أعرب الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي»، سام ألتمان، عن قلقه المتزايد بشأن تأثير التكنولوجيا على الأطفال، مشيراً إلى أن مصدر القلق الأكبر ليس الذكاء الاصطناعي، بل شبكات التواصل الاجتماعي.
في مقابلة حديثة مع البودكاستر ثيو فون، تحدث ألتمان عن التأثيرات النفسية الضارة التي قد تُحدثها المنصات الاجتماعية الإدمانية على الأطفال، لا سيما تلك التي تعتمد على مقاطع الفيديو القصيرة، والتي قال إنها قد تؤثر بشكل عميق على نمو أدمغتهم.
بحسب ما أورد موقع «بيزنس إنسايدر»، فإن ممثلي «أوبن إيه آي» لم يردوا على طلب للتعليق بشأن تصريحات ألتمان.
فيما يتعلق بمستقبل الأطفال في ظل تطور الذكاء الاصطناعي، أبدى ألتمان اطمئنانه إلى قدرة الجيل الأصغر على التكيّف، مشيراً إلى أن القلق الحقيقي يكمن في كيفية تعامل الجيل الأكبر سناً مع هذا التحول.
وقال «عندما ننظر إلى التاريخ، نجد أن الأجيال التي نشأت مع التكنولوجيا الجديدة كانت دائماً الأسرع في التعلّم والتكيّف... هم دائماً يكتشفون كيف يتعاملون مع التقنيات الحديثة ويجدون وظائف جديدة تتماشى معها».
أضاف «لكن عندما تكون في الخمسين من عمرك وتضطر لتعلّم طريقة جديدة تماماً للعمل، لا يكون الأمر سهلاً دائماً».
ورغم ثقته بمرونة الجيل الشاب، أقرّ ألتمان بأن الذكاء الاصطناعي قد يكون له تأثير ملحوظ على قراراتهم.
ففي فعالية للبنك الاحتياطي الفيدرالي أُقيمت الثلاثاء، أشار إلى أن بعض الشباب باتوا يعتمدون بشكل مفرط على أدوات مثل «تشات جي بي تي» في اتخاذ قراراتهم.
وقال ألتمان «حتى لو كانت نصائح «تشات جي بي تي» أفضل من أي معالج بشري، فإن فكرة أن نقرر جماعياً أن نحيا حياتنا وفقاً لما يقوله لنا الذكاء الاصطناعي تبدو فكرة سيئة وخطيرة».
تتوافق تحذيرات ألتمان مع ما ذكره البروفيسور جوناثان هايدت من كلية «ستيرن» لإدارة الأعمال بجامعة نيويورك، والذي قال في تصريح لـ«بيزنس إنسايدر» في يناير الماضي، إن تطبيقات التواصل الاجتماعي تلحق أضراراً جسيمة بالأطفال في العالم الغربي.
أضاف هايدت «قد يكون تآكل قدرة التركيز البشري حول العالم أكثر تكلفة على البشرية من أزمة الصحة النفسية واضطراباتها»، بحسب هايدت، مؤلف كتاب «الجيل القَلِق»، الذي ناقش فيه كيف أثرت الهواتف الذكية ومنصات التواصل على الصحة العقلية والانتباه لدى الشباب.