ورغم استقرار معدلات البطالة في سويسرا، إلا أن البيانات كشفت عن تراجع الاحتياطي الأجنبي لدى المركزي السويسري، وفي مكان ليس ببعيد أظهرت الأرقام ارتفاع عجز الميزان التجاري في فرنسا.
وصدرت أمس الخميس بيانات أوروبية وإن جاءت سلبية في ظاهرها إلا أنها إيجابية للمركزي الأوروبي، حيث انكمشت مبيعات التجزئة وأسعار المنتجين بقوة بأكثر من توقعات الأسواق، وفي الوقت ذاته كشفت بيانات مؤشر مديري المشتريات الصادرة عن ستاندرد آند بورز غلوبال عن تحسن نسبي في قطاع الخدمات وإن استمر دون مستويات الحياد.
منطقة اليورو لن تنمو بالقدر المتوقع سابقا، ولكن من المتوقع أن تنتعش اقتصادات المنطقة في عام 2024، علما بأن النمو الأضعف لا يعني الركودالمركزي الأوروبي
وبعد عاصفة من البيانات الألمانية القاتمة، أمس الخميس، صدرت منذ قليل بيانات إيجابية عن مكتب الإحصاء الألماني والتي كشفت عن ارتفاع غير متوقع لطلبات المصانع الألمانية.
وارتفعت طلبيات المصانع الألمانية (شهريا) (أغسطس) 3.9% بأعلى من التوقعات بارتفاع 1.8% ومقابل الانكماش الحاد في يوليو الماضي بنسبة -11.3%.
وفي فرنسا، تراجع إجمالي الأصول الاحتياطية الفرنسية (سبتمبر) إلى 214.351 مليار يورو مقابل 215.995 مليار يورو في أغسطس الماضي.
وارتفع عجز الميزان التجاري الفرنسي (أغسطس) إلى 8.2 مليار يورو مقابل عجز 8.1 مليار يورو في يوليو ومقابل توقعات بتسجيل عجز بقيمة 8.9 مليار يورو.
وانخفضت الصادرات الفرنسية إلى 50.8 مليار يورو في أغسطس مقابل 52.6 مليار يورو في يوليو ، تزامنًا وتراجع الواردات إلى 59 مليار يورو مقابل 60.7 مليار يورو في يوليو.
وفي سويسرا، استقر معدل البطالة (غير المعدلة موسمياً) (سبتمبر) عند 2%، وكذلك استقر معدل البطالة (المعدلة موسمياً) (سبتمبر) عند 2.1%.
وفي الوقت ذاته، تراجع احتياطي النقد الأجنبي في سويسرا من 694 مليار دولار إلى 678.4 مليار دولار بنهاية سبتمبر الماضي.
المؤشرات الاقتصادية الأخيرة تشير إلى مزيد من الضعف في النشاط الاقتصادي بمنطقة اليورو للربع السنوي الثالثكريستين لاغارد
وانكمشت الصادرات الألمانية وفقًا لبيانات مكتب الإحصاء الألماني بنسبة -1.2% بأكثر من التوقعات بانكماش 0.4%، ومقابل انكماش فعلي بنسبة -1.9% في يوليو الماضي.
وفي غضون ذلك، انخفضت الواردات الألمانية على أساس شهري خلال أغسطس بنسبة -0.4% مقابل توقعات بارتفاع 0.5% ومقابل انكماش فعلي في يوليو بنسبة -1.3%.
وانخفض فائض الميزان التجاري في أغسطس إلى 16.6 مليار يورو مقابل توقعات بتسجيل 15مليار يورو وأقل من الفائض المسجل في يوليو بقيمة 17.7 مليار يورو.
ولا يزال مؤشر مديري مشتريات قطاع الإنشاءات الصادر عن IHS S&P Global في منطقة الانكماش حيث هبط إلى مستويات 39.3 نقطة مقابل 41.5 في أغسطس الماضي.
وصدرت بيانات جديدة عن مكتب الإحصاء الأوروبي يورستات والتي جاءت جميعها سلبية في إشارة قوية إلى تضرر اقتصادات المنطقة الكبرى بسياسة رفع أسعار الفائدة.
وكشفت البيانات عن انكماش حاد في بيانات أكبر 4 اقتصادات في منطقة اليورو ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا، تزامنًا وانكماش قطاع الإنشاء في المملكة المتحدة إضافة إلى هبوط حاد بالإنفاق العقاري.
وكشفت بيانات مكتب الإحصاء الأوروبي عن معاناة قطاع الإنشاء في منطقة اليورو حيث سجل مؤشر IHS S&P العالمي لمديري المشتريات لشركات الإنشاءات مستويات 43.6 نقطة وهى معدلات دون مستويات النمو أعلى الـ50 نقطة.
المركزي الأوروبي سيضع الفائدة عند مستوى مقيد طالما لزم الأمر، مؤكدة أن البنك لم يناقش تخفيض أسعار الفائدة حتى الآنكريستين لاغارد
وخلال كلمة معدة مسبقًا للجنة الشؤون الاقتصادية والنقدية بالبرلمان الأوروبي، أشارت كريستين لاغارد رئيس البنك المركزي الأوروبي إلى أن المؤشرات الاقتصادية الأخيرة تشير إلى مزيد من الضعف في النشاط الاقتصادي بمنطقة اليورو للربع السنوي الثالث.
وقالت لاغارد: " التضخم بمنطقة اليورو يواصل انخفاضه ولكن لا يزال من المتوقع أن يظل التضخم مرتفعا جدا لفترة طويلة للغاية".
وأشارت لاغارد إلى أن البنك المركزي الأوروبي سيضع الفائدة عند مستوى مقيد طالما لزم الأمر، مؤكدة أن البنك لم يناقش تخفيض أسعار الفائدة حتى الآن.
وقالت محافظ المركزي الأوروبي: "منطقة اليورو لن تنمو بالقدر المتوقع سابقا، ولكن من المتوقع أن تنتعش اقتصادات المنطقة في عام 2024، علما بأن النمو الأضعف لا يعني الركود".