logo
مقالات الرأي

الألمان يعيدون التفكير بشأن السيارات الكهربائية

الألمان يعيدون التفكير بشأن السيارات الكهربائية
تاريخ النشر:10 فبراير 2023, 10:31 م

يمثل الحياد الكربوني في ألمانيا عقيدة راسخة، لكن للإيمان حدود، ما يبدو واضحاً في التراجع الواضح لمبيعات السيارات الكهربائية مع سحب برلين الإعانات المكلفة.

في يناير، تراجعت مبيعات السيارات الكهربائية 13.2% على أساس سنوي، وفقاً لتقارير هيئة المواصلات الألمانية، كما انخفضت مبيعات السيارات الهجينة 6.2%. في المقابل، زادت مبيعات السيارات الجديدة التي تعمل بالبنزين بنسبة 3.5%، بينما تراجعت مبيعات السيارات التي تعمل بالديزل بنسبة طفيفة تبلغ 1.2%.

يرجع السبب الرئيسي للتراجع لإنهاء برلين دعم السيارات الكهربائية والهجينة مع بداية العام، حتى ديسمبر الماضي، وصل الدعم إلى 9000 يورو مقسمة بين مستهلك ومنتج السيارات الكهربائية، التي تقل أسعارها عن 40 ألف يورو، ودعم للسيارات الهجينة في نفس السعر بنحو 6750 يورو.

تخلت برلين عن دعم السيارات الهجينة بالكامل، وخفضت دعم السيارات الكهربائية التي تقل أسعارها عن 40 ألف يورو إلى 4500 يورو، كما يُتوقع مزيد من التخفيضات في الدعم والسيارات المؤهلة خلال العام المقبل.

ترى برلين أن خفض الدعم يتزامن مع زيادة الاعتماد على السيارات الكهربائية والهجينة، ما يعكس ارتباط المستهلكين بالسيارات الكهربائية، وأن السوق وصل مرحلة النضج ولم يعد يتطلب الحصول على دعم من دافعي الضرائب. رغم ذلك، يبدو أن الإعانات لاتزال مؤثرة بشكل كبير.

أحد أسباب الانخفاض الحاد بمبيعات يناير، يتمثل في زخم مشتريات السيارات الكهربائية والهجينة بنهاية العام الماضي، وسط إسراع المشترين للاستفادة من الإعانات في آخر أيامها.

يغيب التفاؤل عن شركات صناعة السيارات، بشأن عودة زخم الطلب هذا العام، حيث تُقدر جمعية صناعة السيارات انخفاض مبيعات السيارات الكهربائية والهجينة 8% هذا العام على أساس سنوي، وتركز الانخفاض في السيارات الهجينة (من المتوقع انخفاض المبيعات 20%)، التي لم تعد تتلقى دعما دافعي الضرائب.

أصبح العام الحالي بمثابة اختبار للطلب على السيارات الكهربائية، في الدولة التي تؤمن بأهمية مكافحة تغير المناخ. فقد استخدم السياسيون في الغرب الإعانات، لزيادة مبيعات السيارات الكهربائية، بغض النظر عن كون سياساتهم صديقة للبيئة مثل تصريحاتهم.

السيارات صديقة البيئة تعتمد في عملها على شبكات الكهرباء فقط للتزود بالوقود، وذلك في الوقت الذي رفضت فيه برلين الاعتماد على الطاقة النووية، ما يعني حرق ألمانيا مزيدا من الفحم لتعويض وقف واردات الغاز الطبيعي من روسيا، كما أن هناك تكلفة بيئية لتعدين الكوبالت والنحاس والليثيوم، المستخدمة في السيارات الكهربائية والبطاريات.

إذا أراد المستهلكون شراء سيارات كهربائية، عليهم القيام بذلك، لكن ماذا عن إقبال الناس عليها إذا احتاجوا دعماً لشرائها؟

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
تحميل تطبيق الهاتف
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC