ثلاثة أيام بفعل تصاعد المخاوف من فائض المعروض بعد اتفاق تحالف «أوبك+» على زيادة كبيرة أخرى في الإنتاج خلال سبتمبر.
ويترقب المتعاملون أيضًا أي تطورات بشأن أحدث الرسوم الجمركية على شركاء واشنطن التجاريين، والتي يخشى المحللون أن تبطئ النمو الاقتصادي وتضعف نمو الطلب على الوقود.
◄ انخفضت العقود الآجلة لخام برنت القياسي، تسليم أكتوبر، نحو 0.2 دولار أو 0.18% إلى 68.51 دولار للبرميل، بحلول الساعة الـ4:10 صباحاً بتوقيت غرينتش.
◄ انخفض خام غرب تكساس الوسيط الأميركي تسليم سبتمبر نحو 0.3 دولار أو ما يعادل 0.2%، وصولاً إلى مستويات 66.02 دولار للبرميل.
◄ عند إغلاق أمس، انخفضت العقود الآجلة لخام برنت 0.91 دولار أو 1.3% إلى 68.76 دولار للبرميل، بينما نزل خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 1.04 دولار أو 1.5% إلى 66.29 دولار للبرميل عند التسوية.
◄ هبطت أسعار النفط بنحو دولارين للبرميل يوم الجمعة، أو ما يعادل 3% بسبب مخاوف إزاء زيادة محتملة في إنتاج منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفائها، في حين جاء تقرير الوظائف الأميركية أضعف من المتوقع؛ ما أجج المخاوف بشأن الطلب.
◄ أنهى خام برنت تعاملات الأسبوع على زيادة بنحو 6%، في حين ارتفع خام غرب تكساس الوسيط 6.29% على أساس أسبوعي.
قدمت مطالبة الولايات المتحدة الهند بالتوقف عن شراء النفط الروسي، الدعم للسوق، وحدّت من تراجع الأسعار، وفيما تسعى واشنطن إلى دفع موسكو للتوصل إلى اتفاق سلام مع أوكرانيا، تزيد المخاوف من تعطل الإمدادات.
ويهدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية ثانوية تبلغ 100% على مشتري الخام الروسي، ويأتي ذلك في أعقاب الإعلان عن فرض رسوم جمركية 25% على الواردات من الهند في يوليو.
تعتبر الهند أكبر مشتر للخام المنقول بحراً من روسيا، إذ تظهر بيانات رسمية أن نيودلهي استوردت نحو 1.75 مليون برميل يومياً من النفط الروسي في الفترة من يناير إلى يونيو، بزيادة 1% عن الفترة نفسها من العام الماضي.
يضخ تحالف «أوبك+» الذي يضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاءها، نحو نصف النفط العالمي، وقلص التحالف إنتاجه لسنوات عدة لدعم السوق، لكنه أقدم على سلسلة من الزيادات المتسارعة في الإنتاج هذا العام لاستعادة حصته.
في أحدث قراراته، والتي كانت متوقعة منذ أكثر من شهر، وافق «أوبك+» أول من أمس الأحد على زيادة إنتاج النفط بمقدار 547 ألف برميل يومياً في سبتمبر.
ويمثل هذا القرار إلغاءً كاملاً ومبكراً لأكبر شريحة من تخفيضات الإنتاج التي أقرها التحالف، بما يصل إلى نحو 2.5 مليون برميل يومياً أو نحو 2.4% من الطلب العالمي.
كتب دانيال هاينز كبير محللي السلع الأولية في «إيه إن زد» عبر مذكرة: «أصبحت الهند مشترياً رئيساً لنفط الكرملين منذ الحرب الأوكرانية عام 2022»
أضاف هاينز: «أي اضطراب في هذه المشتريات سيجبر روسيا على إيجاد مشترين بدلاً منها من مجموعة تزداد صغراً من الحلفاء».
في الوقت ذاته حذر كبير محللي السلع الأولية في «إيه إن زد» من أن الكمية الفعلية العائدة إلى السوق بعد زيادة «أوبك+» الأخيرة ستكون أقل فعلياً مع العراقيل التي تضعها واشنطن أمام تدفقات النفط الروسي.
أظهرت بيانات أصدرتها الحكومة الأميركية الأسبوع الماضي أضعف طلب على البنزين في مايو، وهو بداية موسم القيادة الصيفي في البلاد، منذ جائحة «كوفيد 19» في عام 2020.
البيانات أوضحت أيضاً أن إنتاج النفط في الولايات المتحدة سجل مستوى شهرياً قياسياً مرتفعاً في مايو وهو ما يفاقم المخاوف بشأن فائض المعروض العالمي.
كتب محللون في «غولدمان ساكس» أن الزيادة الفعلية في المعروض من ثماني دول أعضاء في التحالف رفعت إنتاجها منذ مارس ستبلغ 1.7 مليون برميل يومياً، لأن أعضاء آخرين في المجموعة خفضوا الإنتاج بعد أن كانوا ينتجون أكثر من اللازم في السابق.
ويتحوط تجار النفط الآن من احتمال زيادة الإمدادات مجدداً من جانب «أوبك+»، مع مناقشات محتملة لإلغاء تخفيضات إضافية قدرها 1.65 مليون برميل يومياً في الاجتماع المقبل للتحالف في السابع من سبتمبر؛ ما يضيف ضغوطاً على أسعار الخام.
كما كتب أليكس هودز المحلل في «ستون إكس»: «(أوبك+) يحتفظ بكمية كبيرة من الطاقة الإنتاجية الفائضة، والتحالف يراقب الأسواق الآن عن كثب لمعرفة ما إذا كان سيتم استغلال هذا الفائض أم يتم تأجليه».
أضاف المحلل في «ستون إكس»: «حتى الآن لا توجد إشارات واضحة على أن (أوبك+) ينوي نشر هذه الطاقة الإضافية، لكن الاحتمال لا يزال مطروحاً».