ويأتي ذلك وسط تدفق العديد من البيانات السلبية، بشأن تباطؤ النمو الاقتصادي في الاقتصادات الكبرى، وخاصة من الصين وأوروبا، والذي يعد أحد تداعيات السياسة المتشددة التي تنتهجها البنوك المركزية حول العالم.
ومع ترقب الأسواق لاجتماعات الفيدرالي الأميركي والمركزي الأوروبي هذا الشهر، دخلت أغلب الأصول في موجة من التراجعات خلال تعاملات اليوم.
وفي غضون ذلك يحوم مؤشر التقلب Cboe أو VIX أقل من متوسطه على المدى الطويل، بنحو 19نقطة في إشارة لاحتمال زيادة التقلبات وتراجع الأسهم.
وخلال هذه اللحظات من تعاملات اليوم الأربعاء ارتفع مؤشر CBOE Volatility Index بأكثر من 2%، وصولا إلى مستويات 14.28 نقطة.
وتعد المستويات الحالية لمؤشر التقلب في سوق الأسهم الأميركية هى الأعلى منذ نهاية أغسطس الماضي.
انخفضت العقود الآجلة لمؤشر داو جونز لأسهم الصناعة الكبرى بحوالي 70 نقطة إلى مستويات 34610 نقاط، بانخفاض 0.25%.
وتراجعت العقود الآجلة لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 الأوسع نطاقًا، بحوالي 10 نقاط إلى مستويات 4490 نقطة بتراجع 0.2%.
بينما تراجع مؤشر أسهم التكنولوجيا المجمع ناسداك بنسبة 0.3%، أو ما يعادل 50 نقطة إلى مستويات 15490 نقطة.
انخفض مؤشر يورستوكس 600 الأوسع نطاقًا في أوروبا 0.8% أو ما يعادل 3.5 نقطة نزولًا إلى مستويات 453 نقطة.
وتراجع مؤشر فوتسي إم اي بي الإيطالي بالوتيرة الأكبر اليوم، بنسبة 1.225 أو ما يعادل 350 نقطة إلى مستويات 28300 نقطة.
وانخفض مؤشر كاك 40 الفرنسي بحوالي 1% أو ما يعادل 70 نقطة نزولًا إلى مستويات 7185 نقطة.
بينما تراجع مؤشر فوتسي 100 البريطاني بحوالي 0.6% أو ما يعادل 45 نقطة إلى مستويات 7390 نقطة.
وانخفض مؤشر داكس الألماني الآن بحوالي 80 نقطة، أو ما يعادل 0.5% إلى مستويات 15960 نقطة.
وهبط مؤشر أيبكس الإسباني بنسبة 1% إلى مستويات 9299 نقطة، فاقدًا ما يقرب 100 نقطة.
وفي الوقت ذاته تراجعت الأصول الآمنة بقيادة الذهب، الذي يحوم قرب مستويات الدعم الرئيسة عند 1950 دولارا للأوقية.
وانخفضت العقود الآجلة تسليم ديسمبر بحوالي 0.1%، أو ما يعادل 1.5 دولار في الأوقية نزولًا إلى مستويات 1951 دولارا.
وفي غضون ذلك تحوم العقود الفورية للمعدن الأصفر قرب مستويات الأمس، بتراجع هامشي عند مستويات 1926 دولارا للأوقية.
ولم يفلت الدولار الذي يتداول قرب أعلى مستوياته في 10 أشهر من موجة التراجع العالمي، التي طالت الأصول والملاذات الآمنة إضافة إلى سوق الأسهم.
وانخفض مؤشر الدولار مقابل سلة من العملات الرئيسة خلال هذه اللحظات، من تعاملات اليوم الأربعاء بحوالي 0.2%، عند مستويات 104.6 نقطة.
وتزامنًا مع تراجع الدولار انخفض العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات، بحوالي 0.02 نقطة نزولًا إلى مستويات 4.24%.
وفي الوقت ذاته تراجع العائد على السندات قصيرة الأجل لستة أشهر، ولمدة عام إلى مستويات 5.539% و5.417% على التوالي.
وفي غضون ذلك تراجع النفط، رغم إعلان السعودية وروسيا عن تمديد خفض إنتاج وتصدير النفط أمس الثلاثاء، والذي أنعش أسعار النفط الذي نجح في تجاوز مستويات الـ90 للمرة الاولى منذ منتصف نوفمبر 22.
وينخفض سعر برميل خام برنت للعقود الآجلة تسليم نوفمبر دون الـ 90 دولارا متراجعا بنسبة 0.5% عند مستويات 89.6 دولار.
وفي الوقت ذاته ينخفض سعر برميل الخام الأميركي الخفيف نايمكس بنسبة 0.3% عند مستويات قرب الـ 86 دولارا للبرميل.
ورغم التراجع الطفيف اليوم يرى نائب الرئيس الأول لشركة ريستاد إنرجي الاستشارية، خورخي ليون، أن قرارا المملكة العربية السعودية وروسيا سيؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط في جميع أنحاء العالم.
ولفت ليون إلى أنه من الصعب التنبؤ بتأثير تخفيضات الإنتاج على مسار السياسة النقدية، بيد أنه على الأرجح سيقود البنوك المركزية إلى مزيد من التشديد، لمواجهة ارتفاع التضخم جراء زيادة أسعار الطاقة.
يرى المحلل الإستراتيجي في آي جي يب جون رونغ أن توجيهات الفيدرالي لصنع السياسات على أساس كل اجتماع على حدة، أبقت الرهانات على تشديد إضافي في نوفمبر .
ولفتت آي جي يب إلى أن القفزة في أسعار النفط لا توفر الكثير من الطمأنينة بشأن توقعات التضخم العالمي، وتعزز التوقعات ببقاء أسعار الفائدة مرتفعة فترة أطول.
وفي الوقت ذاته يرى كبير محللي السوق التجاريين في كيه سي إم تيم ووتر، أن الذهب سيظل تحت رحمة ما يحدث لعوائد سندات الخزانة الأميركية قبيل اجتماع الفيدرالي في سبتمبر.
وأصبحت أداة متابعة الفائدة الفيدرالية CME FedWatch تشير إلى أن الأسواق تسعر بنسبة 93% احتمال إبقاء بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، على أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماعه هذا الشهر.
وفي الوقت ذاته زادت توقعات الأسواق بشأن احتمال عدم رفع أسعار الفائدة لباقي العام الجاري، حيث أصبح أكثر من 60% من المشاركين يتوقعون تثبيت الفائدة.