وول ستريت
وول ستريتبورصة نيويورك - رويترز

أداء الأسهم في يناير يثير القلق.. هل يستمر التراجع في 2024؟

سجلت الأسهم بداية مخيبة للآمال في الأيام الأولى من عام 2024، في حين يأمل الأشخاص الذين يرون أن أداء الأسهم في شهر يناير هو مقياس لبقية العام في حدوث تحول بالأداء.

وتراجعت المؤشرات الرئيسية في أول جلستين بعد نهاية قوية لعام 2023، وانخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 1.4%، كما انخفض مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 0.7%.

وانخفض مؤشر ناسداك المركب بنسبة 2.8% وهي أسوأ بداية له منذ عام 2005، وقد عكست أسهم التكنولوجيا الكبرى التي عكست الارتفاع القياسي للمؤشرات الذي استمر حتى عام 2023 عن مساره، مما أثار قلق المستثمرين بشأنه متى وإلى أي مدى قد تنخفض أسعار الفائدة.

على سبيل المثال تراجعت أسهم شركة أبل بنسبة 4.3% في بداية العام، في حين انخفضت أسهم شركة تسلا بنسبة 4%، وانخفضت أسهم شركة إنفيديا بنسبة 3.9%.

وعلى الرغم من أن يومين من التداول السيئ قد لا يعني الكثير بالنسبة للمستثمرين على المدى الطويل، ولكن الكثير يفكرون بالفعل فيما إذا كانت عمليات البيع في أوائل العام تمثل نقطة ضعف أو بداية تراجع طويل الأمد، حيث نشر العديد من المستثمرين نظرية تقول أن أداء يناير سيحدد مصير الأسهم لبقية العام.  

وبالفعل صدقت هذه النظرية في العام الماضي، عندما قفزت المؤشرات الرئيسية في يناير الماضي بشكل مفاجئ واستمرت في تحقيق عوائد مرتفعة حتى نهاية العام.

وقال جو فيرارا، استراتيجي الاستثمار في  شركة Gateway Investment Advisers "في حال كان شهر يناير إيجابياً فهذا يعني أن المستثمرين يستثمرون الأموال في الأسواق ويخبرون الاحتياطي الفيدرالي والاقتصاد والشركات التي يستثمرون فيها أنهم يرون أن بإمكانهم النمو هذا العام".

وعادة ما يكون الشهر الأول من العام شهر قوياً وهي ظاهرة تعرف باسم تأثير يناير لأن المستثمرين يميلون إلى شراء أسهم جديدة بعد البيع بخسارة ضريبية في ديسمبر لتعويض مكاسب رأس المال المحققة.

وتشير نظرية أخرى إلى أن المستثمرين لديهم المزيد من الأموال النقدية لتوجيهها إلى الأسواق في شهر يناير بعد حصولهم على مكافآت نهاية العام.

وتاريخياً حقق مؤشر ستاندرد آند بورز 500 مكاسب بنسبة 1.2% في المتوسط في شهر يناير، وارتفع بأكثر من 60% في أغلب الأحيان وفقاً لبيانات سوق داو جونز التي يعود تاريخها إلى عام 1982، كما جنى مؤشر ناسداك المركب أفضل عوائده في شهر يناير حيث لطالما بلغ متوسط المكاسب نسبة 2.5% في 65% من الأحيان.

وعندما يرتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 في الشهر الأول من العام، يكون متوسط عائده للشهر المتبقي 9.2%، ويكون عائدة إيجابياً في 78% من جلسات التداول خلال العام، وبالمقابل عندما ينخفض في شهر يناير، ينخفض العائد لبقية العام إلى 2.1% وتكون الأشهر المتبقية إيجابية بنسبة 58% من جلسات التداول.

وأنهى مؤشر ستاندرد آند بورز 500 عام 2023 على سلسة مكاسب استمرت تسعة أسابيع بقيادة ضخ الاستثمارات في قطاع الذكاء الاصطناعي والرهان على أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيبدأ قريباً في خفض أسعار الفائدة.

وأدى ارتفاع الأسهم إلى ارتفاع أسعار الأصول من أسهم التكنولوجيا الكبرى والشركات الصغيرة وصولاً إلى الذهب.

وفي المقابل هناك مستثمرون يشعرون بالرضا تجاه أداء عام 2024، على سبيل المثال حدد الاستراتيجيون في بنك غولدمان ساكس سعراً مستهدفاً لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 بحلول نهاية العام عند 5100 نقطة، وهو ما يعني ضمنياً تحقيق عائد أعلى بنحو 8.4% عن المستويات الحالية.

مقياس يناير ليس وسيلة مؤكدة للتنبؤ بعوائد السوق وقد صدق هذا في عام 2023 و2022، ولكنه لم ينطبق في عام 2020 أو 2021، عندما انخفض المؤشر في يناير وارتفع خلال العام
مايكل كوجينو - المدير التنفيذي لصندوق الاستثمار Permanent Portfolio

وكان هذا التفاؤل مدفوعاً في الغالب بالآمال بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي سوف ينفذ هبوطاً سلساً في أسعار الفائدة، ويقول بعض المحللين إن بداية موسم الأرباح الأسبوع المقبل قد تخرج الأسهم من تراجعها في أوائل العام.

ويتوقع محللو وول ستريت أن تعلن الشركات المدرجة في مؤشر S&P 500 عن نمو في أرباحها بنسبة 1.3% للربع الرابع. وسيمثل ذلك الربع الثاني على التوالي من النمو بعد ثلاث فترات من الانخفاض، لكن التقديرات أقل من النمو البالغ 8.1% الذي توقعه المحللون في نهاية سبتمبر.

وفي الوقت نفسه، أظهر محضر اجتماع بنك الاحتياطي الفيدرالي يوم الأربعاء أن المسؤولين اعتقدوا أنهم ربما انتهوا من رفع أسعار الفائدة عندما قرروا الشهر الماضي إبقاءها ثابتة، لكنهم لم يظهروا نقاشًا هادفًا حول موعد البدء في خفضها.

وقال مايكل كوجينو، المدير التنفيذي لصندوق الاستثمار Permanent Portfolio، إنه لا يتطلع إلى زيادة تعرضه لسوق الأسهم لأن الأسهم باهظة الثمن.

ويتم تداول مؤشر ستاندرد آند بورز 500 عند 19.5 ضعف أرباحه المتوقعة خلال الأشهر الـ 12 المقبلة، وهو أعلى من متوسطه على مدى 10 سنوات البالغ 17.9. وقال كوجينو: "ربما تم تحميل بعض مكاسب عام 2024 مقدمًا في نهاية عام 2023، أو ربما كان عام 2023 بداية لسوق صاعدة أوسع ستتوسع".

وأضاف: وبطبيعة الحال، فإن مقياس يناير ليس وسيلة مؤكدة للتنبؤ بعوائد السوق وقد صدق هذا في عام 2023، عندما ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 في يناير واستمر في الارتفاع طوال العام، وفي عام 2022، عندما انخفض المؤشر في يناير وانخفض على مدار العام. لكنه لم ينطبق في عام 2020 أو 2021، عندما انخفض المؤشر في يناير وارتفع خلال العام".

وقال كولين وايت، مدير المحفظة والرئيس التنفيذي في شركة فيريكان كابيتال مانجمنت: "الشيء الذي ربما كان قد نجح عندما لم تكن المعلومات متاحة في الثلاثينيات والأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي، من غير المرجح أن ينجح في سوق اليوم".

وأضاف: "كما أنه ليس من غير المعتاد أن تتراجع الأسهم بعد عام حافل. بعد السنوات التي ارتفع فيها مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 20% أو أكثر".

وسجل المؤشر القياسي انخفاضًا بنسبة 0.1% في يناير، وفقًا لبيانات سوق داو جونز.

Related Stories

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com