في مشهد السيارات العالمي، قليل من التصاميم يحمل تلك الازدواجية اللافتة بين الرقي الرياضي والأداء العملي اليومي، كما تفعل سيارات الـ«شوتينغ بريك» (Shooting Brake).
هذا الطراز الذي بدأ تاريخياً كعربة ملكية للصيد جرى تعديلها لاحقاً لنقل الناس والأمتعة، تحوّل في منتصف القرن العشرين إلى رمز للأناقة الفردية ضمن فئة سيارات الكوبيه العملية ذات الخطوط الخلفية الممدودة.
واليوم، تعود الـ«شوتينغ بريك» إلى الأضواء، ليس كذكرى كلاسيكية، بل كخيار تصميمي تقدمه شركات كبرى مثل «بي إم دبليو» بطرازاتها «تورينغ» (Touring)، و«مرسيدس» بنماذج اختبارية حديثة، وحتى «شيري» الصينية التي عرضت نسخة تجريبية في معارض دولية بأسلوب «شوتينغ بريك» عصري.
بين الشكل الانسيابي الذي يمنح السيارة روح الكوبيه، ومساحة التخزين الواسعة التي تُذكّر بالعربات العائلية، تقف الـ«شوتينغ بريك» في منطقة وسط تجمع بين الهوية الرياضية والوظيفة اليومية، وهو ما يجعل هذا الطراز جذاباً للفئة التي تبحث عن سيارة فريدة، ولكن دون التضحية بالراحة أو مساحة الأمتعة.
إحدى أبرز نقاط القوة في هذا التصميم، أنه يكسر الملل السائد في تصاميم السيارات الرياضية متعددة الاستخدامات (SUV) المتشابهة، ويقدّم بديلاً أنيقاً وجريئاً، خصوصاً لأولئك الذين لم يجدوا أنفسهم في لغة التصميم المربعة أو المبالغة بالحجم.
اللافت أن عودة هذا النمط تأتي في ظل هيمنة سيارات الـ(SUV)، مما يثير تساؤلات حول دوافع الشركات:
الشركات تبدو واعية تماماً لهذا الحنين والجمال معاً. شركة «بي إم دبليو» مثلًا، استثمرت في تطوير لغة تصميم تُبرز تفاصيل الـ«شوتينغ بريك» في طرازات (Touring) الجديدة بشكل يجعلها أقرب إلى سيارة رياضية راقية منها إلى مجرد «ستيشن واغن».
من الناحية الاقتصادية، عودة الـ«شوتينغ بريك» ليست مجرد تجربة فنية. إنها محاولة لإعادة تنشيط قطاعات كانت راكدة لفترة طويلة، تحديداً فئة السيدان والعربات الكلاسيكية التي تراجعت أمام زحف الـ(SUV).
إنتاج هذا النوع من السيارات، خصوصاً عند استخدامه كفئة خاصة محدودة أو إصدار رياضي مميز، يحقق أهدافاً اقتصادية عدة:
بعبارة أخرى، هي ليست فقط لعبة تصميم، بل استثمار ذكي في الحنين التجاري.
رغم الجاذبية الجمالية، تبقى تحديات الاستمرار قائمة:
لكن في الأسواق الأوروبية والآسيوية، يبدو أن الـ«شوتينغ بريك» تستعيد مجدها بهدوء وثقة. وقد نكون أمام بداية موجة جديدة، لا تقوم على الموضة فقط، بل على تجديد الخطاب البصري في صناعة السيارات.