الخميس 7 أغسطس 2025 ص
بيانات التوظيف تهوي بالعملة الخضراء إلى قاع أسبوعين
توقعات الفائدة وصخب التعيينات المرتقبة رياح معاكسة
تراجع الدولار الأميركي في التعاملات الصباحية اليوم الأربعاء، قرب أدنى مستوى في أسبوعين بعدما كان يحلق في صباح يوم الجمعة (منذ 5 أيام) عند أعلى مستوى في أكثر من 5 أسابيع حينما نجح في اختراق مستويات الـ100 نقطة.
في غضون ذلك تكالبت مجموعة من الضغوط على الدولار، بدءاً من بيانات توظيف صادمة أعقبها بساعات إقالة مفوضة مكتب إحصاءات العمل، تلتها بساعات أيضاً استقالة عضو مجلس «الفيدرالي» الأميركي أدريانا كوغلر.
قبل بيانات الوظائف الصادمة نهاية الأسبوع الماضي، عاش الدولار سلسلة من الجلسات الخضراء، على وقع صفقات تجارية مع اليابان والاتحاد الاوروبي وكوريا الجنوبية وصفت أنها الأكبر في تاريخ واشنطن وجلبت ما يقرب من 1.5 تريليون دولار من الاستثمارات المباشرة للولايات المتحدة.
◄ سجل مؤشر الدولار، اليوم الأربعاء، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل ست عملات رئيسة، تراجعاً في حدود 0.1% إلى 98.7 بعد أن لامست أدنى مستوى في ما يقرب من أسبوعين بوقت سابق من الجلسة عند 98.609.
◄ رغم أن تحركات الدولار أكثر هدوءاً الأسبوع الجاري، فإن العملة لم تتعاف بعد من الخسائر الحادة التي تكبدتها يوم الجمعة عندما سجلت أكبر انخفاض في يوم واحد بالنسبة المئوية منذ ما يقرب من أربعة أشهر بعد تقرير الوظائف المثير للقلق.
◄ في صباح يوم الجمعة الماضي، وقبل ساعات من بيانات الوظائف سجل مؤشر الدولار أعلى مستوياته في أكثر من 5 أسابيع عند 100.25 نقطة، التي سجلها قبل صدور تقرير الوظائف غير الزراعية.
◄ تراجع الدولار أمام الين الياباني 0.2% إلى 147.42 ين بعد أن أظهر محضر اجتماع السياسة النقدية لشهر يونيو أن بعض أعضاء مجلس بنك اليابان المركزي قالوا إنه سيبحث استئناف زيادة أسعار الفائدة إذا تراجعت حدة التوتر التجاري.
◄ ارتفع الإسترليني قليلاً بنسبة 0.1% في أحدث التعاملات ليسجل 1.3292 دولار، إذ يتوقع المتعاملون أن يحافظ بنك إنجلترا على توجيهاته بشأن سعر الفائدة في اجتماع السياسة هذا الأسبوع.
◄ انخفض اليورو 0.2% في أحدث التعاملات إلى 1.1553 دولار.
◄ ارتفع الدولار الأسترالي 0.15% إلى 0.6479 دولار.
◄ ازداد الدولار النيوزيلندي 0.23% إلى 0.5914 دولار.
تتطلع سويسرا لتقديم عرض أكثر جاذبية في المحادثات التجارية مع واشنطن لتجنب فرض رسوم جمركية أميركية 39% على السلع الواردة من سويسرا؛ ما يهدد بضرب اقتصادها القائم على التصدير.
في غضون ذلك يحوم الفرنك السويسري عند 0.8072 للدولار بعد انخفاضه 0.5% في الجلسة السابقة، غير أنه لا يزال أعلى من المستويات التي كان عليها قبل صدور البيانات الاقتصادية يوم الجمعة، إذ كان في حدود 0.8128 للدولار.
ولا يزال التركيز منصباً على حالة الضبابية المحيطة بالرسوم الجمركية بعد الرسوم التي فرضها ترامب على عشرات الدول الأسبوع الماضي؛ ما أجج المخاوف حيال متانة الاقتصاد العالمي.
أظهرت بيانات أيضاً أن نشاط قطاع الخدمات الأميركي استقر على غير المتوقع في يوليو حتى مع ارتفاع تكاليف المدخلات بأكبر قدر في نحو ثلاث سنوات.
كما عززت بيانات الوظائف الأميركية الضعيفة التوقعات بخفض مجلس الاحتياطي أسعار الفائدة وأثارت موجة بيع حادة للدولار، بعد أكبر تراجع في التوظيف منذ الجائحة.
تؤكد البيانات الأخيرة الضرر الذي لحق بالاقتصاد الأميركي جراء رسوم ترامب الجمركية التي بدأت أيضاً في التأثير في أرباح الشركات، وفقاً لبنوك عالمية.
جاءت بيانات «آي إس إم» عن قطاع الخدمات أمس الثلاثاء لتسلط الضوء على الخيط الرفيع الذي يتعين على مجلس الفيدرالي السير عليه، إذ يوازن صناع السياسة بين ضغوط الأسعار المتزايدة جراء رسوم ترامب الجمركية مقابل علامات ضعف الاقتصاد الأميركي.
وكتب راي أتريل رئيس أبحاث العملات الأجنبية في «بنك أستراليا الوطني» عبر مذكرة: «من الواضح أن تقرير (آي إس إم) عن الخدمات، سلاح ذو حدين، نوعاً ما، في ما يتعلق بما يعنيه بالنسبة للسياسة».
أتريل أضاف: «في الوقت الحالي، أعتقد أننا نرى نوعاً ما ثقةً مبالغاً فيها في السوق حيال تحرك مسؤولي (الفيدرالي) في سبتمبر»، مشيراً إلى أن التوقعات تتزايد بشأن خفض الفائدة، إلا أنه قال «القرار ليس بهذه السهولة والاختيار صعب».
توقع «غولدمان ساكس» في مذكرة، أن يُقدم مجلس الاحتياطي الفيدرالي على ثلاثة تخفيضات متتالية بمقدار 25 نقطة أساس بدءاً من سبتمبر، مع احتمال خفضها بمقدار 50 نقطة أساس إذا ارتفع معدل البطالة أكثر في التقرير التالي.
بحسب أداة تتبع أسعار الفائدة من «فيد ووتش» التابعة لمجموعة «سي إم إي»، تبلغ احتمالات خفض الفائدة في سبتمبر 94% تقريباً.
وتتوقع الأسواق حالياً خفض أسعار الفائدة مرتين بحلول نهاية العام، بدءاً من سبتمبر وكذلك في اجتماع ديسمبر، مع ظهور توقعات باحتمال خفض الفائدة بواقع 50 نقطة في واحد من الاجتماعين.
