الدولار في قبضة القلق.. تقلبات سريعة لشهية المخاطر

الدولار الأميركي
الدولار الأميركيshutterstock

استهل مؤشر الدولار الأميركي تعاملات اليوم الثلاثاء، على تراجع طفيف، إلا أنه سرعان ما بدل وجهته نحو الصعود صوب أعلى مستوياته في نحو الشهرين.

يأتي ذلك في الوقت الذي يراقب خلاله المستثمرين عن كسب تطورات اتفاق سقف الديون، جنبًا إلى جنب ومتابعة البيانات التي من شأنها تحديد وجهة الفيدرالي، ما يتعكس على شهية المخاطر لدى المتداولين والتي يبدو أنها باتت بلا وجهة حاليًا.

ليس من الحكمة أن نخمن مسبقًا ما ستكون عليه نتيجة اجتماع الفيدرالي الأميركي المقبل
لوريتا ميستر

الدولار الآن

ويتقلب مؤشر الدولار خلال تعاملات اليوم الثلاثاء بين مستويات 104.09 نقطة كأدنى مستوى ومستويات 104.53 نقطة كأعلى مستوى.

وفي غضون ذلك تراجع العائد على سندات الخزانة الاميريكة، لينخفض العائد على سندات أجل 10 سنوات غلى مستويات 3.72%

ما الذي يقود الدولار؟

وتأتي حالة التقلب التي تسيطر على تداولات العملة الأميركية جنبًا إلى جنب وتخوف الأسواق من حدوث تعثر مفاجئ لاتفاق سقف الديون الاميركية والذي يحتاج التمرير في مجلس النواب خلال أقل من أسبوع.

وفي غضون ذلك تراقب الأسواق البيانات الاقتصادية التي تتجه تارة إلى تلبية مطالب صقور الفيدرالي باستمرار التشديد، وتارة أخرى صوب رغبة الحمائم في التأني ومتابعة تأثير الزيادات السابقة.

وبين هذا وذاك يقف الدولار متارجحًا إلا أنه لا يزال يحافظ على مكاسبه الأخيرة التي ارتفعت به خلال تعاملات الجمعة الماضي إلى اعلى مستوى خلال شهرين تزامنا وارتفاع تسعير الأسواق بشأن قرار الفائدة.

اقرأ أيضًا..

عملة أوروبا تترنح.. بيانات إيجابية للغاية تفوق التوقعات

توجه الفيدرالي

وفي غضون ذلك قالت رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي في كليفلاند لوريتا ميستر: "كل شيء مطروح على الطاولة لاجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة في يونيو".

واشارت رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي في كليفلاند إلى أنه ليس من الحكمة أن نخمن مسبقا ما ستكون عليه نتيجة اجتماع الفيدرالي الأميركي المقبل.

وقالت لوريتا ميستر: "مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الذي صدر يوم الجمعة كشف عن تحسن معدل التضخم على نحو بطيء".

وأضافت رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي في كليفلاند: "قد أضطر إلى مراجعة توقعاتي للتضخم، حيث أن السياسة النقدية الأكثر تشددا لا تزال تغذي الاقتصاد".

من المستبعد الوصول إلى سعر الفائدة النهائي في الشهرين المقبلين يونيو ويوليو، في ظل البيانات الأخيرة
كريستوفر والر

احتمال مستبعد

وقال كريستوفر والر: "قرار رفع الفائدة من عدمه خلال اجتماع يونيو سيعتمد على البيانات الاقتصادية".

واستبعد والر احتمال الوصول إلى سعر الفائدة النهائي في الشهرين المقبلين يونيو ويوليو، في ظل البيانات الأخيرة.

وأشار والر إلى ان هناك فريقًا في الفيدرالي يرى ضرورة التوقف المؤقت عن رفع الفائدة، في إشارة أشار لاقتراح محتمل من إدارة المخاطر الحكيمة التوقف عن رفع الفائدة بالاجتماع المقبل.

واتفق رئيس الفيدرالي في أتلانتا رفائيل بوستيك مع الأراء السابقة بشان ضرورة انتظار البيانات الاقتصادية لتحديد مصير الاجتماع المقبل.

اقرأ أيضًا..

تحول مفاجئ.. أسهم آسيا تمحو كافة خسائرها المبكرة

توقعات فارغو

وقال المحللون الاستراتيجون في ويلز فارغو: "من المتوقع بأن تنخفض قيمة الدولار طفيفًا في الربع الاخير من 2023".

ورجح خبراء ويلز فارغو أن يحافظ مؤشر الدولار على حالة من الاستقرار النسبي على المدى القريب.

ويرى محللو زيلز فارغو أن مؤشر الدولار سيتعرض للضغط بنهاية المطاف، بسبب احتمالية أن يبدأ التيسير الشديد لبنك الفيدرالي الأميركي مطلع عام 2024.

القلق قائم

يقول جيمس روزنبرغ المستشار لدى الوسيط المالي أورد مينيت في سيدني: "لا يزال اتفاق الديون الاميركية اتفاقًا هشًا، بيد انه خفف الضغوط على الأسواق نسبيًا".

وأشار روزنبرغ المستشار لدى الوسيط المالي أورد مينيت إلى أن الفجوة بين أداء سوق السندات والأسهم تؤكد أن القلق لا يزال قائمًا.

وقال روزنبرغ : "لا يزال هناك انفصال كبير بين أسواق السندات والأسهم، حيث يشير سوق السندات إلى وجود احتمال كبير بنسبة 70٪ لحدوث ركود في الولايات المتحدة في العام المقبل".

الدولار سيتعرض للضغط بسبب احتمالية أن يبدأ التيسير الشديد للفيدرالي مطلع 2024
ويلز فارغو

بانتظار التمرير

وووفقًا للاتفاق بين بايدن والجمهوريين تعلق الصفقة سقف الديون حتى يناير 2025 مقابل تحديد سقف للإنفاق وتخفيضات في البرامج الحكومية.

بيد أن عدد من نواب الحزب الجمهوري أكدوا أنهم سيعارضون أي اتفاق لرفع سقف الدين الأميركي الذي يبلغ حاليا 31.4 تريليون دولار.

وتسلط هذه المعارضة الضوء على العقبات التي سيواجهها الرئيس جو بايدن المنتمي للحزب الديمقراطي ورئيس مجلس النواب الجمهوري كيفن مكارثي لإقرار الاتفاق.

اقرأ أيضًا..

كل الاحتمالات متاحة.. الفيدرالي يفتح الباب على مصراعيه

الصقور والحمائم

وقالت لوريتا ميستر: "لا يزال لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي المزيد من البيانات ليراها قبل اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأميركي في يونيو".

وأوضحت ميستر أن الأيام المقبلة سشهد أصعب جزء بالنسبة لقرارات السياسة النقدية، مشيرة إلى ان مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي يجب ألا يخضع لتشديد السياسة النقدية.

وفي غضون ذلك قالت سوزان كولينز عضو بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي في بوسطن: "قد يكون الفيدرالي في الوقت المناسب أو بالقرب منه لإيقاف رفع أسعار الفائدة بشكل مؤقت".

وأشارت عضو بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي في بوسطن إلى ان التوقف المؤقت عن رفع الفائدة سيمنح الفيدرالي الأميركي مساحة كافية لقياس تأثير جولات الرفع.

بينما يرى عضو لجنة الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، كريستوفر والر والر أن الفيدرالي يحتاج إلى الحفاظ على المرونة خلال اجتماع يونيو.

وأكد والر أنه ليس من الفيد أن يتوقف الفيدرالي الآن، وأشار عضو الفيدرالي إلى أنه لا يؤيد التوقف عن رفع الفائدة ما لم يكن هناك دليل واضح على أن التضخم ينخفض إلى هدف 2%.

اقرأ أيضًا..

تعليق مؤقت للكارثة.. صفقة أميركية وشيكة جدًا ولكن

الأكثر قراءة

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com