منذ خمس سنوات، كانت سوق أجهزة الكمبيوتر العالمية تُظهر علامات انكماش، ثم جاءت جائحة فيروس كوفيد 19 وأعادت أجهزة الكمبيوتر الشخصية وألواح ماك إلى الواجهة. لكن بيانات جديدة من مايكروسوفت تشير إلى أن سوق أجهزة الكمبيوتر استأنفت انخفاضها المطرد.
تركز سوق أجهزة الكمبيوتر اليوم على الأعمال والحكومات أكثر من أي وقت مضى، خاصةً مع تسابق المؤسسات الكبيرة لاستبدال الأجهزة القديمة التي تعمل بنظام ويندوز 10 قبل تاريخ انتهاء الدعم الذي أصبح رسمياً الآن بعد أقل من عام. في غضون ذلك، اختفى سوق أجهزة الكمبيوتر الاستهلاكية تقريباً، باستثناء فئتين، هما عشاق الألعاب والمهنيون أصحاب الدخل المرتفع الذين ما زالوا بحاجة إلى الإمكانيات الفريدة التي يوفرها الكمبيوتر الشخصي.
لكن مع اندلاع جائحة كوفيد 19 العالمية، استعادت سوق أجهزة الكمبيوتر الشخصية أهميتها فجأةً، لتشهد نشاطاً متزايداً لبضع سنوات إضافية لم تكن في الحسبان.
تتباهى مايكروسوفت دائماً بعدد أجهزة ويندوز النشطة شهرياً؛ ففي تقريرها السنوي لعام 2022، تباهت الشركة بأنه يوجد الآن أكثر من 1.4 مليار جهاز نشط شهرياً يعمل بنظام ويندوز 10 أو ويندوز 11. أما في عام 2025، فقالت الشركة إنه يوجد 1.3 مليار.
وعندما تنشر مايكروسوفت رقماً كهذا، فهو ليس مجرد تخمين، بل معلومات جوهرية. والفارق بين الرقمين يعني أن 100 مليون جهاز كمبيوتر يعمل بنظام ويندوز قد اختفى في السنوات الثلاث والنصف الماضية. وهذا يدل على أن نظام ويندوز فقد بالفعل جزءاً كبيراً من قاعدته خلال السنوات الثلاث الماضية، فقد توقف المستهلكون عن استخدام أجهزة الكمبيوتر القديمة وانتقلوا إلى الأجهزة المحمولة أو اللوحية، فالعائلات التي ربما كانت تمتلك جهازين أو ثلاثة أجهزة كمبيوتر تتشارك الآن جهازاً واحداً.
يقول الخبراء إنه عندما يحين تاريخ انتهاء دعم ويندوز 10 في 14 أكتوبر 2025، سيحفز ذلك موجة جديدة من مبيعات استبدال أجهزة الكمبيوتر. مع ذلك، فمن المرجح أن يُقرر المستهلكون أنهم لا يحتاجون إلى جهاز كمبيوتر جديد على الإطلاق. وربما بحلول هذا الوقت من العام المقبل، سيعود عدد أجهزة ويندوز النشطة شهريًا إلى أقل من مليار جهاز.
لسد الفجوة، عملت مايكروسوفت جاهدةً في السنوات الأخيرة على تنويع أعمالها. واليوم، تُحقق وحدة إكس بوكس إيرادات تُقارب إيرادات ويندوز، علماً أن كلا القطاعين يمثلان جزءاً ضئيلاً مما تجمعه الشركة من تراخيص أزور ومايكروسوفت 365 للمؤسسات.