logo
مقالات الرأي

الاقتصاد الصيني لن يصل إلى الصدارة

الاقتصاد الصيني لن يصل إلى الصدارة
تاريخ النشر:22 ديسمبر 2022, 12:43 م

يعتقد الحزب الشيوعي الصيني الحاكم، أن الولايات المتحدة تنحدر، وأنهم "الصينيون" سوف يصبحون في صدارة الأمم، لكنهم مخطئون وفقاً لرأي المركز الياباني للبحوث الاقتصادية "JCER"، الذي يتوقع عدم تجاوز الاقتصاد الصيني نظيره الأميركي بحلول 2035.

يُصدر المركز الياباني للبحوث الاقتصادية، تقييمًا دوريًا لأحدث الاتجاهات في اقتصادات آسيا والمحيط الهادئ، وقد توقع مؤخرًا في 2021 تجاوز الناتج المحلي الإجمالي للصين، نظيره الأميركي بحلول 2029، لكن الأمر تغير، حيث يتوقع المركز اليوم احتفاظ الولايات المتحدة بتقدمها على الصين، وفقاً لتقديراته بتجاوز الناتج المحلي الإجمالي الأميركي 41 تريليون دولار في 2035، مع اقتراب الصين من 36 تريليون دولار.

ما السبب وراء ذلك؟ سياسات الرئيس "شي جين بينغ" وردود الفعل العالمية عليها.

ذكر الاقتصاديون بالمركز الياباني للبحوث الاقتصادية، في تقرير صدر الأسبوع الماضي: "تزامن نظام شي جين بينغ" وولايته الثالثة غير المسبوقة في الصين، وسياسة صفر- كوفيد، والخلاف الصيني الأميركي، الذي يمنع الوصول إلى التقنيات المتقدمة، حيث مثل ذلك عبئًا ثقيلًا على الاقتصاد الصيني".

ويتوقع خبراء الاقتصاد، انخفاض معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي في الصين، إلى 2% في ثلاثينيات القرن الحادي والعشرين، وربما أقل من ذلك، بافتراض استمرار حكم الرئيس "شي جين بينغ" لفترة رابعة تمتد لخمس سنوات حتى 2032، خاصة مع تراجع أعداد القوة العاملة الذي يعرقل النمو أيضًا.

يقول التقرير: "افترضنا أن العمالة ورأس المال وكافة مخرجات عوامل الإنتاج، سوف تتأثر سلبًا بسبب تشديد قيود تكنولوجيا المعلومات على الشركات الصينية، والمخاوف المتزايدة بشأن خطة الطوارئ الخاصة بتايوان، واستمرار سياسة صفر- كوفيد المعتدلة".

من الجدير بالذكر أن عددا كبيرا من تلك العوامل ذاتية، ما قد يُفاجئ الأميركيين بالاتجاهين اليمين واليسارالمعجبين بكفاءة الشيوعية، وأشار التقرير إلى أن "فك الارتباط" بالتكنولوجيا الغربية، يمثل رد فعل عنيفا ضد سرقة الملكية الفكرية، والتجسس والتصعيد السياسي، وهي السمات الغالبة في نظام "شي جين بينغ".

التاريخ لا يسير في خط مستقيم، ويمكن للشيوعيين تصحيح أخطائهم، خاصة فيما يتعلق بسياسة صفر- كوفيد، والسيطرة السياسية المتنامية على الشركات الخاصة. ولكن ذلك سوف يكون بمثابة تراجع كبير عن السنوات العشر، التي قضاها الرئيس "شي جين بينغ" في السلطة، ولا سيما السنوات الخمس الأخيرة.

لا يمنح تقرير المركز الياباني للبحوث الاقتصادية، سببًا للرضا عن الذات في الولايات المتحدة. لكنه يذكرنا أن الولايات المتحدة تحتفظ بنقاط قوة مهمة، ذات جذور عميقة مرتبطة بالابتكار الخاص، والمنافسة في سوق حرة.

ولا يمثل تقليد السياسة الصناعية الصينية والنزعة الحمائية، مساراً صحيحاً للاحتفاظ بالصدارة، لكنه فقط أن نكون صادقين مع أنفسنا.

المصدر: وول ستريت جورنال

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
تحميل تطبيق الهاتف
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC