شهية المخاطر تنقلب.. المستثمرون هجروا الأسهم
تحولت شهية مخاطر المستثمرين خلال تداولات الأسبوع الأول من العام الجديد 2024، حيث أحجم المتداولون عن ضخ مزيد من الاستثمارات في سوق الأسهم، بينما اتجهوا إلى التحوط بالملاذات الآمنة في ظل سيطرة حالة من عدم اليقين على تحركات البنوك المركزية فيما يتعلق بأسعار الفائدة.
وبعد الوصول إلى مستويات قياسية للمؤشرات الأميركية والأوروبية خلال العام الماضي، انزلقت الأسهم في وول ستريت ومنطقة اليورو لتسجل موجة من التراجعات الجماعية، تزامنا مع تراجع الأسهم الصينية والآسيوية.
ما الذي يقود الأسواق؟
ويرى هاميش بيبر، الخبير الاستراتيجي في الدخل الثابت واستراتيجيات العملات في هاربر لإدارة الأصول، أن مجموعة من البيانات الاقتصادية غذت توقعات الأسواق بشأن تأني البنوك المركزية حول العالم فيما يتعلق بخفض أسعار الفائدة.
وكانت الأسواق تراهن على بداية مبكرة لتحول السياسة النقدية للبنوك المركزية من التشديد الخالص إلى التيسير النقدي.
اقرأ أيضًا- التصعيد والتوترات.. بداية قوية للنفط بعد انتكاسة 2023
تسعير الفائدة
وأظهرت أداة فيد ووتش التابعة لمجموعة سي.إم.إي تراجع رهانات المتعاملين على خفض أسعار الفائدة.
وتتوقع الأسواق الآن فرصة نسبتها 65% لخفض الفائدة في مارس، مقارنة مع 86% في الأسبوع السابق.
صعوبات الأسهم
وقال هاميش بيبر: "شهدت بداية عام 2024 تحول طلب المتداولين الأصول عالية المخاطر مع اللجوء إلى الملاذات الآمنة".
وأضاف: "تواجه أسواق الأسهم صعوبات، وهو ما عزز فرص الملاذات الآمنة تزامنًا وتقلبات الأسواق".
وول ستريت
أنهى مؤشرا ستاندرد آند بورز 500 وناسداك المجمع الأسبوع الأول من عام 2024 بأداء سلبي ملحوظ.
و سجل ستاندرد آند بورز 500 أسوأ أداء أسبوعي منذ أواخر أكتوبر، في حين عانى ناسداك من أسوأ أسبوع منذ أواخر سبتمبر.
وفي نهاية تعاملات الأسبوع ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بواقع 8.37 نقاط أو ما يعادل 0.18% ليغلق عند مستوى 4697.05 نقطة.
وزاد مؤشر ناسداك المجمع 11.47 نقطة أو ما يوازي 0.09% إلى 14521.77 نقطة، وصعد مؤشر داو جونز الصناعي 24.09 نقطة أو 0.07% ليغلق عند مستوى 37464.43 نقطة.
اقرأ أيضًا- فاتورة الحرب.. سقوط مدو للسياحة في إسرائيل
أسهم أوروبا
وفي غضون ذلك تلقت الأسهم الأوروبية أول خسارة أسبوعية في ثمانية أسابيع مع استقبال المستثمرين مجموعة كبيرة من البيانات الاقتصادية العالمية المتضاربة.
وأغلق المؤشر ستوكس 600 الأوروبي منخفضا 0.3% نهاية تعاملات الأسبوع، مع تسجيل تراجع أسبوعي0.5%.
وتَصدَّر قطاعَا التجزئة والمواد الكيميائية أكبر الخاسرين بين القطاعات خلال اليوم، وتصدر قطاع التجزئة الخسائر الأسبوعية.
تحول صيني
وانخفضت مؤشرات الأسهم الصينية في ختام تعاملات اليوم الجمعة، لتواصل هبوطها للجلسة الثانية على التوالي.
جاء ذلك مع ارتفاع قيمة اليوان رغم زيادة البنك المركزي متوسط سعر الصرف أمام الدولار قبل افتتاح السوق اليوم.
هبوط جماعي
وهبط هبط مؤشر "سي إس آي 300" بنسبة 0.54% ليصل إلى مستوى 3329 نقطة، ليسجل خسائر أسبوعية بنسبة 2.67%.
وزاد مؤشر "شنغهاي المركب" بنسبة 0.85% ليصل إلى مستوى 2929 نقطة، في حين انخفض مؤشر "شنتشن المركب" بنسبة 1.34% ليصل إلى مستوى 1773 نقطة.
وأغلق مؤشر "هانغ سنغ" منخفضاً بنسبة 0.66% وبواقع 110.65 نقاط، ليصل إلى مستوى 16535.33 نقطة.
اقرأ أيضًا- أسعار الشحن تشتعل.. أعلى مستوى بـ 14 شهراً
عائد السندات
واتسع الفارق بين عائد السندات الحكومية الصينية لأجل 10 سنوات ونظيرتها الأميركية بمقدار 24 نقطة أساس إلى 144 نقطة منذ 27 ديسمبر وحتى اليوم.
جاء ذلك في ظل تزايد توقعات المستثمرين بشأن التيسير المحتمل لإجراءات السياسة النقدية في كل من واشنطن وبكين.
بيانات اقتصادية
وعن مؤشر مديري المشتريات للنشاط غير التصنيعي داخل الصين لشهر ديسمبر، أوضحت البيانات الصادرة تباطؤ نمو المؤشر إلى 50.4 نقطة.
وجاءت البيانات أقل من توقعات الأسواق بقليل والتي أشارت لتسجيله نحو 50.5 نقطة، إلا أنها أفضل بقليل من القراءة السابقة لشهر نوفمبر الماضي والتي سجلت 50.2 نقطة.
وقال الرئيس الصيني شي جين بينغ، في خطاب مطلع الأسبوع: "مستعدون لتعزيز التعافي الاقتصادي خلال عام 2024 وتحقيق التنمية الاقتصادية على المدى الطويل بصورة مستقرة عبر إجراء إصلاحات سياسية واقتصادية أكثر كفاءة وفاعلية، جنبا إلى جنب مع الانفتاح الاقتصادي".