الدولار يختنق.. كيف أسقط «التفاؤل» وترامب العملة الخضراء؟

ليست كل البيانات الإيجابية أو الأنباء الجيدة مفيدة، تنطبق هذه الحال على العملة الأميركية التي سقطت في التعاملات المبكرة، اليوم الاثنين، أمام العملات المنافسة لتسجل مستويات قياسية أمام الإسترليني واليورو والفرنك السويسري.

وفقاً للبيانات تراجع الدولار قرب أدنى مستوياته في نحو أربع سنوات مقابل اليورو والجنيه الإسترليني، وسط تنامي التفاؤل في الأسواق بشأن اتفاقات التجارة الأميركية؛ ما عزز التوقعات أسعار الفائدة الأميركية في وقت أقرب.

مؤشر الدولار

◄ سجل مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل ست عملات رئيسة، منها: اليورو والإسترليني والفرنك، هبوطاً بنسبة 0.3% ليصل إلى مستويات 97.04 نقطة قرب أدنى مستوى في ثلاث سنوات ونصف السنة. 
◄ واصل الدولار تراجعه أيضاً أمام الجنيه الإسترليني ليقترب من أدنى مستوى له في أربع سنوات، كما سجل أدنى مستوى له منذ أكثر من 14 عاماً أمام الفرنك السويسري. 
◄ انخفض مؤشر الدولار الرئيس بنسبة 1.3% خلال خمسة أيام، وبنسبة 1.6% خلال ثلاثين يوماً، ونحو 7% في الربع الثاني من العام الجاري.
◄ منذ بداية العام انخفض مؤشر العملة الأميركية 10.5%، بينما تراجع المؤشر ما يقرب من 12% منذ تنصيب الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الـ20 من يناير الماضي.

العملات الرئيسة

◄ ارتفع اليورو 0.2% عند 1.1729 دولار، قرب أعلى مستوى له منذ سبتمبر 2021 والذي بلغه يوم الجمعة عند 1.1754 دولار.
◄ ازداد الجنيه الإسترليني 0.1% عند 1.3728 دولار، بالقرب من أعلى مستوى بلغه يوم الخميس عند 1.37701 دولار، وهو أعلى مستوى له منذ أكتوبر 2021.
◄ انخفض الدولار 0.15% عند 0.7988 فرنك سويسري، بعد أن تراجع يوم الجمعة إلى 0.7955 فرنك، وهو أدنى مستوى له منذ أغسطس 2015، عندما ألغى البنك الوطني السويسري بشكل مفاجئ الحد الأقصى لقيمة العملة مقابل اليورو.
◄ انخفض الدولار  أمام الين الياباني 0.5% ليهبط إلى مستويات 143.9 ينا للدولار.
◄ ارتفع الدولار الأسترالي الحساس للمخاطر 0.1% إلى 0.6537 دولار، ليقترب من أعلى مستوى له في سبعة أشهر ونصف الشهر.

ما يقود السوق 

أعلنت الحكومة البريطانية اليوم الاثنين بَدء سريان الاتفاق التجاري الذي وقعه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والذي ينص على خفض بعض الرسوم الجمركية على الواردات من بريطانيا.

وعمقت الأنباء الإيجابية بشأن احتمالات تقدم المفاوضات مع اليابان، وإعادة إحياء المفاوضات مع كندا، تراجع العملة الأميركية، وسبق ذلك إعلان عن اتفاق تسهيل تصدير المعادن الأرضية النادرة بين واشنطن وبكين.

كتب محللو «بنك الكومنولث الأسترالي» في تقريرهم الأسبوعي لاستراتيجيات العملات: «نتوقع أن تتأثر حركة الدولار هذا الأسبوع بتطورات الاتفاقات التجارية الأميركية».

كما توقعوا أن تدعم الأنباء حول التوصل لبعض الاتفاقات، الدولار، مقابل العملات الكبرى، مثل: اليورو والين والإسترليني، بينما قد ينخفض الدولار أمام عملات أخرى، مثل: الدولار الأسترالي.

قرار «الفيدرالي»

اعتبر المستثمرون أن شهادة جيروم باول رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) أمام الكونغرس الأسبوع الماضي تميل إلى التيسير النقدي، خصوصاً بعدما أشار إلى احتمالية خفض الفائدة إذا لم ترتفع معدلات التضخم هذا الصيف نتيجة للرسوم الجمركية.

وازدادت الرهانات على خفض الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية على الأقل بحلول اجتماع سبتمبر  إلى 92.4%، وفقاً لأداة «فيد ووتش» التابعة لمجموعة «سي إم إي»، مقارنة بنحو 70% قبل أسبوع. 

كما تعقد اللجنة المعنية بتحديد السياسة النقدية في مجلس الاحتياطي «الفيدرالي» اجتماعها الشهر المقبل، خلال يومي الـ29 والـ30 من يوليو.

رغبات ترامب

أبدى ترامب رغبته في خفض سعر الفائدة الرئيس إلى 1% من المستوى الجاري البالغ 4.25 %، وأعاد تأكيد نيته تعيين بديل لباول يكون أكثر ميلاً للتيسير النقدي.

في الوقت ذاته يترقب المستثمرون مصير مشروع ترامب الضخم لخفض الضرائب وزيادة الإنفاق والذي يناقشه مجلس الشيوخ حالياً، في حين تشير تقديرات مكتب الميزانية في الكونغرس إلى أن المشروع قد يضيف 3.3 تريليون دولار إلى الدين القومي خلال عقد من الزمن.

محفوف بالمخاطر

كتب كريس ويستون رئيس قسم الأبحاث في شركة «بيبرستون» في مذكرة للعملاء: «يشير تسعير السوق إلى أن خفض أسعار الفائدة الأميركية في سبتمبر أمر شبه محسوم».

وأضاف ويستون: «التقرير الشهري للوظائف الأميركية المقرر صدوره يوم الجمعة المقبل هو أبرز حدث محفوف بالمخاطر هذا الأسبوع وربما يقود (الفيدرالي) إلى تقديم موعد خفض الفائدة».

كما يزداد الضغط العملة الأميركية مع استمرار هجوم الرئيس الأميركي ترامب على جيروم باول رئيس «الفيدرالي» حيث قال يوم الجمعة إنه سيكون سعيداً إذا استقال رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي قبل انتهاء ولايته في مايو.