قبل فوات الأوان.. البنوك المركزية تُضيّع فرصة ثمينة

والفيدرالي يحذر من الاعتماد على بيانات الوظائف والأجور
مستثمر في السوق الأميركية
مستثمر في السوق الأميركيةرويترز
في الوقت الذي صدرت خلاله بيانات التوظيف الأميركية والبطالة كما يريدها بنك الاحتياطي الأميركي حذر رئيس فيدرالي شيكاغو من الارتكان إلى تلك البيانات.

وفي غضون ذلك أطلق كبير الاقتصاديين في أليانز للخدمات المالية جرس إنذار بشأن تبدد فرص الركود الناعم في ظل مبالغة البنوك المركزية في رفع الفائدة.

لا يمكن الاعتماد كثيرًا على بيانات التوظيف لشهر واحد فقط
أوستان غولسبي
ماذا حدث؟

وصدرت اليوم الجمعة بيانات البطالة والتوظيف الأميركية، والتي جاءت مفاجئة للغاية وتخالف توقعات الأسواق في إشارة قوية إلى تداعيات سياسة الفيدرالي المتشددة على الاقتصاد الأميركي.

وجاءت بيانات التوظيف بالقطاع غير الزراعي أقل من التوقعات، بينما ارتفع معدل البطالة، فيما زادت الأجور بأعلى من التوقعات.

اقرأ أيضًا- الأسعار لا تبالي.. مخزونات الغاز الأميركي تتجاوز التوقعات
لا نحتاج إلى ركود

وأكد رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي في شيكاغو، أوستان غولسبي، اليوم الجمعة، أن البنك لا يحتاج إلى ركود للتخلص من مخاوف التضخم المرتفع.

وحذر غولسبي عقب صدرو بيانات التوظيف والبطالة اليوم من الاعتماد كثيرا على بيانات التوظيف لشهر واحد فقط.

بدأ في الهدوء

وقال رئيس فيدرالي شيكاغو: "من الواضح أن سوق العمل الأميركي لا يزال قويًا، بيد أن البيانات الأخيرة اليوم تشير إلى بدء الهدوء".

وأكد أوستان غولسبي في تصريحات اليوم الجمعة على أن مجلس الاحتياطي يرغب في الوصول إلى وتيرة أكثر استدامة لمكاسب الوظائف.

هناك احتمال أن يبالغ صانعو السياسة لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي والمركزي الأوروبي في تشديد السياسة النقدية
لودوفيك سوبران
بيانات الأجور

وفي غضون ذلك أشار غولسبي إلى انه يجب الحذر من أخذ بيانات الأجور كمؤشر رئيسي للتضخم، حيث إن الأسعار تسبق الأجور في الحركة.

وفي غضون ذلك ارتفع متوسط الأجور في الساعة على أساس شهري خلال يونيو بنسبة 0.4% بأعلى من التوقعات بزيادة 0.3%، ومقابل زيادة فعلية خلال مايو بنسبة 4%.

وزاد متوسط الأجور في الساعة على أساس سنوي خلال يونيو بأعلى من التوقعات ليسجل 4.4% مقابل توقعات بزيادة 4.2% ومقابل زيادة فعلية في العام الماضي 4.4%.

اقرأ أيضًا- روسيا تهدد أوكرانيا.. عقوبات محتملة على نفتو غاز
تأخر السياسة النقدية

وأشار رئيس فيدرالي شيكاغو إلى تأخر السياسة النقدية، تزامنًا وارتفاع تضخم السلع الذي يعد السبب الرئيسي وراء استمرار التضخم المرتفع بشكل عام.

وأشار غولسبي إلى أن سوق العمل لا يزال قويًا، ولفت إلى أنه يعود إلى مستوى متوازن ومستدام.

وأكد على أن الهدف الرئيسي لبنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي هو خفض التضخم.

يمكن للفيدرالي الأميركي تجنب الركود، عبر خفض معدل البطالة إلى مستوى الركود مع تراجع الأسعار
فيدرالي شيكاغو
تجنب الركود

وقال غولسبي: " يمكن للفيدرالي الأميركي تجنب الركود، عبر خفض معدل البطالة إلى مستوى الركود مع تراجع الأسعار".

وارتفع معدل البطالة الأميركي الذي يتضمن العاملين بدوام جزئي (U6) (يونيو) بأعلى من توقعات الأسواق وكذلك باكثر من القراءة السابقة في مايو.

وسجل معدل البطالة الأميركي يتضمن العاملين بدوام جزئي (U6) (يونيو) 6.9% مقابل توقعات 6.6% ومقابل القراءة السابقة 6.7%.

اقرأ أيضًا- بعد مفاجأة أرامكو.. النفط يتحرك لأعلى مع استمرار التقلبات
المبالغة تبدد الفرص

وفي غضون ذلك أشار كبير الاقتصاديين في أليانز، لودوفيك سوبران، إلى احتمال أن يبالغ صانعو السياسة لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي والبنك المركزي الأوروبي في تشديد السياسة النقدية.

وحذر سوبران من المخاطر التي تنطوي على رفع أسعار الفائدة حيث أنها باتت أحد أبرز التهديدات التي تواجه الاقتصاد العالمي.

الهبوط الناعم

وأوضح سوبران بأن توقعاته حول سيناريو الهبوط الناعم المحتمل تتوقف على عدم إسراف صانعي السياسة في حملتهم لترويض التضخم المرتفع.

وقال سوبران: "أحد المخاطر الرئيسية على الاقتصاد هو حدوث أخطاء من جانب المركزي الأوروبي والاحتياطي الفيدرالي الأميركي بشأن السياسة".

ولفت سوبران إلى ان مزيج السياسة السلبي من المخاطر بين التشديد المالي والنقدي في نفس الوقت قد يزج الاقتصاد إلى ركود عنيف.

أحد المخاطر الرئيسية على الاقتصاد هو حدوث أخطاء من جانب المركزي الأوروبي والاحتياطي الفيدرالي الأميركي بشأن السياسة
إليانز العالمية
تحيز المركزيين

وأشار سوبران إلى أنه لا يزال صناع السياسات لدى البنكين المركزيين يظهرون تحيزا منسقا نحو المزيد من رفع أسعار الفائدة.

ولفت سوبران إلى استعداد كل من بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي والبنك المركزي الأوروبي لتبني زيادات إضافية .

فوات الأوان

وأوضح سوبران إلى مخاطر إبقاء الفيدرالي الأميركي والبنك المركزي الأوروبي سياستهم عند مستويات مقيدة لفترة طويلة جدا.

وحذر كبير الاقتصاديين في أليانز من تداعيات تثبيت أسعار الفائدة مرتفعة خلال عام 2024 المقبل لرؤية التأثيرات التراكمية للنهج التشديدي.

وأكد أن تلك التداعيات ستؤدي إلى حدوث أخطاء لأن ذلك سيعني أن الاقتصاد الحقيقي سيشهد تأثيرات قوية لحملة التشديد.

ولفت سوبران إلى أن البنوك المركزية قد لا تدرك ذلك قبل فوات الأوان.

اقرأ أيضًا- صدمات أوروبا لا تتوقف.. بطالة وعجز وانكماش وأزمة منازل

الأكثر قراءة

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com