وول ستريت
وول ستريتهواتف آيفون 15، Getty

بين أميركا والصين.. أبل تواجه عاماً مليئاً بالتحديات

تواجه شركة أبل عاماً قاتماً، حيث تكافح أكبر أعمالها، في الوقت الذي تحاول فيه الحكومة الفيدرالية، تفكيك النظام البيئي المغلق للشركة، فيما يتعلق بمتجر التطبيقات الخاص بها، وفي حالة منفصلة، تواجه المدفوعات المربحة التي تحصل عليها شركة أبل من نظيرتها غوغل كل عام، لجعل محرك البحث الشهير هو محرك البحث الافتراضي، على الأجهزة المحمولة بما في ذلك آيفون، تحديات كثيرة.

إلى جانب ما سبق، تخسر أبل أيضاً مكانتها في الصين، وهي السوق التي كانت تمثل تاريخياً حوالي 19% من إيراداتها السنوية، حيث أصدرت ثلاث شركات لأبحاث السوق مؤخراً، تقارير تظهر أن أبل تعاني من انخفاض حاد في مبيعات آيفون في الصين، والسبب في الغالب هو عودة شركة "هواوي تكنولوجيز".

وتقدر شركة "كاونتربوينت" أن مبيعات وحدة الهواتف الذكية من "هواوي" قفزت بنسبة 70% على أساس سنوي في ربع مارس، بينما انخفضت مبيعات أبل بنسبة 19%. وقدرت "مؤسسة البيانات الدولية" (IDC) انخفاضاً طفيفاً، بنسبة 7% لشركة أبل، على الرغم من أنها تقدر أيضاً من أن مبيعات وحدات "هواوي" زادت بأكثر من الضعف في نفس الإطار الزمني.

عادةً ما تنعكس مثل هذه الأخبار بشكل سلبي على أداء سهم أبل، قبل تقرير الربع المالي الثاني، المقرر صدوره بعد ظهر الخميس. لكن الأسهم في حالة من الفوضى بالفعل، حيث انخفضت بنحو 12% هذا العام. وهذا هو أسوأ أداء على الإطلاق بين شركات التكنولوجيا العملاقة، التي تقدر قيمتها بأكثر من تريليون دولار.

سجلت شركات "مايكروسوفت" و"أمازون" و"إنفيديا" و"ميتابلاتفورمز" و"ألفابت" الشركة الأم لـ"غوغل"، مكاسب متوسطة بلغت 23% لهذا العام. والجدير بالذكر أن هذا الانخفاض قد أدى إلى ارتفاع أرباح "أبل" الآجلة بحوالي 25 ضعفاً، وهو ما يتماشى مع متوسطها لمدة خمس سنوات، وانخفض بأكثر من 16% عن الصيف الماضي، عندما ساعد الزخم حول سماعة الواقع المختلط (Vision Pro) الخاصة بالشركة في دفع أرباحها 30 ضعفاً.

وساعد التقييم المنخفض في جذب الاهتمام بالفعل، حيث رفع توني ساكوناغي، محلل برنشتاين، تقييم أسهم شركة أبل إلى تصنيف شراء صباح يوم الاثنين، مشيراً إلى أن السهم "انخفض تصنيفه بشكل كبير وسط مبيعات ضعيفة لهاتف آيفون 15، ومخاوف من تعرض أعمال أبل في الصين للضعف". وساعد ذلك في ارتفاع أسهم شركة أبل بنسبة 3.7% في التعاملات الصباحية.

ومع ذلك، فإن الضعف النسبي للسهم هذا العام من شأنه أن يساعد في تخفيف أي رد فعل سلبي، على ما يُتوقع أن يكون تقريراً ضعيفاً. ويتوقع المحللون أن تنخفض إيرادات آيفون بنسبة 10% على أساس سنوي، وهو أسوأ انخفاض لوحدة الأعمال الرئيسية، هذه منذ أكثر من ثلاث سنوات.

ومن المتوقع أن تظهر الإيرادات من جميع قطاعات أجهزة أبل، انخفاضاً على أساس سنوي خلال هذه الفترة، وهي المرة الأولى التي يحدث فيها ذلك منذ عقد على الأقل. ومن المتوقع أن ترتفع إيرادات الخدمات بنسبة 11% على أساس سنوي. الآمال متواضعة بالنسبة لتوقعات الشركة أيضاً، ويتوقع المحللون أن يرتفع إجمالي إيرادات أبل بنسبة أقل من 2% على أساس سنوي في ربع يونيو.

سيكون التحدي الأكبر الذي تواجهه شركة أبل على المدى القريب هو إحجامها منذ فترة طويلة عن الحديث عن إطلاق أي منتج جديد. أعطت الشركة تلميحات قوية حول اهتمامها بالذكاء الاصطناعي التوليدي، ولكن لا يزال من غير الواضح ما إذا كان ذلك سيظهر في أنواع جديدة من البرامج والخدمات، أو في هاتف آيفون مزود بتقنية الذكاء الاصطناعي.

ومن المتوقع على نطاق واسع أن تطرح شركة أبل المزيد من رؤيتها للذكاء الاصطناعي، في مؤتمر المطورين الخاص بها في يونيو. وتركز شركات التكنولوجيا الكبرى الأخرى بشكل أكبر على خدمات الذكاء الاصطناعي التوليدية، لكن نموذج أعمال أبل، الذي يهيمن علي الأجهزة يعني أن الذكاء الاصطناعي الموجود على الجهاز يمكن أن يكون له تأثير أكبر على المبيعات.

وكتب ساكوناغي، في مذكرة حديثة للعملاء: "إذا شهدت شركة أبل زيادة بنسبة 15% في الإيرادات، وذلك تماشياً مع هواتف آيفون OLED، فسيكون ذلك بمثابة زيادة في الإيرادات بقيمة 30 مليار دولار".

هيمنت أبل منذ فترة طويلة على الفئة المتميزة في سوق تعد ناضجة لحد الآن، حيث يحتفظ المستخدمون بأجهزتهم لفترات أطول. وتقود عائلة آيفون 15 الحالية الدورة الثالثة على التوالي من ضعف المبيعات، ويتوقع المحللون انخفاضاً بنسبة 1% في مبيعات آيفون العالمية للعام المالي الحالي، بعد انخفاض بنسبة 4% العام الماضي، وزيادة بنسبة 1% فقط في السنة المالية 2022، وفقاً لتقديرات من (Visible Alpha).

Related Stories

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com