الدولار يقلب الطاولة قبل بيانات تترقبها الأسواق
بين عشية وضحاها تحولت العملة الأميركية من حال إلى حال، ومن ضعف إلى استقواء، بيد أن الدولار والمضاربين على ارتفاعه يراهنون على بيانات الناتج المحلي الإجمالي التي ستصدر بعد قليل.
ويتمنى من يضارب على هبوط الدولار بيانات ضعيفة، ويا ليتها تفوق التوقعات وهو الأمر الذي قد يدفع الفيدرالي الأميركي إلى ضرورة تغيير سياسته النقدية والإسراع في خفض الفائدة قبل السقوط في فخ الهبوط الخشن، وذلك لإنقاذ الاقتصاد المتأذي جراء رفع الفائدة.
بينما يريد من يضارب على الصعود أن تأتي البيانات قوية وهو ما يمنح الفيدرالي الأميركي متسعًا من الوقت للإبقاء على أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول للتأكد من القضاء على معدلات التضخم القياسية.
الدولار الآن
وبحسب شاشات التداول يرتفع مؤشر الدولار الأميركي خلال تعاملات اليوم الأربعاء وقبل صدور البيانات، بالقرب من مستويات ذروة 3 أشهر التي حققها المؤشر في الأسبوع قبل الماضي.
وصعد مؤشر الدولار الرئيسي مقابل ست عملات كبرى بنسبة 0.4% عند مستويات 104.22 نقطة بينما تمت مشاهدة الدولار عند أدنى مستوياته اليوم الأربعاء قرب 103.8 نقطة.
اقرأ أيضًا- رغم الأسعار القياسية.. المصريون يتهافتون على العقارات
العملات الكبرى
عزز من صعود الدولار الهبوط الكبير للعملة الأوروبية الموحدة، اليورو التي هبطت 0.4% عند مستويات 1.08 دولار، ويستحوذ اليورو على أكثر من نصف الوزن النسبي لمؤشر الدولار.
كما انخفض الجنيه الإسترليني 0.5% عند مستويات 1.2626 دولار، وبوتيرة أكبر نزل الدولار الأسترالي 0.85% عند مستويات 0.6493 دولار.
وفي المقابل، ارتفع الين الذي يحوم بالقرب من قاع 34 عام وهو أدنى مستوى منذ 1990، ويأتي صعود العملة اليابانية في الوقت الذي تتزايد فيه التكهنات بشأن تخلي البنك المركزي عن سياسته التيسيرية.
السندات الآن
وهبطت السندات الأميركية لأجل 10 سنوات بحوالي 0.011 نقطة نزولًا إلى مستويات 4.29%، بينما ارتفعت السندات قصيرة لأجل لمدة شهر وثلاثة وستة أشهر.
وفي المقابل من ارتفاع مؤشر الدولار دخلت السندات طويلة الأجل في موجة جماعية من التراجعات حيث انخفضت السندات الألمانية 0.02نقطة عند مستويات 2.45% وتراجعت السندات الإيطالية لأجل 10 سنوات 0.009 نقطة عند مستويات 3.8%.
اقرأ أيضًا- مصر تراهن على بريكس.. اتفاقات بالعملات المحلية
بيانات حاسمة
وما يثير الدهشة من الارتفاعات الحاصلة الآن أن توقعات الأسواق تصب في صالح تباطؤ الناتج الإجمالي المحلي الربع السنوي للولايات المتحدة الأميركية.
ويرجح محللو إس أند بي غلوبال تباطؤ الناتج المحلي الإجمالي الأميركي في الربع الأخير من 2023 إلى 3.3% مقابل نمو بنسبة 4.9% في الربع السابق.
جنبًا إلى جنب تترقب الأسواق غدا بيانات مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي وسط توقعات باستقرار عند مستويات نمو بنسبة 0.2%.
وعلى عكس التوقعات سجلت طلبات السلع المعمرة الأساسية 0.3-%، على النقيض من توقعات بنسبة 0.2%، وكانت قد سجلت بالقراءة السابقة 0.1-% بعد تعديلها.
أما طلبات السلع المعمرة إجمالًا فقد سجلت تراجعًا بنسبة 6.1-%، فيما كانت تشير التوقعات إلى انخفاضها بنسبة 4.9-% فقط، وكانت القراءة السابقة قد سجلت هبوطًا بنسبة 0.3-% بعد التعديل.
مزيد من الحيرة
إضافة إلى ما سبق تأتي بيانات الميزان التجاري التي ترجح تفاقم عجز الميزان التجاري للسلع الأميركية إلى -88.1 مليار دولار مقابل عجز فعلي في ديسمبر بقيمة -87.89 مليار دولار.
وكل البيانات السابقة تصب في نفس الاتجاه حيث تشير إلى تباطؤ النمو الاقتصادي بفعل أسعار الفائدة المرتفعة، وهو ما ينذر بحدوث ركود أقوى من المتوقع وعلى عكس ما يتمنى الفيدرالي.
وقال بيتر أندرسن، مؤسس شركة أندرسن كابيتال مانجمنت في بوسطن: "أعتقد أن المستثمرين اعتادوا على فكرة أن بنك الاحتياطي الفيدرالي لن يخفض أسعار الفائدة قريباً".
وأضاف أندرسن أن الآمال في حدوث هبوط سلس - حيث يقوم بنك الاحتياطي الفيدرالي بخفض التضخم دون الإضرار بشدة بالاقتصاد - تدعم معنويات السوق.
اقرأ أيضًا- كل ثانية.. مطارات الإمارات تستقبل 5 مسافرين
تسعير الفائدة
ووفقًا لأداة تتبع أسعار الفائدة فيد ووتش تسعّر الأسواق حاليًا تخفيضات أسعار الفائدة بنحو 79 نقطة أساس لعام 2024، مع احتمال بنسبة 61% لحدوث أول خفض بمقدار ربع نقطة في يونيو المقبل.
وبحسب التصريحات الأخيرة لصانعي السياسة النقدية في بنك الاحتياطي الفيدرالي، يبدو أن البنك ليس في عجلة من أمره لخفض أسعار الفائدة، مما عزز إلى حدّ كبير الرهانات ضد أيّ تخفيضات في أسعار الفائدة قبل يونيو.
تصريحات فيدرالية
وقالت عضو الفيدرالي وصانعة السياسة النقدية، ليزا كوك: "يجب أن يتغير سعر الفائدة في النهاية عندما تصبح توقعات تراجع التضخم أكثر استدامة.".
ويرى عضو الفيدرالي، فيليب جيفرسون، أنه إذا تحرك اقتصاد الولايات المتحدة في الاتجاه الصحيح، فمن المُرجح أن يكون من المناسب البدء في خفض أسعار الفائدة بوقت لاحق من هذا العام.
وقال كريستوفر والر العضو بمجلس محافظي الفيدرالي منذ ساعات: "يتعين على صناع القرار في المركزي تأجيل تخفيضات أسعار الفائدة لشهرين آخرين على الأقل".
وفي المقابل أكد رئيس الفيدرالي الأميركي بولاية فيلادلفيا، باتريك هاركر، على أنه لا يمكن حتى الآن استبعاد احتمالية خفض أسعار الفائدة من على الطاولة حتى الآن.