في تصعيد جديد للتوترات التجارية العالمية، لوّح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية ضخمة تصل إلى 35% على صادرات الاتحاد الأوروبي إلى الولايات المتحدة، في حال تخلّف التكتل عن الالتزام باتفاق التجارة الأخير مع واشنطن، في الوقت الذي اعتبر فيه أن إبرام اتفاق مع الصين ليس ضرورياً لكنه يتوقع حدوثه.
وجاءت تهديدات ترامب في مقابلة متلفزة مع شبكة «سي إن بي سي»، حيث لم يكتفِ بتحذير أوروبا، بل وجّه رسائل حادة إلى الصين والهند، ما يعكس تحوّلاً جديداً في نبرة السياسة الاقتصادية الأميركية قبيل انطلاق العام الانتخابي.
وقال ترامب في حديثه لشبكة «سي إن بي سي» (CNBC)، إنه سيُطبق مجموعة جديدة من الرسوم الجمركية تستهدف قطاع أشباه الموصلات وصناعة الأدوية خلال الأسبوع المقبل على الأرجح، موضحاً أن هذه الرسوم ستكون قليلة في البداية ثم ترتفع إلى نسبة تتراوح بين 150% و250% خلال عام واحد فقط.
وتطرق الرئيس الأميركي إلى علاقته بالرئيس الصيني، شي جين بينغ، واصفاً إياها بـ«جيدة للغاية»، مٌضيفاً أن واشنطن تقترب كثيراً من التوصل إلى اتفاق بشأن أزمة التجارة مع بكين.
وأوضح ترامب أنه منفتح على عقد اجتماع مع بينغ قبل نهاية العام الجاري في حال التوصل إلى اتفاق تجاري بين الطرفين، لكن ترامب عاد واعتبر أن إبرام اتفاق مع الصين ليس ضرورياً لكنه يتوقع حدوثه، وقال الرئيس الأميركي: «الصين تنهار وهي تعتمد بشكل كبير على الولايات المتحدة في التجارة».
الجدير بالذكر، أن واشنطن وبكين انخرطتا في محادثات تجارية جديدة الأسبوع الماضي، من أجل التوصل إلى تمديد الهدنة التجارية التي توصلا إليها في مايو الماضي، ونجحا بالفعل في تمديدها للمرة الثانية خلال مباحثات عقدت في ستوكهولم قبل أيام، حيث أعلنت الصين التوصل إلى اتفاق لتمديد فترة تعليق الرسوم الجمركية المؤقتة إلى ما بعد 12 أغسطس، إلا أن وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت قال إن الاتفاق بانتظار موافقة ترامب.
وفي سياق متصل، أصر ترامب على أن سعر النفط لن يرتفع إذا توقفت الصين والهند عن شراء النفط من روسيا. مُشيراً إلى أنه نتيجة لذلك سيتم رفع الرسوم الجمركية على صادرات الهند قريباً.
الرئيس الأميركي يرى أن انخفاض أسعار الطاقة يمكن أن يضغط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لوقف الحرب في أوكرانيا.
وقال ترامب في المقابلة التليفزيونية مع «سي.إن.بي.سي»: «إذا انخفضت أسعار الطاقة بما فيه الكفاية، سيتوقف بوتين عن قتل الناس. إذا انخفضت أسعار الطاقة 10 دولارات أخرى للبرميل الواحد لن يكون لديه خيار آخر لأن اقتصاده يعاني».