logo
مقالات الرأي

تيك توك سيئ.. لكن وي تشات أسوأ

تيك توك سيئ.. لكن وي تشات أسوأ
تاريخ النشر:25 يناير 2023, 12:37 م

تعد وي تشات منصة الاتصالات الأكثر شعبية في العالم للناطقين باللغة الصينية، حيث تحتوي على 19 مليون مستخدم يوميًا في المتوسط.

حظر الكونغرس استخدام تيك توك على الأجهزة الحكومية مؤخراً، وتفيد التقارير أن إدارة بايدن تسعى إلى المضي قدمًا في ذلك، من خلال الحد من الوصول إلى بيانات المستخدم للتخفيف من مخاطر التطبيق. بالنظر إلى الحماس لمعالجة التهديدات النابعة عن تطبيق صيني، لماذا يتجاهلون وي تشات؟

أطلقت شركة تينسنت تطبيق وي تشات أول مرة عام 2011، وهو "تطبيق لكل شيء" في الصين. يستخدمه مليار شخص للرسائل النصية والمكالمات ومؤتمرات الفيديو ولعب ألعاب الفيديو والتسوق ودفع الفواتير وإرسال الأموال وقراءة الأخبار وأكثر من ذلك.

وفي الولايات المتحدة، يعدّ أهم مصدر للأخبار للطلاب الصينيين والمهاجرين والجيل الأول من الأميركيين الصينيين، نظرًا لأنه منتج تكنولوجي مقره الصين.

تعزيز الفهم الإيجابي للحياة في أميركا - وديمقراطيتها وحرياتها - يتحدى رواية الحزب الشيوعي الصيني عن الولايات المتحدة. حيث تحظر المشاركات التي تتناقض مع موقف الصين من التجارة أو كوفيد. وتستبعد العشرات من المقالات قبل نشرها، ويحذف الكثير منها بعد نشرها. كما تخضع التعليقات لرقابة مماثلة.

يرى الأميركيون الناطقون بالصينية محتوى يشير إلى أن الولايات المتحدة تعامل الشعب الصيني كمواطنين من الدرجة الثانية، وأن البيض يميزون دائمًا ضد الشعب الصيني، وأن الولايات المتحدة مجتمع يعاني من العنف المسلح، وأن شوارع أميركا كانت مليئة بالجثث أثناء الوباء. والهدف من ذلك قمع شغف الصينيين الأميركيين بالسياسة، وجعلهم يعتقدون أن النظام الأميركي ليس أفضل من الصيني.

حاولت إدارة ترامب حظر وي تشات من متاجر التطبيقات الأميركية في عام 2020، لأسباب تتعلق بالأمن القومي، لكنّ قاضيا فيدراليا أوقف الحظر. ألغت إدارة بايدن الأمر التنفيذي الذي أصدره الرئيس ترامب وأرسلت وي تشات إلى وزارة التجارة في عام 2021 للمراجعة، كما فعلت مع تيك توك.

حظرت العديد من الولايات، بما فيها جورجيا وماريلاند ونيو هامبشاير وفيرجينيا، مؤخرًا وي تشات وتيك توك من أجهزة حكومة الولاية، ولكن لم يكن هناك أي زخم ملموس لفرض قيود على وي تشات على المستوى الفيدرالي. من المحتمل أن تكون إدارة بايدن أكثر اهتمامًا بـ"تيك توك" بسبب شعبيته لدى الشباب الأميركي. وما يحدث على وي تشات - الذي يمكن القول إنه ضار بالديمقراطية الأميركية - مخفي بلغة لا يفهمها سوى عدد قليل من الناس في واشنطن، كما تفهمها وسائل الإعلام ومراكز الفكر.

إذا لم تتمكن تينسنت من ضمان المعايير الأميركية لحرية التعبير والخصوصية على وي تشات، وإذا بدا أن خوارزمياتها تواصل الترويج للمحتوى المعادي للولايات المتحدة أثناء فرض الرقابة على المشاركات، التي تنتقد الصين، فيجب على الولايات المتحدة حظر التطبيق.

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
تحميل تطبيق الهاتف
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC