شهدت العملات الرقمية الرئيسية، في مقدمتها «بيتكوين» ارتفاعاً جماعياً، اليوم الخميس، في وقت بدأ فيه المستثمرون يعيدون توجيه رؤوس أموالهم نحو الأصول اللامركزية، بالتزامن مع دخول الرسوم الجمركية الأميركية الجديدة حيّز التنفيذ، ما زاد المخاوف بشأن تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي.
فيما يواصل الشركاء التجاريون للولايات المتحدة جهودهم للتفاوض مع البيت الأبيض طلباً لإعفاءات من الرسوم الجمركية المفروضة حديثاً، والتي تبلغ 15% على معظم الواردات القادمة من الاتحاد الأوروبي.
في المقابل، صعّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب من لهجته، إذ ضاعف يوم الأربعاء الرسوم على الواردات من الهند إلى 50%، في ردّ مباشر على شرائها النفط من روسيا.
كما أعلن عزمه فرض رسوم تصل إلى 100% على جميع واردات الرقائق الإلكترونية وأشباه الموصلات، مع استثناء الشركات التي تتعهد بتصنيع منتجاتها داخل الولايات المتحدة.
وقال لين تران، المحلل في «إكس إس دوت كوم»، في مذكرة تحليلية: «هذه الإجراءات الحمائية قد تُبطئ وتيرة النمو الاقتصادي العالمي، لكنها في المقابل تعزز الإقبال على الأصول الرقمية مثل البيتكوين، التي تبتعد عن نطاق سيطرة الحكومات والبنوك المركزية».
على صعيد أدوات الاستثمار، أظهرت بيانات «فارسيد إنفستورز» أن صناديق «بيتكوين» الفورية المتداولة في البورصة سجلت تدفقات صافية إيجابية بلغت 91.6 مليون دولار، يوم الأربعاء، ما يعكس عودة الثقة بعد أربع جلسات متتالية من الخسائر التي تخطّت 1.45 مليار دولار إجمالاً.
جاءت هذه التطورات بالتزامن مع مكاسب قوية للعملات المشفّرة، حيث صعدت «بيتكوين» بنسبة 1% ليصل إلى 115,042 دولاراً، فيما ارتفعت عملة إيثر بنسبة 2.8% إلى 3,719 دولاراً.
بينما سجّلت «ريبل» (XRP) بدورها مكاسب بنسبة 2.5% لتصل إلى 2.99 دولار، كما ارتفعت عملة «بي إن بي» (BNB) التابعة لمنصة «باينانس» بنسبة 1% إلى 766 دولاراً.
أما عملة «سولانا»، فكانت الأبرز أداءً في السوق، بعد أن قفزت بنسبة 4% خلال 24 ساعة، لتتداول عند 169 دولاراً.
وتشير هذه التحركات إلى أن المستثمرين باتوا أكثر ميلاً إلى التحوّط من المخاطر الجيوسياسية والتجارية عبر الأصول الرقمية، في ظل ضبابية المشهد الاقتصادي العالمي.