انطلقت أعمال القمة الأفريقية حول السيادة الغذائية، الأربعاء، في العاصمة السنغالية داكار، وسط آمال عريضة بتأنين القارة من الجوع عبر تعاون المشاركين في مشاريع زيادة الانتاج الزراعي.
ومع هذا التفاؤل يضع الخبير في الشؤون الأفريقية محمد عز الدين شروطا لتحقيق هذه الطموحات، واضعا على رأسها في حديثه لموقع "إرم الاقتصادية" إرادة المجتمعين في القمة لإنجازها على أرض الواقع.
ويتضمن برنامج القمة التي يرأسها الرئيس السنغالي الرئيس الدوري للاتحاد الأفريقي ماكي صال، موائد مستديرة، وجلسات عامة رفيعة المستوى، وأخرى لإعداد ميثاق لتوفير منتجات غذائية وزراعية، بحضور ممثلي العديد من الحكومات، والقطاع الخاص، والمنظمات متعددة الأطراف والمنظمات غير الحكومية.
شروط النجاح
الدعوة لقمة حول الغذاء وتوفيره، وعمل بروتوكول زراعي بين الدول الأفريقية لمناهضة نقصه عالميا وأفريقيا، ليست وليدة اللحظة بالنسبة للسنغال التي تترأس الاتحاد الأفريقي حاليا، بحسب محمد عز الدين.
ويوضح أن القمة تأتي تفعيلا لمناطق التجارة الحرة القارية التي استهلتها عام 2022 بافتتاح منطقة التجارة الحرة في غرب أفريقيا، وكان لابد من إجراءات لتفعيل مناطق التجارة الحرة والأمن الغذائي؛ للخروج بقارة قوية تؤمن غذائها ولديها ميثاق للتبادل التجاري عالميا دون الرضوخ لتبعية المستعمر القديم.
وحول إمكانية تحقيق هذه الطموحات، يقول الخبير في الشؤون الأفريقية إنه ممكن جدا إذا ما خلصت النوايا واجتمع الأفارقة في مجال الزراعة، وأن تخرج القمة بقرارات صارمة حول إقامة تكتلات زراعية مثل مناطق التجارة الحرة، واستثمار أفضل المناطق الزراعية بشكل جماعي، وتكامل الجهود بين الدول.
تحالف عالمي
جاء في بيان مجموعة البنك الأفريقي للتنمية أن القمة المنظمة تحت شعار: "إطعام أفريقيا: السيادة الغذائية والمرونة"، تسعى إلى "تعبئة الموارد الحكومية وشركاء التنمية والقطاع الخاص، من أجل تسخير الإمكانات الغذائية والزراعية لأفريقيا، وتحويل المناشدة إلى إجراءات ملموسة".
ونقل البيان عن رئيس مجموعة البنك أكينوومي أديسينا، دعوته إلى "تحالف عالمي للجهود في جميع أنحاء أفريقيا، لإطلاق إمكاناتها الزراعية الهائلة كي تصبح وجهة عالمية لمواجهة النقص المتزايد في الإمدادات الغذائية في العالم".
وحسب توقعات البنك فإن إزالة الحواجز التي تعترض سبيل التنمية الزراعية في أفريقيا والاستثمارات الجديدة، ستؤدي لزيادة الإنتاج الزراعي للقارة من 280 مليار دولار سنويا إلى تريليون دولار بحلول عام 2030.
سلة غذاء العالم
عن حال الزراعة الآن في القارة، يقول البنك الأفريقي للتنمية، إنه رغم وجود 65% من الأراضي الصالحة للزراعة في أفريقيا، فإن القارة تستورد أكثر من 100 مليون طن من الأغذية بتكلفة 75 مليار دولار سنويا.
في نفس الوقت، فإن القارة لديها القدرة على إطعام نفسها والمساهمة في توفير الطعام للعالم إن أحسنت استغلال ما تملكه؛ إذ تقدر مساحات السافانا الشاسعة فيها بـ 400 مليون هكتار، ولكن يزرع منها 10% فقط (أي 40 مليون هكتار)، وفق أرقام البنك.
ويمكن الاستفادة من ثروة أراضيها الزراعية كذلك بدعم البنية التحتية، والنظم الزراعية الذكية مناخيا، مع استثمارات القطاع الخاص، كما يرصد البنك، مضيفا أن تحقيق القضاء على الجوع يتطلب إنفاق ما بين 28.5 مليار دولار و36.6 مليار دولار سنويا.
ويتفاءل البنك الأفريقي للتنمية بأن الإرادة السياسية القوية لرؤساء الدول الأفريقية، وتوافر المنصات لتقديم التقنيات الزراعية الذكية مناخيا لملايين المزارعين، والنجاحات المذهلة لبعض البلدان في تحقيق الاكتفاء الذاتي في محاصيل مختارة في فترة قصيرة جدا، كلها تظهر أن أفريقيا يمكن أن تحقق أهداف القضاء على الجوع.
ويعاني 828 مليون شخص على مستوى العالم يمن الجوع، منهم 249 مليون شخص في أفريقيا، ووفقا لمنظمة الأمم المتحدة.