logo
مقالات الرأي

بيل غيتس وجو مانشين يرقصان تانغو بضرائب الأميركيين

بيل غيتس وجو مانشين يرقصان تانغو بضرائب الأميركيين
تاريخ النشر:25 ديسمبر 2022, 10:02 م

أقنع بيل غيتس سناتور وست فرجينيا، جو مانشين بشأن الإنفاق الديمقراطي الهائل على المناخ هذا العام، بوصفه وسيلة لتوظيف عمال الفحم العاطلين عن العمل في بناء مفاعلات نووية متطورة. وقد علمنا الآن، ولو متأخرين، أن تلك المشاريع تعتمد على روسيا في الوقود وتكلف دافعي الضرائب أكثر من المبالغ المعلن عنها.

منحت وزارة الطاقة العام الماضي نحو 2 مليار دولار لتمويل مشروع "تجريبي" لمفاعل نووي متقدم في ولاية وايومنغ، طورته شركة "تيرا باور"، التي أسسها غيتس.

يروج البعض لتلك المفاعلات المتقدمة بمساحتها الأقل من التقليدية وإمكانية استخدامها نظريًا الوقود النووي الذي تعاد معالجته.

يفترض أن تكون مفاعلات "تيرا باور" قادرة أيضًا على زيادة وخفض الإمدادات لتتوازن مع إمدادات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح إلى الشبكة الكهربائية.

لكن تلك التكنولوجيا تتطلب دعمًا حكوميًا هائلاً لتصبح مجدية تجاريًا. حيث تتطلب المفاعلات سنوات عديدة لبنائها مقارنةً بمحطات الوقود المتجدد والوقود الأحفوري، بسبب متطلبات الترخيص والمراجعات البيئية الأكثر صرامة.

تخطط "تيرا باور" لإكمال مفاعل وايومنغ بحلول 2028 بافتراض عدم حدوث توقف، الذي يحدث غالبًا. لذلك لم يكن مفاجئًا كشف "تيرا باور" هذا الشهر عن تأخر الانتهاء من المشروع لعامين على الأقل. لكن السبب كان مثيراً للقلق وهو أن الشركة كانت تعتمد على روسيا لتزويدها بوقود اليورانيوم منخفض التخصيب عالي الجودة.

حيث قال الرئيس التنفيذي، كريس ليفيسك: "في فبراير 2022، تسبب الغزو الروسي لأوكرانيا في تعطل إمدادات المصدر التجاري الوحيد لوقود اليورانيوم منخفض التخصيب عالي الجودة لسلسلة توريد (تيرا باور)، وأطراف أخرى تعمل بالقطاع وأصبح واضحًا أن خيارات تصنيع وقود اليورانيوم منخفض التخصيب عالي الجودة محلياً وفي بلدان حليفة لن تصل إلى القدرة التجارية في الوقت المناسب".

أتبع ذلك عضو مجلس الشيوخ الجمهوري عن ولاية وايومنغ، جون باراسو، برسالة إلى وزيرة الطاقة جينيفر غرانهولم يسألها عن سبب عدم تحركها "لتسريع توفير وقود اليورانيوم منخفض التخصيب عالي الجودة تجاريًا".

ربما كان لدى وزيرة الطاقة أولويات أكثر أهمية لصندوق رأس المال الاستثماري السياسي التي منحها إياه الكونغرس.

لذلك بدأت "تيرا باور" هذا الشهر الضغط على الكونغرس للحصول على 2.1 مليار دولار أخرى لدعم تطوير وقود اليورانيوم منخفض التخصيب عالي الجودة. حيث يتم توجيه جزء من التمويل الشامل البالغ 1.8 مليار دولار للمشاريع النووية إلى وقود اليورانيوم منخفض التخصيب عالي الجودة.

كم ينبغي على دافعي الضرائب أن يدفعوا لتمويل استثمارات بيل غيتس؟

تضمن قانون الحد من التضخم إعفاءات ضريبية سخية للمفاعلات النووية المتقدمة، والإعانات الأكبر للمفاعلات التي تبنى في مواقع محطات الفحم السابقة مثل "تيرا باور" في وايومنغ. ولا عجب أن بيل غيتس ضغط من أجل مشروع القانون.

أفادت بلومبرغ هذا الصيف أن بيل غيتس أقنع مانشين لإعادة إحياء القانون، من خلال اقتراحه بإمكانية توظيف عمال محطات توليد الكهرباء المعتمدة على الفحم، الذين فقدوا وظائفهم بسبب التحول إلى الطاقة النظيفة، والعمل في بناء مفاعلات مثل "تيرا باور".

يُمثل مفاعل "تيرا باور" دليلًا جديداً على ما يحدث عندما تختار الحكومة الفائزين والخاسرين. هذه الإعانات باهظة التكلفة بالنسبة لدافعي الضرائب تشوه الاستثمار الخاص وقد تتسبب في إغفال المستثمرين مخاطر الأعمال.

بعد فترة وجيزة من تمرير قانون الحد من التضخم، قالت شركة "تيرا باور" إنها جمعت 750 مليون دولار من مستثمرين بقيادة بيل غيتس.

قد يكون مانشين وغيتس أكبر الفائزين من القانون. حيث أعلنت الخميس "فورم إنيرجي"، شركة شبكات التخزين الناشئة التي يدعمها غيتس، عن إنشاء مصنع بقيمة 760 مليون دولار في ويست فيرجينيا، سوف يحصل على تمويل بنحو 290 مليون دولار من الولاية وبنك الاحتياطي الفيدرالي، وسوف تصبح بطاريات المصنع مؤهلة أيضًا للحصول على إعفاءات ضريبية بموجب قانون الحد من التضخم.

تباهى مانشين بالقول: "الوظائف ذات الأجور الجيدة والفرص الاقتصادية الجديدة المتوقعة، هي بالضبط ما كنت أفكر فيه عندما تفاوضت على قانون الحد من التضخم".

كنا نظن أن صوته لصالح السماح بالإصلاح، الذي لم يحدث بعد. لكن تبين أن صوته قد باعه في سبيل رفاهية الشركات في ولايته. والآن ضرائبكم تذهب لبيل غيتس.

المصدر: وول ستريت جورنال

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
تحميل تطبيق الهاتف
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC