المعدن الأصفر يتلقى الدعم من تصاعد التوترات بين روسيا وأوكرانيا
واصلت أسعار الذهب ارتفاعاتها القوية لليوم الثالث على التوالي، لتستهل تعاملات اليوم الأربعاء على صعود كبير؛ إذ حررت المخاوف من اتساع رقعة الصراع بين روسيا وأوكرانيا المعدن النفيس من قبضة الدولار القوي الذي قفز إلى ذروة عامين، بعد فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، وهو ما انسحب على توقعات سعر الذهب اليوم.
فقدت أسعار الذهب أكثر من 200 دولار في الأونصة، بعدما أسفرت انتخابات في الولايات المتحدة عن عودة الرئيس السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض ضمن ولاية ثانية؛ ما عزز من صعود الدولار لسبع جلسات متتالية تعرضت خلالها أغلب الأصول لخسائر كبيرة.
ارتفع سعر الذهب في المعاملات الفورية بحدود 5 دولارات، أو ما يعادل 0.2% وصولا إلى مستويات 2636.97 دولاراً للأونصة بحلول الساعة 4:30 صباحاً بتوقيت غرينتش.
بينما ازداد سعر العقود الآجلة للذهب تسليم شهر ديسمبر المقبل بحوالي 10 دولارات أو ما يعادل 0.4%، وصولا إلى مستويات 2640 دولاراً للأونصة، وهو أعلى مستوى منذ 11 نوفمبر الحالي.
صعد الذهب بنهاية تعاملات أمس، في المعاملات الفورية 0.75% إلى 2631.78 دولاراً للأونصة، وصعدت العقود الآجلة 0.9% وصولاً إلى مستويات 2638.70 دولاراً للأونصة.
في مطلع الأسبوع قطع الذهب سلسلة من الخسائر دفعت بالأسعار إلى أدنى مستوياتها في أكثر من شهرين؛ إذ قفزت الأسعار بنحو 2.5% مع بدء تصاعد توترات الحرب الروسية الأوكرانية.
تحوم أسعار الذهب قرب أعلى مستوى في أكثر من أسبوع مع تزايد الطلب على الملاذ الآمن؛ بسبب التوتر المتزايد بين روسيا وأوكرانيا، وانصب التركيز أيضاً على المؤشرات حول مسار أسعار الفائدة الأميركية.
في الوقت ذاته ارتفعت أصول الملاذ الآمن بشكل حاد أمس بعد أن أعلنت روسيا عن تحديث عقيدتها النووية في تحذير لأعدائها المحتملين من أنه سيكون هناك رد حتمي لأي هجوم على البلاد أو حلفائها.
وخفف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاشتراطات المقيدة لشن ضربة نووية رداً على مجموعة واسعة من الهجمات التقليدية، وذلك بعدما قالت روسيا إن أميركا سمحت لأوكرانيا باستخدام أسلحتها لضرب عمق روسيا.
في الوقت ذاته توقف صعود الدولار الأميركي عن الصعود بعد أن سجل أعلى مستوى في نحو عامين الأسبوع الماضي؛ ما جعل الذهب أكثر جاذبية للمشترين الذين يحملون عملات أخرى، وعزز من الإقبال على شراء السبائك.
يرى المتداولون حالياً احتمالاً قدره 57% لخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في ديسمبر، مقابل احتمال قدره 58.9% صباح أمس، وفقاً لأداة تتبع الفائدة «فيد ووتش».
وقال رئيس بنك الاحتياطي في كانساس سيتي، جيفري شميد، أمس: «لا يزال من غير المؤكد إلى أي مدى يمكن أن تنخفض أسعار الفائدة، على الرغم من أن التخفيضات الأولية التي أجريناها تمثل تصويتاً بالثقة بأن التضخم يعود إلى المعدل المستهدف».
كما من المتوقع أن يلقي العديد من مسؤولي مجلس الاحتياطي «الفيدرالي» (البنك المركزي الأميركي) هذا الأسبوع الضوء على مسار خفض أسعار الفائدة الأميركية؛ ما يؤثر في حركة الدولار والذهب والأصول الأخرى المسعرة بالعملة الأميركية.
يأتي ذلك في الوقت الذي أثارت بيانات اقتصادية قوية حديثة والتعريفات الجمركية التي اقترحها الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب احتمالات بأن أسعار الفائدة قد تظل مرتفعة فترة أطول.