بيانات عاصفة.. الذهب يضل الطريق
فقد المعدن الأصفر بريقه في أول أسابيع العام الجديد 2024، بعد ماراثون من الارتفاعات القياسية دفعت المعدن الأصفر إلى أعلى مستوياته على الإطلاق، مع صدور مجموعة من البيانات العاصفة التي لا تصب في صالح المعدن الأصفر.
كما تلقى الذهب مجموعة من البيانات، على رأسها بيانات سوق العمل والتوظيف الأميركي والتي حرمت المعدن من مواصلة مسيرة ارتفاعاته القوية، والتي أرغمت الثيران مؤقتًا على التوقف عن استهداف مستويات الـ 2100 دولار.
هبوط أسبوعي
وشهدت أسعار المعدن الأصفر أول تراجع أسبوعي في أربعة أسابيع بضغط من ارتفاع الدولار وارتفاع عوائد سندات الخزانة الأميركية.
وسجلت أسعار الذهب تراجعاً بنسبة 1% تقريبًا خلال الأسبوع، وهو أول انخفاض أسبوعي في أربعة أسابيع.
ومنذ بداية الأسبوع الماضي انخفض الذهب بأكثر من 20 دولارًا نزولًا من مستويات قرب الـ 2075 دولارًا للأوقية.
اقرأ أيضًا- شهية المخاطر تنقلب.. المستثمرون يهجرون الأسهم
توجهات الأسعار
ويرى محلل الأسواق المالية في Capital.com كايل رودا أن المحرك الأكبر لأسعار الذهب خلال الأيام القليلة الماضية هو تراجع التوقعات بتخفيض أسعار الفائدة هذا العام، وسيظل الأمر كذلك خلال الأيام المقبلة أيضًا.
ولفت رود إلى أن محضر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي أظهر أن المسؤولين مقتنعون بأن التضخم أصبح تحت السيطرة، لكنهم أشاروا أيضًا إلى درجة عالية من عدم اليقين بشأن التوقعات المتعلقة بتخفيضات أسعار الفائدة.
الفرصة قائمة
ويرى كبير محللي السوق في شركة كيه سي إم تريد تيم ووترر أن الذهب في وضع ترسيخ وتأكيد للمستويات في الوقت الحالي.
ولفت ووتر إلى أن المعدن الأصفر يعتمد على خلفية قوية ومكاسب عام 2023 مع احتمال حدوث المزيد في المستقبل، إذا استمرت التوقعات الحالية للاحتياطي الفيدرالي الحذر في عام 2024.
اقرأ أيضًا- فاتورة الحرب.. سقوط مدو للسياحة في إسرائيل
مستويات هامة
وقال ووتر: "ينتظر المستثمرون سلسلة من البيانات الاقتصادية الأميركية بما في ذلك تقرير الوظائف غير الزراعية يوم الجمعة".
ولفت ووتر إلى أن تقرير الوظائف قد يؤثر في ما إذا كان الاحتياطي الفيدرالي سيبدأ خفض أسعار الفائدة في مارس كما تتوقع الأسواق، أم سيبدأ في مايو.
وقال ووترر: "هناك بالتأكيد فرصة أن نرى الذهب يتجه إلى 2100 دولار للأوقية على المدى القريب، إذا لم نحصل على مفاجآت حول أسعار الفائدة.
بيانات هامة
واتجه الذهب إلى تسجيل أول انخفاض أسبوعي في شهر، بعدما تلقى الدولار دعما من انحسار توقعات الخفض المبكر لأسعار الفائدة في الولايات المتحدة.
وأظهرت بيانات أن أرباب العمل في القطاع الخاص الأميركي عينوا عددا أكبر من المتوقع من العاملين في ديسمبر، مما يشير إلى استمرار قوة سوق العمل، الأمر الذي ينبغي أن يواصل دعم الاقتصاد.
وأوضحت البيانات الصادرة، أمس الجمعة، إيجابية بيانات سوق العمل الأميركي خلال ديسمبر الماضي، حيث أضاف الاقتصاد الأميركي حوالي 216 ألف وظيفة.
جاء ذلك أفضل بكثير من توقعات الأسواق التي أشارت لإضافة الاقتصاد الأميركي نحو 170 ألف وظيفة.
وكانت القراءة السابقة قد أظهرت إضافة الاقتصاد الأميركي لحوالي 199 ألف وظيفة خلال نوفمبر الماضي، وتمت مراجعتها على نحو منخفض إلى 173 ألف وظيفة فقط.
البطالة والأجور
و استقر معدل البطالة في الولايات المتحدة عند مستوى 3.7% خلال شهر ديسمبر، وهو أفضل من توقعات الأسواق التي توقعت ارتفاع البطالة بالولايات المتحدة عند 3.8%،.
وكانت القراءة السابقة للمؤشر قد أظهرت استقرار معدل البطالة الأميركية عند مستوى 3.7% خلال نوفمبر الماضي.
و ارتفع متوسط الأجور بالساعة بنسبة 0.4% على أساس شهري خلال ديسمبر الماضي، وهو أعلى من التوقعات التي أشارت لتسجيله 0.3%.
وكانت القراءة السابقة قد أوضحت نمو الأجور بنحو 0.4% خلال نوفمبر، بينما على أساس سنوي نمت الأجور بنسبة 4.1%، وذلك بأفضل من التوقعات التي رجحت تسجيله 3.9% بنهاية ديسمبر.
سياسة الفيدرالي
اعترف أعضاء الفيدرالي بأن التوقعات الجديدة تظهر تخفيضا للفائدة الأميركية بحلول نهاية عام 2024.
ولكن العديد من أعضاء الفيدرالي الأميركي يرون بأن معدلات الفائدة المرتفعة قد تبقى عند ذروتها لفترة أطول من المتوقع.
ويرى أعضاء الفيدرالي الأميركي عموما بأنه توجد درجة عالية من عدم اليقين المحيط بالآفاق الاقتصادية.
وشدد أعضاء الفيدرالي الأميركي عموما على أهمية الحفاظ على نهج دقيق يعتمد على البيانات لاتخاذ قرارات السياسة النقدية.
تسعير الفائدة
وأظهرت أداة فيد ووتش التابعة لمجموعة سي.إم.إي تراجع رهانات المتعاملين على خفض أسعار الفائدة.
وتتوقع الأسواق الآن فرصة نسبتها 65% لخفض الفائدة في مارس، مقارنة مع 86% في الأسبوع السابق.