logo
تكنولوجيا

الذكاء الاصطناعي يسهل توظيف المواهب لكن ينسخ السير الذاتية

الذكاء الاصطناعي يسهل توظيف المواهب لكن ينسخ السير الذاتية
تاريخ النشر:7 أغسطس 2023, 12:16 م
سيغير الذكاء الاصطناعي التوليدي سوق الوظائف، وخاصة مجال مهام المسوقين اليومية، ومن المحتمل أيضاً أن يحدث انقلاباً في عمل وكالات التوظيف، التي تبحث عن الأشخاص لملء هذه الوظائف.
ويمكن للتكنولوجيا، من ناحية، أن تساعد العلامات التجارية ووكالات الإعلان، على تتبع عمليات البحث عن الوظائف بشكل أكثر كفاءة، كما يقول القائمون على عمليات التوظيف، بينما من ناحية أخرى، ستجعل فرز السير الذاتية أكثر صعوبة - لأن العديد من هذه السير الذاتية ستكون نفسها من منتجات الذكاء الاصطناعي .

ولأكثر من عقدين من الزمن، استخدم مشغلو التوظيف ما يسمى بالذكاء الاصطناعي للتعلم الآلي، بشكل أساسي في شكل برنامج يستخدم توصيفاً وظيفياً لتصفية مجموعات المتقدمين تلقائياً. ومع ذلك، فإن ظهور الذكاء الاصطناعي التوليدي سيزيد من قدرتهم على العثور على أفضل المرشحين لوظيفة معينة، كما يقول المسؤولون عن التوظيف.

وقالت شانون مورمان ، مسؤولة المواهب في شركة الإعلانات القابضة WPP: "أقوم بهذا العمل منذ وقت طويل، وربما يكون هذا هو الشيء الأكثر أهمية الذي رأيته والذي سيغير التوظيف".

وقالت مورمان إن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون مفيداً بشكل خاص لمؤسسات التسويق، والتي غالباً ما تجري عمليات بحث معقدة، مصممة للتكهن بالأداء المستقبلي للمرشحين بقدر خبرتهم المباشرة.

ويكمن الاستخدام الفوري لأدوات مثل "شات جي بي تي" و"بارد" المملوك لغوغل، في أتمتة أجزاء من المهام المتكررة مثل كتابة رسائل مباشرة إلى المرشحين، وإنشاء مخططات تفصيلية لقوائم الوظائف. وفي كلتا الحالتين، يمكن عندئذٍ تصميم المحتوى الذي يتم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي من قبل البشر، ليصف بشكل أفضل نوع الأدوار ذات التخصص العالي، والتي تركز على التكنولوجيا والتي يبحث عنها المسوقون بشكل متزايد.

وفي هذا الصدد قال زاك كانفيلد، الشريك المساعد ومسؤول المواهب في وكالة الإعلانات Goodby Silverstein & Partners، إن "شات جي بي تي" "يقدم لك 40% من المخطط التفصيلي، ومن هناك يتعين عليك القيام بالباقي".

وقال كانفيلد إن مكاسب الكفاءة الناتجة عن الذكاء الاصطناعي التوليدي، أتاحت مزيداً من الوقت للوكالة للعثور على المبدعين واستهدافهم، مثل أولئك الذين لديهم خبرة في الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي والتقنيات ذات الصلة.

وكثيراً ما يلاحق المسوقون المرشحين حول العالم، لأدوار إبداعية واجتذابهم لشغل مناصب عليا. وبالنسبة لهم، يمكن للذكاء الاصطناعي التوليدي تلخيص المستندات القانونية المعقدة المطلوبة في قانون الهجرة الأميركي، وكذلك مساعدة جهات التوظيف على التواصل بسلاسة مع هؤلاء المرشحين.

وقال ساشا مارتينز، رئيس شركة التوظيف الإبداعية Sasha the Mensch: "مع المرشحين، إنه طريق ذو اتجاهين. في بعض الأحيان، تكون لغتي الإسبانية أقوى من لغتي الإنجليزية، لذلك أعتقد أن الذكاء الاصطناعي يمنح بعض الراحة والمصداقية ويبني علاقة في كلا الاتجاهين"، وتستخدم شركته غالباً تطبيق "بارد" وأدوات الذكاء الاصطناعي الأخرى، مثل المترجم DeepL، من أجل اللغة العامية المحلية عند التوظيف خارج الولايات المتحدة.

تسهيل الأعمال

ومع ذلك، قد يكمن الاستخدام الأفضل للذكاء الاصطناعي التوليدي لمسؤولي التوظيف، في قدرته على تبسيط العمليات مثل إنشاء ما يسمى بالسلاسل المنطقية Boolean strings، والتي هي سلسلة من المطالبات تستخدم أدوات محددة مثل "إذا، ثم، و" لاستهداف المرشحين بدقة أكبر، بحسب ما قالت مورمان.

وأضافت مورمان إنه في الماضي، ربما كان القائمون على التوظيف في شركة WPP، قد أمضوا ساعات في كتابة مئات السلاسل من أجل البحث، على سبيل المثال، عن مطوري البرامج في منطقة خليج سان فرانسيسكو، ممن لديهم خبرة في لغة ترميز جافا سكريبت. والآن، أتم الذكاء الاصطناعي التوليدي الكثير من تلك العمليات تلقائياً، مما أدى إلى إظهار المرشحين الذين يتناسبون مع أهداف وكلاء التوظيف، وفي بعض الأحيان تقترح كلمات رئيسية أكثر دقة لم يطلبها القائمون بالتوظيف صراحة.

وقالت مورمان إن مسؤولي التوظيف يمكنهم أيضاً استخدام الذكاء الاصطناعي، لانتزاع مجموعة معينة من الكلمات الرئيسية من وصف وظيفي حالي، باستخدام هذه المصطلحات لتحسين نتائج البحث.

وأضافت مورمان إنه عند دمجها مع أدوات التعلم الآلي مثل RentalEZ، يمكن للذكاء الاصطناعي التوليدي إجراء عملية بحث موسعة لتشمل مجمعات أشمل عبر الإنترنت مثل "ريديت" Reddit ومنتديات المطورين ومجموعات الخريجين للكليات والجامعات وغيرها وبالتالي زيادة المرشحين المستهدفين.

وقالت مورمان: "أحد الأشياء التي تثيرني بشأن الذكاء الاصطناعي هو أنه في الواقع سيفتح الباب أمام مجموعات متنوعة من المواهب التي لم نكن لولاه لنعلم بها".

وعند استخدامه بشكل صحيح، يمكن للذكاء الاصطناعي التوليدي أيضاً تقليل حالات التحيز، على سبيل المثال، المساعدة في تحديد أنواع المصطلحات ذات الميول الذكورية في الوصف الوظيفي، الذي قد يثني النساء عن التقدم، على حد قولها. وقد تكون القدرة على انتقاء هذه الأنواع من الإشارات، مفيدة لمؤسسات التسويق، التي غالباً ما تكافح لتحقيق أهداف التوظيف المتنوعة الخاصة بها.

وقال كانفيلد إن مسؤولي التوظيف الذين يعتمدون في بحثهم على جودة عمل المرشحين - بدلاً من خبراتهم التقنية - قد يجدون أيضاً أن الذكاء الاصطناعي ذو قيمة لأغراض البحث. وإذا أراد Goodby Silverstein & Partners استهداف العقول، التي تقف وراء حملات العلامات التجارية للسيارات الأكثر شهرة في السنوات الأخيرة، على سبيل المثال، يمكن لشركات التوظيف استخدام مطالبات "شات جي بي تي"، لتجميع قوائم أكثر شمولاً للأعمال، التي ظهرت في عروض جوائز الصناعة، بما في ذلك الذين تم نسيانهم أو لم ينتبه لهم أحد من قبل.

وقال كانفيلد: "لم يغير الذكاء الاصطناعي سير عملي، لكنه غيّر قدرتي على التعامل مع أنواع الأشخاص، الذين أرغب في السعي وراءهم بشكل أفضل".

الدقة ليست مضمونة بعد

قال بريان هانكوك، الشريك في ماكينزي، إن أكبر عائق أمام التوظيف السريع للذكاء الاصطناعي، لا يزال يتمثل في ميله إلى إنتاج معلومات زائفة.

وقال هانكوك: "ربما يبتدع شيئاً ما عن مرشح معين، عندما تقوم بتحضير خلفية عنه، أو عندما تستعد لمقابلة معه".

فعندما طلب هانكوك من أداة ذكاء اصطناعي تلخيص سيرته الذاتية، على سبيل المثال، أخبرته أنه تخرج من كلية كورنيل للعلاقات الصناعية والعمل. بينما في الواقع، هو التحق بجامعة فيرجينيا.

وقال ديفيد جيه شوينمان، الشريك في شركة التوظيف CPS ومؤسس قسم التسويق: "لم يتبن العديد من مسؤولي التوظيف التنفيذيين الذكاء الاصطناعي بالكامل بعد، لكنهم يواجهون ضغوطاً من المنافسين، بالإضافة إلى عدد متزايد من البائعين المتحمسين لبيع منتجاتهم ذات الصلة".

وأضاف أنه من المفارقات أن كل هذه الأتمتة تعني أن القائمين على التوظيف قلقون، بشأن الأمن الوظيفي الذي يشعر به بالفعل بعض محترفي التسويق، وهذا القلق يعكس الخوف من ظهور منتديات ومنصات العمل عبر الإنترنت، مثل "لينكد إن" قبل عقدين من الزمن.

وقال إن هذه المخاوف لا أساس لها على الأرجح، لأن التوظيف يعتمد في النهاية على التفاعل بين البشر. وقال إنه مع ازدياد شعبية الذكاء الاصطناعي، فإن ميزاته التنافسية سوف تتلاشى، لأن انتشار عبارات مثل "مدعوم بالذكاء الاصطناعي" يجعلهم جميعاً بلا معنى، على حد قوله.

وأدى وصول المرشحين للوظائف إلى مجموعة أدوات الذكاء الاصطناعي، إلى زيادة تعقيد العملية بالنسبة إلى مسؤولي التوظيف، مما زاد من الحاجة إلى الاهتمام البشري الوثيق في نقاط معينة.

وتم تصميم بعض أدوات الذكاء الاصطناعي، مثل تلك التي تم إصدارها من "لينكد إن" هذا العام، خصيصاً لمساعدة المتقدمين على ملء ملفاتهم الشخصية. ويقول جون روثينبرغ، مدير تطوير الأعمال في Global Recruiters Network، وهي شركة تربط المرشحين للوظائف بشركات في مختلف الصناعات، إن شعبيتها تعني أن وكلاء التوظيف يواجهون الآن بحراً من السير الذاتية المتشابهة، مليئة بجميع الكلمات الرئيسية الأكثر شهرة.

وقال روتنبورغ: "يصبح كل مرشح فجأة كاتباً جيداً". "إنهم يقدمون أنفسهم كلاعبين من الدرجة الأولى، لكنهم لاعبون من الدرجة الثانية أو من الدرجة الثالثة".

وقال: "إنه إزعاج أكثر بكثير بالنسبة إلى مسؤولي التوظيف لدينا".

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
تحميل تطبيق الهاتف
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC