عوائد السندات الأوروبية ترتفع مع تركيز الأسواق على الملف التجاري

ارتفعت عوائد السندات الألمانية طويلة الأجل يوم الثلاثاء، إلى أعلى مستوياتها منذ ستة أسابيع، في ظل غياب أي تهديدات جديدة من الولايات المتحدة بفرض رسوم جمركية على الاتحاد الأوروبي، ما أتاح للأسواق التركيز على مستويات الإنفاق والاقتراض الأوروبي.

وسلط هذا التركيز الضوء على سلسلة من الإصدارات السيادية عبر القارة، بالتزامن مع ارتفاع عوائد السندات اليابانية، ما زاد من الضغوط على ديون منطقة اليورو.

وارتفع العائد على السند الألماني لأجل عشر سنوات، وهو المعيار المرجعي لمنطقة اليورو، بمقدار 6 نقاط أساس ليصل إلى 2.66%، وهو أعلى مستوى له منذ 21 مايو.

وبينما زاد العائد على السند الألماني لأجل عامين بمقدار 4 نقاط أساس فقط ليبلغ 1.88%، اتسع الفارق بين الأجلين، في ما يُعرف في الأسواق بـ«تزايد انحدار منحنى العائد».

وبات منحنى العائد الألماني بين السندات لأجل سنتين وعشر سنوات عند أعلى درجة انحدار له منذ نهاية مايو، مع اتساع الفارق إلى 78 نقطة أساس.

ملف التجارة 

وكانت التجارة لا تزال في صلب اهتمام الأسواق، بعدما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم الاثنين عن نية فرض رسوم جمركية جديدة اعتباراً من الأول من أغسطس على شركاء تجاريين رئيسيين، بينهم اليابان وكوريا الجنوبية.

لكن مصادر أوروبية مطلعة أفادت لوكالة «رويترز» أن الاتحاد الأوروبي لن يتلقى إخطاراً مماثلاً بزيادة الرسوم، مشيرة إلى أن الاتحاد لا يزال يسعى لإبرام اتفاق تجاري قبل يوم الأربعاء، وذلك بعد «تبادل جيد» بين رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين وترامب، وفقاً لما ذكره متحدث باسم المفوضية.

ورأى محللو السندات في «آي إن جي» في حديث لرويترز أن تحديد الأول من أغسطس كموعد نهائي يمنح مزيداً من الوقت لإجراء مفاوضات، مشيرين إلى أن «الأنباء الإيجابية على صعيد التجارة تضغط على منحنيات العائد نحو مزيد من الانحدار».

وأضافوا: «نعتقد أن وضوح الرؤية التجارية يمثل شرطاً أساسياً لمواصلة ارتفاع العوائد، إذ يسمح للأسواق بالتركيز أكثر على قضايا الإنفاق في الاتحاد الأوروبي وألمانيا».

زيادة في الاقتراض الحكومي

تعتزم ألمانيا زيادة إنفاقها بشكل كبير على البنية التحتية والدفاع، ما يعني ارتفاع حاجتها إلى الاقتراض، وهو ما يرجح أن يدفع بعوائد السندات طويلة الأجل إلى مزيد من الصعود.

وكان التأثير واضحاً على السندات طويلة الأجل جداً، إذ ارتفع العائد على السندات الألمانية لأجل 30 عاماً بمقدار 7 نقاط أساس ليصل إلى 3.19%، مقترباً من أعلى مستوياته في 22 مايو (3.197%)، وتجاوزه قد يدفع بالعائد إلى أعلى مستوى له منذ مارس.

في المقابل، ظلت عوائد السندات قصيرة الأجل تحت السيطرة، كونها أكثر حساسية لتحركات أسعار الفائدة، في ظل مخاوف من تباطؤ التضخم قد تدفع البنك المركزي الأوروبي إلى خفض الفائدة مجدداً.

وشهد يوم الثلاثاء، أيضاً عدداً من الإصدارات السيادية الكبرى في أوروبا، ما زاد من تركيز الأسواق على حجم المعروض من الدين العام. وقد أصدرت ألمانيا سندات لأجل 5 سنوات، لكن الطلب عليها كان أقل بكثير من متوسط العطاءات الثلاثة السابقة.

كما أصدرت كل من الاتحاد الأوروبي، وهولندا، والنمسا، والمملكة المتحدة سندات جديدة خلال اليوم ذاته.

في السياق نفسه، لفت محللو «رابوبنك» إلى التأثير الإضافي لارتفاع عوائد السندات اليابانية، وسط ترقب المستثمرين لانتخابات مجلس الشيوخ، حيث تُظهر استطلاعات الرأي احتمال فقدان الحزب الليبرالي الديمقراطي الحاكم وتحالفه أغلبيتهما.

وارتفع العائد على السند الياباني لأجل 30 عاماً بـ12.5 نقطة أساس ليصل إلى 3.09%، وهو أعلى مستوى له منذ 23 مايو.

وفي أوروبا، تحركت معظم عوائد السندات الأخرى بشكل موازٍ للسندات الألمانية، إذ ارتفع العائد على السند الإيطالي لأجل 10 سنوات بمقدار 6 نقاط أساس ليبلغ 3.58%، وهو الأعلى له منذ نهاية مايو، فيما لامس العائد على السند الفرنسي لأجل 10 سنوات أعلى مستوى له منذ ثلاثة أشهر عند 3.386%