الأسواق تتراجع وسط غموض بشأن السياسة التجارية الأميركية

تراجعت الأسهم في أوروبا وآسيا اليوم الجمعة، حيث بقي المستثمرون في حالة توتر بنهاية أسبوع تميز بالغموض حول السياسة التجارية الأميركية وارتفاع تكاليف الاقتراض عالمياً، رغم بدء تباطؤ الانخفاض الحاد في سوق السندات.

وانخفضت الأسهم الأوروبية 0.9% لتسجل خسائر أسبوعية بعد 10 أسابيع متتالية من المكاسب، حيث كانت أسهم شركات الرفاهية والتجزئة أكثر تأثيراً في هذا التراجع.

كما تراجع مؤشر «إم إس سي آي» الأوسع لأسواق الأسهم في منطقة آسيا - الباسيفيك (باستثناء اليابان) 0.6%، وهبط مؤشر «نيكاي» الياباني إلى أدنى مستوى له منذ ستة أشهر.

تحسن سوق السندات

من جهة أخرى، بدأ التراجع الحاد بأسواق السندات الحكومية في منطقة اليورو، الذي بدأ بعد خطط الإنفاق الكبيرة التي أعلنتها ألمانيا، في التخفيف.

وفقد عائد السندات القياسية لمدة 10 سنوات، التي تتحرك عكس أسعار السندات، 5 نقاط أساس إلى 2.84%، بعد أسوأ تراجع لسندات الباوند خلال يومين منذ السبعينات.

وفي السياق نفسه، يبدو أن اليورو، الذي استفاد من زيادة تكاليف الاقتراض في منطقة اليورو، بطريقه لتحقيق أفضل أسبوع له منذ 2009.

ترقب لتقرير الوظائف الأميركية 

تركزت الأنظار على تقرير الوظائف غير الزراعية في الولايات المتحدة، والذي من المتوقع أن يحدد اتجاهات أسواق العمل الأميركية، إضافة إلى خطاب  رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، الذي قد يقدم مزيداً من الوضوح حول السياسات المستقبلية لأسعار الفائدة في أكبر اقتصاد في العالم.

وول ستريت تتراجع 

شهدت «وول ستريت» هذا الأسبوع ضغوطاً بسبب تراجع توقعات النمو في الولايات المتحدة والغموض المحيط بالسياسات الجمركية للرئيس دونالد ترامب، حيث أكد مؤشر «ناسداك» يوم الخميس تراجعه في تصحيح منذ أعلى مستوى له في ديسمبر الماضي.

وأعلن ترامب أمس، عن تعليق الرسوم الجمركية بنسبة 25% التي فرضها هذا الأسبوع على معظم المنتجات القادمة من كندا والمكسيك، في آخر تطور ضمن سياسة تجارية غير مستقرة كانت قد هزت الأسواق في الفترة الماضية.

وأشار محللو «دويتشه بنك» إلى أن هذه مجرد تأجيل، وليست إعفاء دائماً، ومن المتوقع أيضاً أن تُعلن الرسوم المتبادلة بعد 2 أبريل، ما يترك الكثير من الغموض المستمر بشأن الرسوم الجمركية.

الاستثمار بالأصول الآمنة 

رغم بعض التعافي في العقود المستقبلية للأسهم الأميركية، التي ارتفعت العقود المستقبلية لـ «النيكساك» 0.3% و S&P 500 بنسبة 0.2%، كانت النظرة العامة تميل إلى التخلي عن المخاطرة.

وتراجعت العملات الصينية الآمنة 0.5%، في وقت أظهرت فيه بيانات الجمعة انخفاضاً غير متوقع في الاستيرادات الصينية خلال شهري يناير وفبراير، بينما فقدت الصادرات قوتها، بسبب تصاعد الضغوط الجمركية الأميركية التي ألقت بظلالها على تعافي ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

قال رئيس قسم الاقتصاد الصيني في شركة «كابيتال إيكونوميكس» للوساطة جوليان إيفانز-بريتشارد: «هذا التباطؤ يحدث قبل أن يكون للرسوم الجمركية تأثير كبير، وهو ما من المرجح أن يؤدي إلى انخفاض حاد في الشحنات إلى الولايات المتحدة قريباً».

العملات الآمنة في صعود

واصلت السندات الحكومية تراجعها في دول أخرى، حيث ارتفع عائد السندات اليابانية لمدة 10 سنوات بمقدار 1.5 نقطة أساس إلى 1.53%، وهو أعلى مستوى له منذ يونيو 2009.

كما تراجعت العملات عالية المخاطر مثل الدولار الأسترالي الذي انخفض 0.5% إلى 0.62995 دولار، في حين شهدت العملات الآمنة مثل الين الياباني والفرنك السويسري زيادة، حيث ارتفع الين 0.5% إلى 147.81 مقابل الدولار، في حين سجل الفرنك السويسري أعلى مستوى له خلال ثلاثة أشهر عند 0.88125 مقابل الدولار.

كما اقترب الذهب من تسجيل رقم قياسي جديد ليصل إلى 2922.75 دولار للأونصة.