logo
سيارات

الـ«شوتينغ بريك» يعود.. هل نحن أمام ثورة في تصميم السيارات؟

الـ«شوتينغ بريك» يعود.. هل نحن أمام ثورة في تصميم السيارات؟
سيارة «مرسيدس برابوس روكت GTS» بقوة 1000حصان، وبتصميم «شوتينغ بريك» موديل عام 2024المصدر: رويترز
تاريخ النشر:18 مايو 2025, 05:02 م

في مشهد السيارات العالمي، قليل من التصاميم يحمل تلك الازدواجية اللافتة بين الرقي الرياضي والأداء العملي اليومي، كما تفعل سيارات الـ«شوتينغ بريك» (Shooting Brake).
هذا الطراز الذي بدأ تاريخياً كعربة ملكية للصيد جرى تعديلها لاحقاً لنقل الناس والأمتعة، تحوّل في منتصف القرن العشرين إلى رمز للأناقة الفردية ضمن فئة سيارات الكوبيه العملية ذات الخطوط الخلفية الممدودة.

واليوم، تعود الـ«شوتينغ بريك» إلى الأضواء، ليس كذكرى كلاسيكية، بل كخيار تصميمي تقدمه شركات كبرى مثل «بي إم دبليو» بطرازاتها «تورينغ» (Touring)، و«مرسيدس» بنماذج اختبارية حديثة، وحتى «شيري» الصينية التي عرضت نسخة تجريبية في معارض دولية بأسلوب «شوتينغ بريك» عصري.

سيارة «فيراري FF» مزودة بمحرك (V12) بتصميم «شوتينغ بريك»
سيارة «فيراري FF» مزودة بمحرك (V12) بتصميم «شوتينغ بريك» المصدر: رويترز

التصميم: بين التميز والواقعية

بين الشكل الانسيابي الذي يمنح السيارة روح الكوبيه، ومساحة التخزين الواسعة التي تُذكّر بالعربات العائلية، تقف الـ«شوتينغ بريك» في منطقة وسط تجمع بين الهوية الرياضية والوظيفة اليومية، وهو ما يجعل هذا الطراز جذاباً للفئة التي تبحث عن سيارة فريدة، ولكن دون التضحية بالراحة أو مساحة الأمتعة.

إحدى أبرز نقاط القوة في هذا التصميم، أنه يكسر الملل السائد في تصاميم السيارات الرياضية متعددة الاستخدامات (SUV) المتشابهة، ويقدّم بديلاً أنيقاً وجريئاً، خصوصاً لأولئك الذين لم يجدوا أنفسهم في لغة التصميم المربعة أو المبالغة بالحجم.

عودة الـ«شوتينغ بريك»: موجة جديدة أم رهان تسويقي؟

اللافت أن عودة هذا النمط تأتي في ظل هيمنة سيارات الـ(SUV)، مما يثير تساؤلات حول دوافع الشركات:

  • هل هي محاولة لكسر النمطية وتقديم شيء جمالي مختلف؟
  • أم أنها استجابة فعلية لتغيّر أذواق فئة معينة من المستهلكين، خصوصاً في أوروبا وأسواق النخبة؟

الشركات تبدو واعية تماماً لهذا الحنين والجمال معاً. شركة «بي إم دبليو» مثلًا، استثمرت في تطوير لغة تصميم تُبرز تفاصيل الـ«شوتينغ بريك» في طرازات (Touring) الجديدة بشكل يجعلها أقرب إلى سيارة رياضية راقية منها إلى مجرد «ستيشن واغن».

سيارة «زيكر 001» الكهربائية الصينية بتصميم «شوتينغ بريك»
سيارة «زيكر 001» الكهربائية الصينية بتصميم «شوتينغ بريك» المصدر: رويترز

البعد الاقتصادي: ماذا تقول لغة السوق؟

من الناحية الاقتصادية، عودة الـ«شوتينغ بريك» ليست مجرد تجربة فنية. إنها محاولة لإعادة تنشيط قطاعات كانت راكدة لفترة طويلة، تحديداً فئة السيدان والعربات الكلاسيكية التي تراجعت أمام زحف الـ(SUV).

إنتاج هذا النوع من السيارات، خصوصاً عند استخدامه كفئة خاصة محدودة أو إصدار رياضي مميز، يحقق أهدافاً اقتصادية عدة:

  • رفع متوسط سعر الوحدة المباعة دون الدخول في سوق الـ(SUV) المزدحم.
  • جذب شريحة تبحث عن التفرد ومستعدة للدفع مقابل «شكل مختلف».
  • تحقيق هوامش ربح أعلى من خلال الاعتماد على منصات موجودة بالفعل كما في حالة (BMW Touring) المستندة إلى فئات (3) و(5).

بعبارة أخرى، هي ليست فقط لعبة تصميم، بل استثمار ذكي في الحنين التجاري.

هل نشهد موجة دائمة أم نزوة موقتة؟

رغم الجاذبية الجمالية، تبقى تحديات الاستمرار قائمة:

  • انخفاض شعبية هذا التصميم في أميركا الشمالية.
  • الحاجة إلى تبرير السعر مقارنة بسيارات الـ(SUV) الأكبر.
  • محدودية اهتمام العائلات التي تفضل المساحة العمودية لا الأفقية.

لكن في الأسواق الأوروبية والآسيوية، يبدو أن الـ«شوتينغ بريك» تستعيد مجدها بهدوء وثقة. وقد نكون أمام بداية موجة جديدة، لا تقوم على الموضة فقط، بل على تجديد الخطاب البصري في صناعة السيارات.

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
تحميل تطبيق الهاتف
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC