وسط مخاوف من اندلاع حرب تجارية كبرى وتباطؤ في الاقتصاد الأكبر عالمياً، بسبب سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب التجارية، شهدت سوق الأسهم الأميركية موجة بيع حادة مساء أمس الاثنين، حيث تراجع المؤشران الرئيسان «ناسداك» و«ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 4% و2.70% على التوالي، ما أثار قلق المستثمرين.
4 تريليونات دولار من القيمة السوقية لمؤشر «ستاندرد آند بورز 500» تم محوها منذ ذروته في فبراير بتأثير موجة البيع، كما سجلت أسهم التكنولوجيا الأميركية أكبر خسائر يومية لها منذ سبتمبر من عام 2022.
لم تقتصر الخسائر على الأسهم فحسب، بل امتدت إلى فئات عدة من الأصول، بما في ذلك السندات الأميركية والعملات المشفرة والدولار الأميركي، حيث شهدت جميعها عمليات بيع مكثفة.
كما تراجعت أسعار السندات الأميركية، ما دفع العوائد إلى الارتفاع مع اندفاع المستثمرين نحو الأصول الآمنة وسط آفاق اقتصادية قاتمة.
تُعزى عمليات البيع الحادة في السوق الأميركية بشكل أساسي إلى المخاوف بشأن الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب وتداعياتها الاقتصادية.
ترامب أعلن عن سلسلة جديدة من الرسوم الجمركية ضد دول عدة، بما فيها كندا والمكسيك والصين، إضافة إلى رسوم انتقامية ضد الهند، ما زاد حالة عدم اليقين لدى الشركات والمستثمرين.
وتزايدت المخاوف من أن تؤدي سياسات ترامب التجارية إلى تباطؤ الاقتصاد الأميركي وارتفاع مخاطر الركود، فيما هوت أسهم «التكنولوجيا السبع الكبرى»، «ألفابت»، «أمازون»، «آبل»، «ميتا»، «مايكروسوفت»، «إنفيديا» و«تسلا» إلى المنطقة الحمراء أمس.
أما في ما يخص أسهم «تسلا» فقد أغلقت على انخفاض بنسبة 15.4% أمس الاثنين. وبعد الانتخابات الرئاسية الأميركية في نوفمبر، ارتفعت أسهمها، لكنها فقدت تقريبا 45% من قيمتها العام الجاري، ما أدى إلى محو مكاسبها منذ نوفمبر.
وتعرضت أسهم الشركة لضغوط هائلة في الأسابيع الأخيرة بسبب الاحتجاجات ضد الرئيس التنفيذي إيلون ماسك لدوره البارز في إدارة ترامب، بالإضافة إلى تراجع المبيعات في أوروبا.
أسهم «إنفيديا» تراجعت بدورها بنسبة 5%، بينما هبطت أسهم «بالانتير»، إحدى الشركات البارزة في مجال الذكاء الاصطناعي، بنسبة 10%.
أيضاً ارتفع مؤشر «VIX»، الذي يُعرف بمقياس الخوف في «وول ستريت»، إلى أعلى مستوى له هذا العام، في حين أظهر مؤشر «الخوف والطمع» الذي تصدره «سي إن إن» أن «الخوف الشديد» كان الشعور السائد في الأسواق خلال الأسبوعين الماضيين.
وتراجعت «بيتكوين» إلى نحو 78,000 دولار يوم الاثنين، وهو أدنى مستوى لها منذ نوفمبر، في ظل موجة بيع واسعة للأصول عالية المخاطر.
أكد البيت الأبيض أمس أن ترامب يستعد لإطلاق «نمو تاريخي» في ولايته الثانية. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض، كوش ديزاي، في بيان: «منذ انتخاب الرئيس ترامب، استجابت الشركات الكبرى لأجندة ترامب الاقتصادية القائمة على مبدأ (أميركا أولاً) من خلال استثمارات بمليارات الدولارات ستخلق آلاف الوظائف الجديدة. لقد حقق الرئيس ترامب نمواً قياسياً في الوظائف والأجور والاستثمارات خلال ولايته الأولى، وهو مستعد لتكرار ذلك في ولايته الثانية».
بعد الجلسة الحمراء في الولايات المتحدة، أغلق مؤشر «نيكاي 225» الياباني اليوم متراجعا بنسبة 1.4% ليصل إلى أدنى مستوى له منذ منتصف سبتمبر 2024، بينما انخفض مؤشر «توبكس» بنسبة 2%.
كما تراجع مؤشر «شنغهاي المركب» الصيني بنسبة 0.7% يوم الثلاثاء، بينما انخفض مؤشر «سي إس آي 300» بنسبة 0.8%.
أما مؤشر «هانغ سنغ» في هونغ كونغ، فقد سجل انخفاضا بنسبة 1%، في حين هبطت أسهم «علي بابا» المدرجة في هونغ كونغ بنسبة 1.3%. وظلت العقود الآجلة لمؤشر «نيفتى 50» مستقرة إلى حد كبير، بينما تراجع مؤشر «إس آند بي/إيه إس إكس 200» الأسترالي بنسبة 0.8%.
وفي جنوب شرق آسيا، انخفض مؤشر «PSEi المركب» الفلبيني بنسبة 2%، في حين تراجع مؤشر «ستريتس تايمز» السنغافوري بنسبة 1.7%.