
كشفت النتائج المالية للشركات التكنولوجية عام 2022 عن تعرض أكبر الشركات في القطاع عالميًا لخسائر فادحة بفعل اضطرابات السوق، بسبب الحرب الروسية الأوكرانية فضلًا عن إغلاقات الصين لمنع تفشي الوباء، وتعطل سلاسل الإنتاج، في ظل معدلات التضخم المرتفعة وهبوط القدرة الشرائية لشريحة كبيرة من عملاء تلك الشركات.
تصدرت الشركات الأميركية المراكز الأولى من حيث التراجع، إذ سجلت الشركة الأم لفيسبوك، ميتا، الخسارة الأكبر فقد شهدت تراجعًا في القيمة السوقية بنحو 65.9%، وتليها شركة إنتل بنحو 50%، ثم الشركة الأم لغوغل، ألفابيت بنحو 40.8%. ثم شركات التكنولجيا الآسيوية، الشركة التايوانية لصناعة الرقائق الإلكترونية (TSMC)، وسامسونغ بنسبة 34.2% و33.6%، على التوالي، بحسب تقرير لفوربس الشرق الأوسط.
وفيما يلي أكبر خمس شركات في القطاع التكنولوجي تراجعًا في القيمة السوقية خلال عام 2022:
1. ميتا
انخفضت القيمة السوقية لشركة ميتا الأميركية، الشركة الأم لفيسبوك، بنحو 65.9% خلال عام 2022 من 314.6 مليار دولار في أخر ديسمبر 2021 إلى 921.9 مليار دولار بنهاية 2022 وهو أكبر انخفاض بين شركات التكنولوجيا الخمس الكبرى.
أدى توجه ميتا إلى تقنية الميتافيرس منذ أكتوبر 2021، إلى خسائر تشغيلية ضخمة من خلال وحدة "Reality Labs" التي تقود جهود الشركة للواقع الافتراضي والميتافيرس، بلغت 13.7 مليار دولار العام الماضي، مقارنة بخسارة 10.2 مليار دولار في 2021.
ونتيجة لذلك، تخلت ميتا عن حوالي 11 ألف موظف، أي 13% من قوتها العاملة، في نوفمبر 2022، ومددت سياسة تجميد التوظيف خلال الربع الأول لعام 2023 لخفض التكاليف.
وفي ظل انخفاض إيرادات الإعلانات عبر المواقع المختلفة للشركة خلال 2022 إلى 113.6 مليار دولار، مقابل 115 مليار دولار عام 2021، تواجه الشركة منافسة من قِبل تطبيقات مثل تيك توك الذي استحوذ على ضعف الحصة السوقية لأنشطة مقاطع الفيديو القصيرة خلال العام.
2. إنتل
شهدت القيمة السوقية لشركة إنتل الأميركية تراجعًا بنسبة 50% في 2022 من 209.7 مليار دولار بنهاية ديسمبر عام 2021، إلى 104.8 مليار دولار بنهاية ديسمبر عام 2022، بسبب التضخم وإعادة فتح المكاتب والمدارس، ما أدى إلى تقليل الإنفاق على أجهزة الكمبيوتر المحمول مقارنة بفترة الإغلاق المرتبطة بالوباء.
فقدت إنتل، في عام 2021 موقعها باعتبارها صانع الرقائق الأول في العالم من حيث الإيرادات لأول مرة منذ عام 2018 لصالح منافستها سامسونغ، بحسب بيانات شركة Gartner، ولن تكون استعادة الصدارة سهلة.
تراجعت إيرادات الشركة بنسبة 20% خلال عام 2022 لتسجل 63.1 مليار دولار، مقابل 79 مليار دولار في 2021. كما هبط صافي أرباح الشركة بنسبة 59.6% إلى 8 مليارات دولار، مقابل 19.9 مليار دولار في 2021.
أجرت الشركة تخفيضات كبيرة على أجور الموظفين والمديرين التنفيذيين، ستتراوح بموجبها التخفيضات من 5% من الراتب الأساسي للموظفين من المستوى المتوسط إلى 25% للرئيس التنفيذي بات جيلسنغر، بالإضافة إلى تخفيض رواتب نواب الرؤساء التنفيذيين وكبار التنفيذيين بنسبة 10% إلى 15% على التوالي، في حين لن يتم تخفيض رواتب القوة العاملة في المناصب الأخرى في الشركة، وفقًا لوكالة رويترز.
3. ألفابيت
بنهاية ديسمبرعام 2022 سجلت القيمة السوقية للشركة الأميركية 1.1 تريليون دولار إذ شهدت خسارة بنحو 40.8% أو 800 مليون دولار، مقارنة بالقيمة السوقية بنهاية ديسمبر عام 2021.
انخفضت عائدات الإعلانات على منصتها يوتيوب بنسبة 7.8% لتصل إلى 7.9 مليار دولار في الربع الأخير من 2022، مقارنة مع 8.6 مليار دولار عام 2021.
تركز الشركة في الوقت الحالي على مجموعة واضحة من المنتجات وأولويات الأعمال، بما في ذلك تحسينات البحث والخدمات السحابية المدعومة بالذكاء الصناعي، كما تركز على الاستثمار طويل الأجل والاستجابة للظروف الاقتصادية الراهنة، حسبما قال الرئيس التنفيذي للشركة، سوندار بيتشاي.
أعلنت ألفابيت في يناير 2023، أنها ستسرح 6% من قوتها العاملة، أو ما يعادل 12 ألف شخص في جميع المناطق والشركات، وسط مخاوف الركود وضعف الطلب.
4. شركة (TSMC)
سجلت الشركة التايوانية لصناعة الرقائق الإلكترونية (TSMC)، تراجعًا بنحو 34.2% في قيمتها السوقية خلال العام الماضي، لتسجل 378.7 مليار دولار بنهاية عام 2022، مقارنة مع 575.9 مليار دولار بنهاية عام 2021.
وعلى الرغم من ذلك، ارتفعت إيرادات شركة TSMC أحد أكبر مصنعي الرقائق الإلكترونية في العالم في 2022 بنسبة 42.6%، لتصل إلى 75.9 مليار دولار مقارنة بعام 2021، وارتفعت أرباح الشركة في الربع الأخير إلى 19.9 مليار دولار مقابل 14 مليار دولار خلال الربع ذاته من عام 2021، مدفوعة بالمبيعات القوية لشرائحها المتقدمة رغم الركود في مجال صناعة الرقائق.
توقعت TSMC أن تتأثر أعمالها بشكل أكبر في العام الجاري، حيث سيستمر ضعف الطلب في السوق النهائية في ظل تراجع الاقتصاد الكلي بشكل عام، وأن تسجل إيرادات الربع الأول نحو 16.7 مليار دولار و17.5 مليار دولار.
5. سامسونغ
فقدت سامسونغ التي تتخذ من كوريا الجنوبية مقرًا لها ما يقرب من 33.6% من قيمتها السوقية العام الماضي، وسجلت القيمة السوقية للشركة 293.9 مليار دولار بنهاية ديسمبر 2022، مقابل 442.5 مليار دولار بنهاية ديسمبر 2021.
تراجعت الأرباح التشغيلية للشركة بنسبة 16% خلال العام الماضي، مسجلة 34.2 مليار دولار، مقابل 40.7 مليار دولار في عام 2021 بسبب تدهور بيئة الأعمال وضعف الطلب وسط تباطؤ اقتصادي عالمي.
كما هبطت الإيرادات بنسبة 8% إلى 55.5 مليار دولار خلال الربع الأخير من 2022، وكذلك الأرباح التشغيلية إلى 3.4 مليار دولار مقابل 10.9 مليار دولار خلال الربع نفسه من عام 2021.
أشارت سامسونغ إلى أن الانخفاض الحاد في الطلب على منتجاتها من الرقائق الإلكترونية سببه ضعف الإقبال على الهواتف الذكية خلال العام، ولجوء التجار للتخلص من مخزوناتهم بدلًا من الطلبات الجديدة.