سجلت أسعار النفط ارتفاعاً حاداً بلغ نحو 12%، صباح الجمعة، بعد الضربات الجوية التي شنتها إسرائيل على مواقع إيرانية، ما أثار مخاوف من تعطل الإمدادات في أسواق الطاقة العالمية. وتسببت الهجمات أيضاً في تراجع أسواق الأسهم الآسيوية، وارتفاع أسعار الذهب كأصل آمن.
بحلول الساعة 09:20 صباحاً بتوقيت غرينتش، قفز سعر خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بنسبة 5.7% إلى 71.86 دولاراً للبرميل، بعد أن بلغ في ذروة الارتفاع 77.62 دولاراً، بزيادة فاقت 12% خلال الجلسة الآسيوية. كما ارتفع خام برنت بحر الشمال بنسبة 5.5% إلى 73.20 دولاراً، بعدما سجّل مكاسب بلغت 11% تقريباً.
جاء هذا الارتفاع الكبير في الأسعار بعد تقارير عن غارات جوية إسرائيلية استهدفت عشرات المواقع العسكرية والنووية في إيران، أحد أكبر عشرة منتجين للنفط في العالم.
وقال ستيفن إينس من «إس بي آي لإدارة الأصول» لرويترز إن إعادة تسعير المخاطر الجيوسياسية بدأت للتو، مضيفاً أنه في حال اكتفت إيران برد محدود فقد تتنفس الأسواق الصعداء، لكن أي رد قوي من طهران قد يعيد رسم السيناريوهات الاقتصادية لبقية العام. وأضاف أن تصعيداً واسعاً ستكون له تداعيات عالمية كبيرة.
وكانت أسعار النفط قد لاقت دعماً أصلاً من التوترات المتصاعدة بين إيران والولايات المتحدة قبيل محادثات جديدة محتملة بشأن البرنامج النووي الإيراني.
وحذَّر أرني لوهمان راسموسن، من «غلوبال ريسك مانجمنت»، من أن السيناريو الأسوأ سيكون في حال أغلقت إيران مضيق هرمز، وهو ما قد يؤثر على ما يصل إلى 20% من إمدادات النفط العالمية.
وفي وقت سابق من الأسبوع، أصدرت وكالة الأمن البحري البريطانية (UKTMO) تحذيراً من ارتفاع المخاطر في الخليج العربي وخليج عُمان، لا سيما في مضيق هرمز. كما نبّه محللو «جيه بي مورغان» إلى أن أسوأ سيناريو في الشرق الأوسط قد يدفع بأسعار النفط إلى 130 دولاراً للبرميل.
من جهته، قال وارن باترسون من «آي إن جي غروب» إن السوق دخل مجدداً مرحلة من عدم اليقين الجيوسياسي، ما يدفعه لتسعير مخاطر أعلى نتيجة احتمالات تعطل الإمدادات.
قال المحلل في «سي إم سي ماركتس» يوشن ستانزل: «المستثمرون يواجهون الآن احتمال اندلاع حربين وصراع تجاري طويل الأمد، ما يدفعهم لإعادة تقييم المخاطر: الذهب يقفز، الأسهم تحت الضغط، والدولار يعاود الصعود».
وأضاف أن تطورات الرد الإيراني هي العامل الحاسم حالياً، إذ لا أحد يرغب في توسع النزاع في الشرق الأوسط، لكن مستوى الخطر ارتفع بشكل ملحوظ.
وبحلول الساعة 06:30 بتوقيت غرينتش، ارتفع الذهب بنسبة 1.17% إلى 3,425 دولاراً للأونصة، مدعوماً بالإقبال عليه كملاذ آمن. كما شهد الين الياباني والفرنك السويسري ارتفاعاً في الطلب، في حين تراجعت العملات المصنّفة أكثر خطورة.
واستقر الدولار مقابل الين عند 143.58 يناً، بعدما تراجع في وقت سابق خلال التداولات الآسيوية. أما «البيتكوين» فانخفض بنسبة 1.93% إلى 103,964 دولار، متأثراً هو الآخر بعزوف المستثمرين عن المخاطر.
تضررت أسواق الأسهم من التوترات المتصاعدة، خاصة في ظل الغموض المحيط بسياسات الرسوم الجمركية الأميركية. وفي بورصة طوكيو، تراجع مؤشر «نيكي» بنسبة 0.88% إلى 37,834.25 نقطة، بينما انخفض مؤشر «توبكس» الأوسع نطاقاً بنسبة 0.95% إلى 2,756.47 نقطة.
وسجلت بورصة سيول تراجعاً بنسبة 0.87%، فيما خسرت سيدني 0.21%، وتايبيه 0.96%. كما تراجعت المؤشرات الصينية: «هانغ سنغ» في هونغ كونغ بنسبة 0.84% إلى 23,833 نقطة، ومؤشر شنغهاي المركب 0.66%، ومؤشر شنتشن 1.12%.
على الرغم من الأجواء المتوترة، قفز سهم شركة الألعاب اليابانية «نكسون» بنسبة 8.36% في بورصة طوكيو، بعد تقارير من وكالة «بلومبرغ» أشارت إلى أن شركة الإنترنت الصينية العملاقة «تينسنت» تدرس الاستحواذ على الشركة، التي تبلغ قيمتها السوقية حالياً نحو 1.5 مليار دولار.