تقارير
تقاريراجتماع دول الاتحاد الأوروبي

الانقسام يضرب أوروبا بسبب الذكاء الاصطناعي

رغم تمرير اتفاق مبدئي حول القواعد العامة، لا يزال الاتفاق النهائي حول تنظيم قواعد الذكاء الإصطناعي في أوروبا محل جدال عميق وصاخب بين 27 دولة اوروبية.

وفي غضون ذلك تتعثر الجهود التي بذلتها أوروبا منذ سنوات لوضع حواجز حماية للذكاء الاصطناعي بسبب الظهور الأخير لأنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدي مثل ChatGPT من شركة OpenAI، والتي أثارت المخاوف بشأن المخاطر التي تفرضها.

وقد دفعت هذه المخاوف الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والصين والتحالفات العالمية مثل مجموعة السبعة إلى السباق لتنظيم التكنولوجيا سريعة التطور.

اجتماع لدول الاتحاد الأوروبي
اجتماع لدول الاتحاد الأوروبيرو
أين وصلت؟

توصلت دول الاتحاد الأوروبي والمشرعون إلى اتفاق بشأن القواعد الناظمة لأنظمة وبرامج الذكاء الاصطناعي.

جاء ذلك بعد مناقشات استمرت 20 ساعة، تمهيدًا لإقرار القانون الأول من نوعه في ظل تصاعد المخاوف من انتشار التطبيقات التي تعتمد على التكنولوجيا الوليدة.

وهناك اتفاق أولى يقدم بعض التمهيد لموافقة نهائة على القانون من جانب دول الاتحاد الأوروبي.

وفي الساعات القليلة الماضية، قام مفوض السوق الداخلية للكتلة، تييري بريتون، بالتغريد بشأن تقدم المفاوضات.

اتفاق مبدئي

وفي الوقت الذي يقضي فيه المشرعون في الاتحاد الأوروبي أكثر من 20 ساعة من التفاوض في محاولة ماراثونية للتوصل إلى اتفاق حول كيفية تنظيم الذكاء الاصطناعي، تم التوصل إلى اتفاق أولي حول كيفية التعامل مع عنصر واحد - قواعد النماذج التأسيسية / الذكاء الاصطناعي للأغراض العامة (GPAIs) - وتم الاتفاق عليه، وفقًا لاقتراح تم تسريبه.

وتضمن الاتفاق المبدئي استخدام الذكاء الاصطناعي في المراقبة البيومترية أو المصادقة البيومترية لأغراض الأمن القومي والدفاع والأغراض العسكرية.

وتعد المصادقة البيومترية عملية أمنية تعتمد على السمات البيولوجية مثل بصمات الأصابع وقزحية العين والأصوات وميزات الوجه بالإضافة الى شكل الأذن للتحقق من هوية الأشخاص.

هناك اتفاق أولى يقدم بعض التمهيد لموافقة نهائة على القانون من جانب دول الاتحاد الأوروبي
تييري بريتون
عقبة في الطريق

يريد المشرعون في الاتحاد الأوروبي حظر استخدام الذكاء الاصطناعي في المراقبة البيومترية، في حين تريد الحكومات استثناءً لأغراض الأمن القومي والدفاع والأغراض العسكرية.

وقد قدمت حكومات الاتحاد الأوروبي تنازلات على أمل الحصول على دعم نهائي من المشرعين لتتمكن من استخدام الذكاء الاصطناعي في المراقبة البيومترية.

إذا تم الاتفاق بشكل نهائي على هذه النقطة، فإن قانون الذكاء الاصطناعي الأول من نوعه في الاتحاد الأوروبي، والذي اقترحته المفوضية الأوروبية قبل عامين، يمكن أن يكون بمثابة معيار للدول التي تسعى إلى بديل للنهج الخفيف الذي تتبناه الولايات المتحدة والقواعد المؤقتة التي أقرتها الصين.

وسيتعين بعد ذلك الوصول إلى اتفاق نهائي قبل وضع التشريع موضع التنفيذ، ما قد يمهد الطريق نحو أن يصبح قانونًا قبل الانتخابات البرلمانية الأوروبية في يونيو.

الذكاء الإصطناعي
الذكاء الإصطناعيمنصة إكس
المحادثات جارية

ولا تزال المحادثات جارية لحل العديد من العناصر الأخرى المتنازع عليها في الملف، ولا يزال هناك الكثير من القضايا الحساسة للغاية المطروحة على الطاولة (مثل المراقبة البيومترية لأغراض إنفاذ القانون).

وبدون الاتفاق على جميع المكونات، لن يكون هناك اتفاق لتأمين القانون، وبالتالي فإن مصير قانون الذكاء الاصطناعي يظل معلقًا.

اقرأ أيضًا- كارفور تتعهد بالتخلص من مليار كيلوغرام من الكربون
تعثر محتمل

ودفعت طفرة الذكاء الاصطناعي الحكومات في جميع أنحاء العالم إلى التدافع لتنظيم التكنولوجيا الناشئة، ولكنها زادت أيضا من خطر تقويض مساعي الاتحاد الأوروبي للموافقة على أول قواعد شاملة للذكاء الاصطناعي في العالم.

وقد تم الترحيب بقانون الذكاء الاصطناعي الذي أصدرته الكتلة المكونة من 27 دولة، باعتباره كتاب قواعد رائدًا.

ولكن مع نفاد الوقت، من غير المؤكد ما إذا كانت فروع حكومة الاتحاد الأوروبي الثلاثة قادرة على التوصل إلى اتفاق فيما يأمل المسؤولون أن تكون جولة أخيرة من المحادثات المغلقة.

العودة للرف

وستبدأ اجتماع اليوم الثاني، اليوم الجمعة، لمناقشة قانون الذكاء الاصطناعي لكن المفوضية الأوروبية تبدو مصممة على أنها ستكون المواجهة النهائية بين المجلس الأوروبي والبرلمان بشأن هذا الملف المتنازع عليه.

وإذا لم يحدث اتافق اليوم فهناك خطر إعادة التنظيم إلى الأدراج مع اقتراب انتخابات الاتحاد الأوروبي وتعيينات المفوضية الجديدة في العام المقبل.

لليوم الثاني

المحادثات "النهائية" للاتحاد الأوروبي لإصلاح قواعد الذكاء الاصطناعي ستستمر لليوم الثاني - لكن الاتفاق على النماذج التأسيسية مطروح على الطاولة.

في الأسابيع الأخيرة، كانت هناك حملة منسقة، بقيادة شركة ميسترال الفرنسية الناشئة للذكاء الاصطناعي، من أجل اقتطاع تنظيمي كامل للنماذج التأسيسية/GPAIs.

لكن يبدو أن المشرعين في الاتحاد الأوروبي قاوموا التوجه الكامل من قبل جماعات الضغط الصناعية حيث يحتفظ الاقتراح ببعض التحفظات لتنظيم أنظمة الذكاء الاصطناعي المتقدمة التي اقترحها البرلمان في وقت سابق من هذا العام.

ومع ذلك، هناك استثناء جزئي من بعض الالتزامات الخاصة بأنظمة GPAI التي يتم توفيرها بموجب تراخيص مجانية مع بعض الاستثناءات، بما في ذلك النماذج "عالية المخاطر".

محل جدل

وتعد أنظمة الذكاء الاصطناعي المتقدمة مفتوحة المصدر، محل جدل عميق وسبب في انقسام دول التحالف الاوروبي

ووفقًا لتقارير دولية فإن الاستثناء مفتوح المصدر مقيد بالنشر التجاري و هناك فرصة لتطبيق القانون على شركة ميسترال الفرنسية. 

اقرأ أيضًا- موديز تُعدل تصنيف عُمان وتُغير النظرة المستقبلية

Related Stories

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com