التوقعات تتراجع بشأن خفض الفائدة في اجتماع «الفيدرالي»
ارتفعت أسعار الذهب في التعاملات المبكرة اليوم الثلاثاء، بعدما أنهت تعاملات أمس على صعود كبير، لتقطع سلسلة من التراجعات التي دامت على مدار ست جلسات فقد المعدن الأصفر خلالها أكثر من 200 دولار من ذروته التاريخية.
قفزت أسعار المعدن الأصفر إلى أعلى مستوى في أسبوع، بدعم من تراجع الدولار الأميركي، بينما تنتظر السوق تعليقات من مسؤولي مجلس الاحتياطي «الفيدرالي» (البنك المركزي الأميركي) للحصول على إشارات بشأن مسار أسعار الفائدة الأميركية.
ارتفع سعر الذهب في المعاملات الفورية 0.5% وصولاً إلى مستويات قرب 2622 دولاراً للأونصة، وهو أعلى مستوى منذ 12 نوفمبر بحلول الساعة 4:00 صباحاً بتوقيت غرينتش، بفارق نحو 168دولاراً عن ذروتها التاريخية عند 2790 دولاراً.
بينما صعدت العقود الآجلة الأميركية للذهب تسليم شهر ديسمبر 0.5% أو ما يعادل 14 دولاراً للأونصة، وصولاً إلى مستويات قرب 2630 دولاراً للأونصة، بفارق 170 دولاراً عن ذروتها التاريخية عند 2801 دولار والتي لامستها في الأسبوع قبل الماضي.
وارتفع الذهب في المعاملات الفورية أمس، 2% إلى 2612 دولاراً للأونصة، مبتعداً بذلك عن أدنى مستوى في شهرين الذي سجله يوم الخميس، وارتفعت العقود الآجلة 1.7% إلى 2613.40 دولار.
تراجع الدولار الأميركي مع بدء جني الأرباح بعد الارتفاع الضخم الذي حققه الأسبوع الماضي، حيث يؤدي ضعف الدولار إلى انخفاض تكلفة الذهب بالنسبة للمشترين من حاملي العملات الأخرى.
بينما أثارت بيانات اقتصادية قوية حديثة مخاوف بشأن ما إذا كان البنك المركزي الأميركي سيواصل خفض أسعار الفائدة بعد تخفيضات بلغت 75 نقطة أساس منذ سبتمبر.
في الوقت ذاته تترقب الأسواق تعليقات العديد من مسؤولي البنك «الفيدرالي» الأميركي (7 أعضاء)، في محاولة لتحديد أي تغير في التوقعات بشأن اجتماع البنك المقرر في ديسمبر المقبل.
وتعززت ارتفاعات الذهب بعد أن مُني بخسائر في الجلسات الست السابقة، مدفوعاً بتجدد الطلب على استثمارات الملاذ الآمن بسبب عدم اليقين المتزايد إزاء الصراع بين روسيا وأوكرانيا.
يرى المتداولون حالياً فرصة قدرها 58.8% لخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في ديسمبر مقابل فرصة تبلغ 41.2% لإبقاء أسعار الفائدة دون تغيير.
كما شهدت توقعات المتداولين العديد من التقلبات بشأن توقع أسعار الفائدة، وهو ما انعكس على خسائر الذهب، الذي يعد استثماراً آمناً خلال الاضطرابات الاقتصادية والجيوسياسية، حيث سجل أكبر انخفاض أسبوعي في أكثر من ثلاث سنوات الأسبوع الماضي.
جاء التحول في التوقعات، بعد فوز ترامب في انتخابات الرئاسة الأميركية، إذ يُنظر إلى الرسوم الجمركية التي اقترحها الرئيس الأميركي المنتخب على أنها محركات محتملة للتضخم، وهو ما قد يدفع مجلس الاحتياطي «الفيدرالي» إلى إبطاء وتيرة خفض أسعار الفائدة.
ومن المتوقع على نطاق واسع أن يعلن مجلس االاحتياطي «الفيدرالي» خفضاً ثالثاً لأسعار الفائدة في ديسمبر، وذلك رغم أن أحدث البيانات الاقتصادية الأميركية أظهرت توقف التقدم في إعادة التضخم إلى النطاق المستهدف البالغ 2%.