بكين قد تتلقى عقوبات على غرار رسوم نيودلهي
التوقف عن مشتريات نفط روسيا أو رسوم بـ25%
ارتفعت أسعار النفط الخام، اليوم الخميس، في محاولة منها لوقف سلسلة طويلة من الخسائر على مدار الجلسات الخمس الماضية، بعدما سقطت إلى أدنى مستوياتها منذ مطلع يونيو الماضي، عقب إقرار زيادة للإنتاج من جانب «أوبك+».
يأتي ارتفاع الأسعار وسط مؤشرات على استقرار الطلب في الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للنفط في العالم، لكن احتمال إجراء محادثات أميركية روسية بشأن الحرب الأوكرانية هدأ المخاوف من اضطراب الإمدادات نتيجة مزيد من العقوبات.
◄ صعدت العقود الآجلة لخام برنت القياسي تسليم أكتوبر 76% وصولاً إلى مستويات 67.38 دولار للبرميل بحلول الساعة 11:15 صباحاً بتوقيت غرينتش.
◄ فيما زادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي تسليم سبتمبر 0.78% وصولاً إلى مستويات فوق 64.8 دولار للبرميل.
◄ تراجع الخامان بنحو 1% إلى أدنى مستوياتهما في 9 أسابيع أمس الأربعاء بعد تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول تقدم في المحادثات مع موسكو، تزامناً والضغوطات التي كانت تعرضت لها الأسعار بعد الزيادة الأخيرة لأوبك+.
◄ بعد خامس خسارة يومية على التوالي لكلا الخامين القياسيين، أغلق خام برنت عند أدنى مستوى له منذ 10 يونيو، وأغلق خام غرب تكساس الوسيط عند أدنى مستوى له منذ الخامس يونيو.
◄ تعرضت الأسعار لضغط على مدار الجلسات السابقة بعد أن اتفق تحالف «أوبك+»، الذي يضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاءها، يوم الأحد على زيادة إنتاج النفط بمقدار 547 ألف برميل يومياً في سبتمبر.
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب مساء أمس الأربعاء، إنه قد يفرض مزيداً من الرسوم الجمركية على الصين على غرار الرسوم التي أعلن عنها في وقت سابق على الهند بسبب مشترياتها من النفط الروسي، وذلك اعتماداً على ما سيحدث.
قال الرئيس الأميركي للصحفيين في البيت الأبيض: «يمكن أن يحدث»، وذلك بعد أن قال إنه يتوقع فرض المزيد من العقوبات الثانوية التي تهدف إلى الضغط على روسيا لإنهاء حربها في أوكرانيا، عبر تقليص واردات النفط الروسي.
ومع عدم إشارته إلى المزيد من التفاصيل أضاف: «قد يحدث هذ، لا أستطيع أن أخبركم الآن، فعلنا ذلك مع الهند (أكبر مشتر للنفط الروسي)، وربما نفعل ذلك مع دولتين أخريين، قد تكون الصين إحداهما»، ولوح ترامب بمزيد من الرسوم الجمركية على الصين بنسبة 25%.
فرض ترامب يوم أمس الأربعاء رسوماً جمركية بنسبة 25% على البضائع الهندية، بالإضافة إلى تعريفات جمركية بالنسبة نفسها أعلن عنها سابقاً، وعزا القرار إلى مشتريات الهند المتواصلة من النفط الروسي.
بعد قرار الرئيس الأميركي بشأن الرسوم على الهند، باتت نيودلهي التي وصفها ترامب بالدولة الصديقة، من بين أكبر الدول التي تسدد تعريفات جمركية بدأ تفعيلها فجر اليوم الخميس، مع انتهاء مهلة الإعفاءات.
لم يذكر قرار البيت الأبيض الصين، وهي مشتر كبير آخر للنفط الروسي، وفي الأسبوع الماضي، هدد وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت الصين بمواجهة رسوم جمركية جديدة إذا استمرت في شراء النفط الروسي.
قال البيت الأبيض أمس إن ترامب قد يجتمع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأسبوع المقبل، على الرغم من أن الولايات المتحدة تواصل استعداداتها لفرض عقوبات ثانوية قد تشمل الصين للضغط على موسكو لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
بينما قال ترامب أمس إن مبعوثه الخاص ستيف ويتكوف أحرز تقدماً كبيراً في اجتماعه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في الوقت الذي واصلت فيه واشنطن استعداداتها لفرض عقوبات ثانوية يوم الجمعة.
وتعد روسيا ثاني أكبر منتج للنفط الخام في العالم بعد الولايات المتحدة.
وهدد ترامب بفرض عقوبات إضافية على موسكو إذا لم تتخذ أي خطوات لإنهاء الحرب في أوكرانيا؛ لذا فإن أي اتفاق محتمل من شأنه أن يخفف العقوبات سيسهل على روسيا تصدير المزيد من النفط.
كتب هيرويوكي كيكوكاوا كبير المحللين في «نيسان للاستثمار في الأوراق المالية»: «المستثمرون يتوخون الحذر في ظل الطبيعة غير المستقرة للمحادثات والوضع العام للعرض والطلب مع زيادة المنتجين الرئيسين لإنتاجهم».
أضاف كيكوكاوا «حالة عدم اليقين بشأن نتائج القمة الأميركية الروسية المرتقبة، والرسوم الإضافية المحتملة على الهند والصين، وهما من المشترين الرئيسين للخام الروسي، والتأثير الأوسع نطاقاً للتعريفات الأميركية على الاقتصاد العالمي، كل ذلك يدفع المستثمرين إلى توخي الحذر.
تابع قائلاً :«مع الزيادات التي يخطط لها تحالف «أوبك+» والتي تؤثر على الأسعار، من المرجح أن يظل خام غرب تكساس الوسيط في نطاق 60-70 دولاراً لبقية الشهر».
تلقت أسواق النفط الدعم من انخفاض أكبر من المتوقع في مخزونات الخام الأميركية الأسبوع الماضي، متجاوزة توقعات المحللين بانخفاضها 591 ألف برميل.
قالت إدارة معلومات الطاقة أمس الأربعاء إن مخزونات النفط الخام الأميركية انخفضت ثلاثة ملايين برميل إلى 423.7 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في الأول من أغسطس.